من المحزن أن تتمسك مجموعة التجار التي تستجر الحليب من مربي الأبقار والأغنام بقرار تحديد سعر الحليب لسنوات فهم يزودون المربين بالأعلاف ويستجرون الحليب بالسعر الذي يروق لهم. والمربي لا حول له ولا قوة لتسويق إنتاجه لسواهم فينقلون الحليب من مراكز التجميع إلى معامل الألبان والأجبان في المدن، وقد باتت لدى بعضهم ثروات طائلة من احتكار هذه التجارة التي لا توجد عليها أي رقابة حكومية.
وتروي مربية الأبقار د.س أن سعر استجرار الحليب البقري من المربين تم تخفيضه منذ شهر من /165/ ليرة للكيلو إلى /130/ ليرة وهذا السعر أقل من التكلفة لأن احتياج البقرة الحلوب يتجاوز نصف كيلو علف لإنتاج كيلو حليب وسعر كيلو العلف / 165- 200/ ليرة، فالمربي في الوقت الحالي خاسر وليس أمامه حل إلا بتصنيع الجبن علماً أن عائدية تصنيعه مرتفعة مقارنة مع تسويق الحليب طازجاً، إذ تصل مردودية كل / 3,5– 5/ كيلو غرامات حليب إلى كيلو جبن سعره بالسوق /1200/ ليرة سورية لكن المشكلة أن المربي ليست لديه قنوات لتسويق إنتاجه من الجبن.
وأفاد الدكتور سامي أبو دان مدير الصحة الحيوانية في مديرية زراعة حماة أنه من الممكن أن ينخفض سعر الحليب في الصيف بمعدل /5- 10% / عن سعره في الشتاء لكن أن ينخفض السعر بمعدل /40%/ فهذا مجحف بحق المربين، إذ انخفض سعر كيلو حليب الأبقار من /220 / ليرة إلى /140/ ليرة في الوقت الحالي، مشيراً إلى أن الوسيلة الفضلى لتحقيق الاستقرار بسعر الحليب بأن تقام وحدات تعاونية لتصنيع الألبان والأجبان ( معامل ) يديرها المجتمع المحلي و تعود أرباحها بكاملها للمربين، فهذه الخطوة تنمي العملية التنافسية لاستجرار الحليب من المربين بأسعار مقبولة.
الدكتور حسن العثمان مدير الثروة الحيوانية في الهيئة العامة لإدارة وتطوير الغاب قال: لدينا تجربة واعدة لمنظمة الفاو بالتعاون مع نقابة الأطباء البيطريين، إذ تم إنشاء معمل ألبان وأجبان في قرية الصفصافية غرب محردة بطاقة إنتاجية أربعة أطنان حليب في اليوم وقد تجاوزت تكلفة المعمل /75/ مليون ليرة سورية، لافتاً إلى أن المعمل سيقلع بالعمل في الأيام القليلة القادمة بطاقة / 1,5/ طن باليوم وتعود أرباحه للمجتمع المحلي في القرية الذي يتولى بنفسه إدارة المعمل، مشيراً إلى أن إقامة المعمل تهدف إلى مساعدة المجتمع المحلي في الحفاظ على أسعار مقبولة ومستقرة للحليب.
وأوضح العثمان أن المعمل لن يقوم باستجرار الحليب من قرية الصفصافية التي تحتوي /450/ رأس بقر فقط بل يتعداها إلى القرى المجاورة بحسب الحاجة وإذا كتب النجاح لهذا المعمل في الحفاظ على استقرار أسعار الحليب في المنطقة فإنه في الإمكان توسيع التجربة لتشمل عشرة معامل وهي تكفي لحل مشكلة انخفاض أسعار الحليب بشكل كامل بالقرى في مجال إشراف هيئة تطوير الغاب، و ذلك في حال توفر التمويل اللازم لهذه المشاريع، مؤكداً أن منظمة الفاو سبق لها أن قدمت للأهالي عشر وحدات لتصنيع الألبان والأجبان بطاقة لا تتجاوز /300/ كيلو غرام باليوم لكل منها وما زالت هذه الوحدات مستمرة في العمل حتى الآن.
 

سيريا ديلي نيوز


التعليقات