تبدو مذهلة تلك الأرقام المتدفقة إلينا من مطارح الاستثمار الرئيسة المتموضعة إقليمياً في مراكز المشهد الجغرافي السوري.

فثمة معدلات نمو هائلة في الإيرادات ، لا نملك إلا تصديقها والتسليم بها ، لأنها صادرة عن جهات رسمية ، وبالتالي ترتب مسؤوليات على الإدارات التي تبوح بالأرقام الجديدة كحصيلة سنوية في سورية ، فثمة ميزانيات ختامية مدققة مالياً وجهات وصائية ورقابية ستتحرى بدقة عن الأرقام المصرّح عنها.

هي أرقام كبيرة ليس لأنها فعلاً كبيرة ، بل تبدو كذلك لأننا لا نستطيع نسيان أننا في أزمة ، بالتالي يكون التحري عنها ، تحرّي الباحث عن علامات تفاؤل ، وقرائن طمأنينة ، ولعلنا بالغي التوق جميعاً لالتقاط إشارات الإنتعاش الصادرة عن مفاصل ومكونات الاقتصاد السوري ، لنشطب تدريجياً من دفاتر الذاكرة أنه اقتصاد مأزوم.

إذ تتدفق حالياً الأرقام اللافتة من “مسارح ” المدن الصناعية وكلها تتحدث عن حجوم استثمارات غير مسبوقة حتى في زمن الرخاء ، و أرقام إيرادات تفضي إلى تغيير غير طوعي للقناعات المسبقة بشأن أوضاع الاقتصاد السوري.

فبالأمس تحدثت تقارير جديدة عن معطيات مثيرة للتفاؤل ، ويلفت أحدث هذه التقارير إلى أن إيرادات المدينة الصناعية في حسياء بحمص ، بلغت العام الماضي نحو مليار و780 مليون ليرة سورية في حين بلغ حجم الانفاق على مشاريع البنى التحتية نحو 960 مليون ليرة سورية.

وأوضح الدكتور بسام المنصور مدير المدينة  أن 14 مستثمرا جديدا دخلوا حسياء الصناعية العام الماضي ليصل عدد المستثمرين الإجمالي حاليا إلى 889 مستثمرا بينما يبلغ عدد المنشآت المنتجة 220 منشأة برأسمال يقدر ب 57 مليارا و900 مليون ليرة سورية وتشغل 6765 من الأيدي العاملة.

ونوه مدير مدينة حسياء الصناعية بأن هناك 669 منشأة قيد الإنشاء برأسمال يقدر بأكثر من 125 مليار ليرة سورية توفر 16 ألفا و695 فرصة عمل ووصلت نسبة المساحة المباعة في المدينة للمستثمرين إلى 71 بالمئة منها 215 مقسما في المنطقة الغذائية و386 مقسما في المنطقة الهندسية و192 في المنطقة الكيميائية و58 في المنطقة النسيجية إضافة إلى 20 مقسما في المنطقة الخدمية.

ولفت المنصور إلى أن إدارة المدينة ضمن خطتها الاستثمارية تواصل تنفيذ العديد من المشاريع الحيوية التي تصب في خدمة المستثمرين ولا سيما مشاريع البنى التحتية وتبلغ النفقات الجارية 695 مليون ليرة سورية بينما تم إنفاق 960 مليون ليرة سورية العام الماضي على مشاريع الطرق والمياه والكهرباء والصرف الصحي ومحطة المعالجة والتشييدات.

التعليقات