حظيت سورية على الدوام بفريق اقتصادي يبدو أكثر نجاحاً بتسويق نجاحات قد تبدو غير حقيقية في كثير من الأحيان بالنسبة لمن يحلل حقيقتها بينما قد يقع يغتر بها بعض الناس. بعد الإعلان اليوم عن سعر القمح الذي ستشتري فيه الحكومة القمح من الفلاحين، فقد سوق الفريق الاقتصادي الحكومي هذا الخبر وكأنّه منّة من الحكومة على المزارع وتكرماً من الفريق الاقتصادي على المواطن الذي يفترض أن يشكر لفتتها الكريمة وتضحياتها الغير مسبوقة. ولكن لنعد إلى الأرقام ونرى حقيقة هذا الدعم، فقد بلغ سعر الطن عالمياً بسعر 255 دولار للطن أي 17000 ليرة سورية للكيلو، وكذلك لو احتسبنا أن كلفة وصول الطن إلى سورية قد تصل إلى 50 دولاراً للطن، فإن الكلفة الحقيقية لشراء القمح من الخارج لو لم يكن هنا انتاج زراعي في سورية 305 دولار للطن (رغم عدم كونه بنفس الجودة) أي 21000 ليرة سورية للطن وبالتالي 21 ليرة للكيلو. وهذا يعني أن الكلفة الحقيقية للدعم هي ليرة واحدة فقط لا غير، إذا علمنا أن السعر الذي تتباهى الحكومة بشراء القمح على أساسه من المزارع للموسم الحالي 2011 – 2012 بمبلغ 22 ألفاً و500 ليرة للطن الواحد من القمح القاسي و22 ألف ليرة للطن الواحد من القمح الطري. علما أن الفريق الاقتصادي قرر سابقا بيع القمح السوري الى المصانع بسعر 26 ليرة سورية أي بربح قدره 4 ليرات سورية لا غير. هذا مع الاشارة إلى أنه لو لم يتم انتاج 3.7 مليون طن قمح محلياً، لكان على مصرف سورية المركزي أن يؤمن مبلغ 1.13 مليار دولار لاستيراد هذه الكمية أي أن ليرة سورية واحدة دعم لكل كيلو (3.7 مليار ليرة فقط لا غير)، وفرت 1.13 مليار دولار من العملات الصعبة. الأقتصادي syriadailynews

التعليقات