بكثير من النضج والوضوح والقدرة على فرد المساحات بشكل صحيح لمعالجة ما يعانيه قطاع الأعمال في مدينة حمص وبما لم يبتعد عن واقع المحافظة ككل ابتداء من مخططها التنفيذي الموعود واجراءات تتبع مشاريع الحكومة في المحافظة الهامة تجاريا وجغرافيا واقتصاديا وسياحيا .

وبحضور نحو 100 رجل أعمال وبمواجهة مع المحافظ و مدير المنطقة الصناعية في حسياء قاد المهندس عماد خميس نقاشيا عالي المستوى جعل رجال الأعمال " الحماصنة " في مزاج عال فالمهندس خميس اعتاد على مخاطبة المشاكل الخاصة بكثير من الحنكة والذكاء وبالتوازي مع قدرته على قيادة الحلول بشكل مؤسساتي للمشاكل العامة ومتابعتها منذ اللحظة الاولى لتشكيل اي فريق عمل فسرعان ما يقيده بالوقت والمعلومة والنتيجة على أرض الواقع .

وهو ما جعل رجال الاعمال المدينة الوسطى من الاسبشار خيرا من جمعهم عبر غرفتي الصناعة و التجارة في فريق عمل واحد مع المحافظ لتبويب وتحديد مشاكل قطاع الاعمال في المحافظة بكافة قطاعاته الصناعية و التجارية و المقاولات والزراعة والسياحة واقتراح الحلول التي ستلامي القروض المتعثرة بعد ان أكد رئيس الحكومة أن من يثبت تغثره لظروف قاهرة ستساعده الحكومة الى درجة منحه قرض مجددا .

اتسم  لقاء رئيس الحكومة مع رجال اعمال حمص بالطرح المنظم لأغلب المعوقات التي تواجه المحافظة والتركيز على الجانب الاستثماري .

المهندس خميس أكد في حديثه على الأهمية الاستراتيجية لحمص والجهود الحكومية المستمرة لإعادة تأهيل المناطق التي أعاد إليها الجيش العربي السوري الأمن والاستقرار وتأمين كافة الخدمات الأساسية للمحافظة.

وقال : بينما تحتفل كل سورية بتحرير الغوطة وهي تلفظ آخر ارهابييها .. ستحتفل سورية قريبا بخروج الارهاب من المناطق التي تبقوا فيها في حمص وايضا حماة وذلك بهمة جيشنا الغظيم وحكمة قيادتنا

لتعود المنطقة كلها تنبض بالحياة و الاقتصاد والتجارة و السياحة

خميس وصف لقائه برجال الاعمال الحمصيين بالعزيز على قلبه فحمص المدينة التي قاومت وقدمت الشهداء وعانت ما عانته من الحرب أصرت على العودة والحياة رغم كل شيء وضبطت وقتها على ساعتها ..

وقال مخاطبا الحضور في مبنى مجلس الوزراء أنتم جزء حقيقي من مجتمع الاعمال الوطني الذي صمد وصابر خلال الحرب واصر على البقاء واعرف ان منكم من استمر في تشغيل معامله و لم يسرح موظفا واحدا

 

مؤكدا حرص الحكومة وسعيها بل وقيامها فعلا ببناء شراكة حقيقية بين الدولة و رجال الاعمال في كل القطاعات الانتاجية و الخدمية والسياحية بما يسهم في بناء الوطن وعودة النبض للاقتصاد

خميس طلب وكما في كل مرة يلتقي فيها رجال الأعمال أو أي وفد أن يكون السقف عاليا بالقدر الذي يمكن من الوصول إلى إحداث حالة راقية من تقاطع الأفكار التي من شأنها المساعدة على بناء قرارات مشتركة تعود بالفائدة على الجميع

وهذا ما حدث فعلا في لقاء الفعاليات الاقتصادية عن مدينة حمص .

وبرغبة لافتة في استقطاب المزيد من التسهيلات والتشريعات المحفزة لإعادة إحياء الطابع التنموي لمدينتهم من جعبة الفريق الحكومي أضاء رؤساء الغرف وممثلو الفعاليات الاقتصادية عن المحافظة على مختلف المعوقات الخدمية والاقتصادية المتعلقة بمدينتهم مطالبين بتمديد العمل بمرسوم تخفيض الرسوم الجمركية على المواد الاولية، وتسوية اوضاع المعامل الموجودة على محاور مدينة حمص خارج المدينة الصناعية في حسياء منح أصحابها قروض تشغيل قصيرة الأمل لإصلاح ما خربه الإرهاب فيها وإطلاق برنامج تحفيزي لاستثمار هذه المنطقة، والسماح لأصحاب القروض المتعثرة العازمين على إعادة إطلاق منشآتهم بالاقتراض من جديد وفق مدة معينة للتسديد، وإطلاق القروض السكنية، وتقديم القروض لأصحاب المنشآت التجارية المتعثرة والمساهمة في صياغة قانون الاستثمار وتعديل أنظمة ضوابط البناء في المناطق المتضررة وتأمين اليد العاملة ووضع ضوابط وانظمة داخلية للمشاريع المتوسطة والصغيرة، وإيلاء قطاع الدواجن أهمية أكبر، وتأمين متطلبات ازدهار صناعة السيارات.

رئيس مجلس الوزراء أعلن أن المصارف السورية على استعداد كامل لتقديم كافة القروض الإنتاجية للمشاريع بعد تقديم أصحابها دراسة جدوى اقتصادية منها، داعيا الصناعيين ورجال الأعمال والمستثمرين إلى الاستفادة من هذه الفرصة المميزة.

