عن تصغير حجم رغيف الخبز, أربعة أسئلة ملحة, هل سيشبع المواطن الخبز؟!

يقول الخبر: أن وزير التجارة الداخلية وحماية المستهلك الدكتور عبد الله الغربي , أكد بأن الأسبوع القادم سيشهد بدء العمل في إقامة مخبز جديد ضمن مخابز ابن العميد في دمشق وسيكون مخصصاً للخبز السكري ، ليتم فيه تجربة إنتاج رغيف الخبز العادي بالحجم الصغير ، موضحاً أن الهدف من تصغير حجم رغيف الخبز جاء بعد عدة دراسات ومتابعات تبين خلالها وجود هدر كبير في الخبز نتيجة كبر حجم رغيف الخبز , وعند الحصول على نتائج هذه التجربة والتأكد من نجاحها سيصار إلى تعميمها على المخابز كافة في المحافظات.
إذاً…وزارة التجارة تعكف على تصغير حجم رغيف الخبر والهدف هو الحد من الهدر!.

وهنا لا بد من طرح عدة أسئلة مفادها:
السؤال الأول: ما هو مقاس رغيف الخبز الصغير الذي سيتم إنتاجه؟.. وهل سيؤثر صغر حجم رغيف الخبز على عدد أرغفة الخبز في الربطة الواحدة.. أم سيتم الاعتماد على الوزن كما هو حالياً ، مع الإشارة إلى أن الكثير من الأفران حالياً لا تلتزم بوزن الربطة بل تحسب عدد أرغفة الخبز وهي 7 أرغفة للربطة الواحدة.. سواء أكان الرغيف صغيراً أم كبيراً…
السؤال الثاني: هل بتصغير حجم رغيف الخبز يمكن الحد من الهدر؟… وما هو الهدر المقصود هنا؟.. أي أين يكمن الهدر؟. وهذه نقطة لم يتم إيضاحها من قبل وزير التجارة… ولكن لنفرض: هل مثلا يقوم المواطن بآكل نصف رغيف خبز ويرمي بالنصف الآخر حتى تعمل وزارة التجارة على تصغير حجم رغيف الخبز ليصبح ملائماً ومعدة المواطن؟!.. بالتأكيد لا..فالمواطن السوري لا يرمي بالخبز لأنه يقدس النعمة أولاً ولأن لديه عادات في الحفاظ حتى على الخبز اليابس واستخدامه لاحقاً..إذاً أين هو الهدر في كبر حجم رغيف الخبز؟.. وأين هو التوفير في تصغيره طالما أن الوزن هو واحد بالنسبة للربطة؟..
السؤال الثالث: يقول وزير التجارة الداخلية أنه في حال نجاح التجربة سيتم تعميم ذلك على مخابز القطر… فهل تحقيق تصغير حجم رغيف الخبز يحتاج إلى تغيير بالآلات الخاصة بالأفران؟.. أم أن الأفران هي نفسها تبقى ولكن يتم تصغير القالب؟ أم كيف سيحدث ذلك؟. لأنه في حال تطلب تنفيذ هذه الفكرة تغيير الخطوط الخاصة بإنتاج الخبز لتصغير حجم رغيف الخبز فالأمر مكلف للغاية وهذا يعتبر هدراً للمال ليس في محله طالما أن الرغيف الحالي يكفي المواطن ويشبعه وحجمه لا أحد يشتكي منه.
السؤال الرابع: هل بعد تصغير حجم رغيف الخبز سيشبع المواطن الخبز؟.. بمعنى هل سيكفي الأسرة الواحدة المكونة من خمسة أشخاص ربطتان من الخبز يومياً، كحد متوسط كما هو الحال حاليا، أم أن عدد ربطات الخبز المستهلكة يومياً ستزيد على الأسرة؟.. ففي حال زادت عدد الربطات فهذا الإجراء لا يصب في حماية المستهلك، بل على العكس ينهكه أكثر مادياً ويجعله بغنى عن هذه الأفكار…

ختاماً: نعتقد أنه يا سيادة الوزير أن هناك أفكاراً أكثر أهمية يجب العمل عليها للحد من الهدر بعيداً عن لقمة المواطن ورغيف خبزه , فرجاءاً دع المواطن يشبع الخبز على الأقل.

سيريا ديلي نيوز


التعليقات