في الوقت الذي بعثت فيه دمشق رسالة يمكن وصفها بشديدة اللهجة إلى مجلس الأمن الدولي تطالب بمساءلة الدول التي تدعم الإرهاب في سورية خرج الجنرال روبرت موود في مؤتمر صحفي من دمشق ليضيف جرعة جديدة من «التخدير» للسوريين معلناً «إعطاء فرصة حقيقة لكل الفرقاء المتقاتلة والذين يدعمونهم»، وما إن أنهى موود كلامه حتى استفاقت مدينة دير الزور على دوي انفجار سيارة مفخخة أودت بحياة تسعة سوريين وأكثر من مئة جريح. وتحدث موود إلى الإعلام صباح الجمعة قائلاً إن بعثته «تخطط» لجلب الأطراف إلى الحوار لاستعادة الاستقرار بأسرع وقت ممكن رافضاً توجيه أي اتهام في قضية تفجير عبوة ناسفة أمام سيارة تابعة لبعثته في خان شيخون كما رفض تسمية «داعمي الإرهاب» وإدانة عمليات تهريب الأسلحة والمقاتلين عبر الحدود. وتجاهل موود الحديث عن المسلحين الذين يحتلون بعض المناطق في حمص وإدلب واللقاءات التي جمعته وبعثته معهم ولم يقدم أي تفسير لوجود عناصر من القاعدة في صفوفهم! من جهتها بعثت دمشق برسالة إلى الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون عبر مندوبها الدائم بشار الجعفري طالبته باتخاذ جميع الإجراءات اللازمة «وفقاً للمسؤوليات المنوطة بكم» لمعالجة قضية تهريب السلاح والمقاتلين إلى سورية من دول الجوار و«مساءلة كل الأطراف المسؤولة عن ذلك بما في ذلك الدول التي تقدم الأسلحة أو تقوم بتمويل وتسهيل تهريب الأسلحة إلى الإرهابيين إلى سورية» معدداً في رسالته العديد من المعلومات والأسماء والتواريخ الموثقة حول وجود عدد من المقاتلين من جنسيات مختلفة في الشمال اللبناني يتسللون إلى سورية ويهربون السلاح إلى داخلها. وأشار الجعفري إلى تحول مقرات لجمعيات خيرية تشرف عليها جماعات سلفية وتيار «المستقبل» في المناطق المتاخمة للحدود إلى أماكن مخصصة لإيواء عناصر إرهابية من تنظيمي القاعدة والإخوان المسلمين من السوريين وغيرهم ممن ينطلقون من الأراضي اللبنانية لتنفيذ عملياتهم الإجرامية في سورية ويفرون عائدين إلى تلك المقار، حيث تتم أيضاً معالجة المصابين والجرحى تحت أسماء وهمية بتمويل سعودي وقطري. إلى ذلك، وقبيل زيارة مرتقبة للمبعوث الأممي كوفي أنان، وصل إلى دمشق ليل الجمعة وكيل الأمين العام للأمم المتحدة لحفظ السلام هيرفي لادسوس يرافقه جان ماري جيهينو نائب المبعوث الأممي، والجنرال السنغالي بابا كار غاي المستشار العسكري للأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون في زيارة تستمر 3 أيام. وفي تصريحات للصحفيين بعد لقاء له مع أعضاء بعثة المراقبين في دمشق وقبل مباحثاته مع المسؤولين السوريين قال لادسوس: «وصلنا إلى مرحلة الانتشار الكامل للمراقبين العسكريين والمدنيين... لقد وصلنا إلى هذه المرحلة بسرعة غير مسبوقة في تاريخ عمل البعثات الأممية». وميدانياً استهدفت مدينة دير الزور صباح أمس بتفجير إرهابي، حيث أقدم انتحاري على تفجير نفسه بسيارة مفخخة بـ1000 كلغ غرام من المواد المتفجرة في حي «مساكن غازي عياش» ما أوقع 9 شهداء وأكثر من 100 جريح بين مدنيين وعسكريين من حراس المؤسسات الحكومية والأفرع الأمنية الموجودة في الحي، إضافة إلى أضرار مادية كبيرة. وفد المراقبين الدوليين الموجود في المدينة اطلع على موقع التفجير الإرهابي وعاين الأضرار في المكان، دون أن يدلي بأي تصريحات. في الغضون، زار وفد من المراقبين بلدة حرستا بريف دمشق، في حين زار وفدان آخران حيي الخالدية والقصور ومنطقة تلكلخ في محافظة حمص وحي أبراج الحمزة ومدينة سلمية في محافظة حماة. وشهدت مدينة حمص أمس لقاء لـ«المصالحة والمسامحة» برعاية وجهاء ورجال دين، وسط هدوء نسبي، في حين تمكنت الجهات المختصة من تفكيك 12 عبوة ناسفة في أماكن متفرقة من المدينة. وفي حماة، صعَّدت المجموعات المسلحة من اعتداءاتها، واستهدفت بالعبوات الناسفة والأسلحة عناصر حفظ النظام وشرطة المرور، والمواطنين الذين قتلتهم ورمت جثثهم في مواقع ذات كثافة سكانية، لترويع الناس، وشل حركة المدينة. وأحبطت الجهات المختصة الليلة قبل الماضية وفجر أمس محاولتي تسلل مجموعتين إرهابيتين إحداها من تركيا والأخرى من لبنان. وفي حلب، اغتالت مجموعة إرهابية الطبيب شادي زيدو بعيادته في مدينة حلب، في حين استهدفت مجموعة أخرى سيارة التاجر عبد الحليم بطايحي ما أدى إلى وفاة ثلاثة من أفراد عائلته وإصابته بجروح مع اثنين آخرين من أبنائه. الوطن syriadailynews  

التعليقات