وفيما يتعلق بإعادة إقراض أصحاب القروض المتعثرة دعا المهندس خميس أصحاب القروض المتعثرة الراغبين في الاقتراض لفتح معاملهم إلى تقديم طلبات عبر اتحاداتهم إلى رئاسة مجلس الوزراء لدراستها واتخاذ ما يلزم بشأنها في ضوء ما أوضحه  الأمين العام لرئاسة مجلس الوزراء الدكتور قيس خضر في أن هناك قوانين ناظمة لهذا الأمر تسمح بذلك بعد النظر بالموجبات القانونية لها.

وزير المالية الدكتور مأمون حمدان بين أن القانون الذي حدد المناطق المتضررة أعطى تسهيلات لإعادة إطلاق المنشآت الاقتصادية فيها، وعلى أصحاب هذه المنشآت مراجعة مديرية المالية في حمص للاطلاع على المزايا المعطاة لهم.

وفيما يخص إحياء المنطقة الصناعية في حسياء أشار وزير الاقتصاد الدكتور محمد سامر الخليل إلى أن هذا الأمر محط اهتمام الحكومة وهناك دراسة لإحياء المنطقة بأكملها وذلك في ظل إبداء بعض الدول الصديقة المساهمة في مرحلة إعادة الإعمار الرغبة في الاستثمار داخل هذه المدنية على مختلف المستويات.

وتيمّنا بتجربة محافظة حلب طالب ممثلو الفعاليات الاقتصادية بمخطط تنظيمي جديد لمدينتهم يبرز وجهها الحضاري ، ليطمئنهم رئيس مجلس الوزراء بأن جميع المحافظات السورية على موعد مع مخططات تنظيمية جديدة وفق معايير حديثة لجهة التنمية الاقتصادية والبشرية تشمل تعديل ناظمة البناء للبيوت المستقرة والبيوت المتضررة وإزالة كل المخالفات وتعويضها بنظام ضابطة جديد، ليعقب محافظ حمص طلال البرازي على ذلك بأنه منذ إعلان المحافظة خالية من الإرهاب يجري العمل على وضع رؤية متكاملة للمخطط التنظيمي وهو في مراحله الأخيرة.

وفيما يتعلق بالقطاع التجاري طالب الحضور بإيجاد حلول جذرية لظاهرة التهريب وإيلاء اهتمام كبير بالأسواق التجارية وفتح المعبر الحدودية مع العراق ورصد الأموال اللازمة للبلديات والمحافظات لإكمال تأهيل الأسواق التجارية، ليؤكد المهندس خميس أن هناك جدية حكومية لمعالجة ظاهرة التهريب وإعطاء التسهيلات لاستيراد المواد المهربة وفق القوانين النافذة، إضافة إلى أنه يجري التنسيق مع الجانب العراقي لإعادة فتح المعابر الحدودية بما يسهل العملية التجارية.

وفي الجانب السياحي تركزت مداخلات الحضور حول إعادة الألق للوجه السياحي للمدينة التي تمتاز بمقومات جذب سياحية هامة، خصوصا أنها  تشكل بباديتها  منطقة اصطياف هامة، ليعقب وزير الساحة بشر يازجي أن الحكومة تسعى  لجعل مدينة حمص نقطة جذب سياحي بما ينعكس إيجابا على أهالي المدنية، إضافة إلى تنظيم السياحة الطبية للاستفادة منها في القطع الأجنبي، وإقامة المهرجانات السياحية وترميم المناطق الأثرية فيها،

وأبدا صناعيو ورجال أعمال حمص استعدادهم للتعاون والتنسيق مع الجهات الحكومية لعرض فرص العمل المتوفرة لديهم على ذوي الشهداء وفق رؤية متكاملة تمكن من تخفيف معاناة الحرب عليهم مع العلم أنه تم إحداث مكتب لذوي الشهداء في كل منطقة في المحافظات لتأمين متطلباتهم ومتابعة جميع معاملاتهم بما فيها تأمين فرص عمل كريمة لهم

مجلس الوزراء ورئيس المجلس الاستشاري ورؤساء اتحادات غرف التجارة والسياحة والزراعة والمصدرين ونائب رئيس اتحاد غرف الصناعة ورؤساء غرف التجارة والصناعة والزراعة في محافظة حمص .

الواقع أن جرعات عالية من التفاؤل تفرض نفسها بقوة على المتابع والمحلل لتفاصيل المواكبة الحكومية الدؤوبة لتطورات الواقع الميداني العسكري والسياسي ، عبر متوالية إنجاز واستدراك مكثّف للبنى التنموية بكافة مساراتها .

فبعد الانتصار .. تنمية واعمار عبارة فيها من الدلالة والمعاني لأن تعبر عن الحراك الحكومي الدائر في رئاسة مجلس الوزراء، لتنمية واعمار المحافظات السورية التي تجسد  المكون السوري الذي ضحى لأجله الشعب والجيش وبالغالي والثمين من الدم الذكي والصمود الاسطوري .

كانت بداية خطة الاعمار والتنمية الحكومية من جبل العرب ولقاء الفعاليات الاقتصادية الخاصة من تجار وصناعيين ومقاولين وحرفيين في السويداء ، الى البدء بلقاء الاتحادات بكافة اطيافها  وكان الاستهلال أولا بلقاء اعضاء مجلس ادارة غرفة تجارة ريف دمشق ومن ثم لقاء اعضاء غرفة تجارة دمشق ، واليوم فعاليات محافظة حمص ، ويبقى علينا انتظار التتمة وملامح التكامل خلال الأسبوع القادم الذي ربما لن يخلو من مفاجآت سارّة.

سيريا ديلي نيوز


التعليقات