اللاذقية .

ليست للمساحة قيمة إذاً، أكبر مستشفى في الشرق الأوسط، ليس هو الأفضل لا بل ربما هو الأكثر سوءاً أو الأقل فاعلية وتخديماً.
التعطيل سيد الموقف في أكبر مجمع طبي في الشرق الأوسط. هل تعلمون عن ماذا نتحدث؟ إنه مشفى تشرين الجامعي !
يدخل هذا المشفى موسوعة غينس للأرقام القياسية في عدد الأجهزة الطبية المتعطلة، أو التي جرى تعطيلها... أحياناً تعمل تلك الأجهزة حسب الطلب، وحسب المريض لا من حيث حالته وألمه بل من حيث موقعه وأهميته: جهاز تفتيت الحصيات- أجهزة التنظير الهضمي الأبرة الظليلة (حقن للرنين)، أجهزة تعقيم الأدوات الجراحية والشاش والشانات- وجهاز الإيكو.. القلبية كلها معطلة منذ أشهر طويلة، وجهاز الطبقي المحوري لم يكن أحسن حالاً فقد ظل معطلاً مدة عام كامل، ولكن أخيراً أفرج عنه ووضع في الخدمة منذ أسبوع أو أكثر بقليل، هذا بالإضافة إلى عدم تواجد أطباء الاختصاص في أقسامهم، والاعتماد الكلي على أطباء الدراسات فقط. والتواصل يتم بين المرضى وأطبائهم عن طرق الهاتف فقط.
هذا جزء من واقع الحال في مشفى تشرين الجامعي الذي كثرت عنه الأقاويل وتضاعفت إشارات الاستفهام والأسئلة عن أسباب ما يجري فيه. والسؤال الأكثر أهميةً وإلحاحاً لماذا هذا التعطيل؟ ولمصلحة من؟ ولماذا لا يتم إصلاح هذه الأجهزة؟
وما ذنب المريض فوق مرضه وآلامه- ليخرج من مشفى يحتوي أفضل الأجهزة الطبية المتطورة والحديثة ذات الدقة العالية ويجري الصور، والتحاليل اللازمة في مراكز طبية خاصة ويدفع مبالغ طائلة من المال تجعله إن توفرت معه، ولم يستقرضها من أهله أو أصدقائه، يتقشف مع عائلته لأشهر طويلة. وفي أحسن الأحوال عندما يتم إجراء التحاليل الطبية اللازمة للمريض في مشفى تشرين الجامعي فهو أمام حالتين لا ثالث لهما: إما أن تضيع نتائج التحليل بسبب الإهمال وقلة الاهتمام واللامبالاة بالمريض وحالته أو أن يتم الأسوأ من ذلك وهو إعطاء مريض يعاني من نقص في الحديد مثلاً تحاليل مريض آخر يعاني من السرطان وهذا حصل فعلاً مع مرضى أعرفهم بالاسم وكل هذا يصب في خانة التسيب الذي لا ضابط له سوى الأخلاق والشعور بالمسؤولية فأنتم يا معشر الأطباء: أديتم القسم لتقديم أفضل السبل فيما يفيد المرضى متحاشين ما يضرهم أو لا ينفعهم فهل ما يجري في مشفى تشرين الجامعي يتماشى مع قسمكم؟ أسئلة برسم الإجابة عليها من قبل الجهات المعنية في مشفى تشرين الجامعي.
الوحدة - ربا خليل صقر

سيريا ديلي نيوز


التعليقات