يغلق معرض خان الحرير التخصصي الرابع في عالم الأزياء والأقمشة بدمشق اليوم أبوابه ليحزم التجار بضاعتهم استعدادا لنسخة مماثلة في بغداد ومن العاصمة السورية إلى العراقية يواصلون رحلة البحث عن صفقات جديدة وإعلان عودة المنتج السوري إلى الأسواق العالمية.

تجار حلب تجاوزوا صعوبات كثيرة أبرزها نقص اليد العاملة والتجهيزات والمواد الاولية وتضرر منشآتهم ومنافسة المنتجات المهربة وحملوا رسالة صمود وتحدي من مدينتهم إلى معرض خان الحرير بدمشق.

 رأى سمير الزغبي من شركة عرفة للألبسة النسائية “أن التجار والصناعيين استعدوا بشكل جيد وقدموا العديد من العروض لكن الإعلان لم يكن كاف وكنا نتمنى أن يشهد خان الحرير صدى أكبر” معتبرا أن تنظيمه خارج مدينة دمشق “حد من إقبال الزوار عليه”.

وبين الزغبي أن الشركة الموجودة في السوق منذ 25 عاما تعرضت لأضرار كبيرة خلال سنوات الحرب لكننا “فضلنا الاستمرار بورشات صغيرة على التوقف رغم كل الصعوبات” مشيرا إلى أن الوضع اليوم أفضل فمستلزمات العمل كالكهرباء والوقود متوافرة آملا أن يسهم معرض بغداد باستقطاب تجار من الوطن العربي ولا سيما أن “المنتجات السورية مرغوبة في الخارج بسبب جودة الخيط والأقمشة واليد العاملة النظيفة”.

هشام صباغ رئيس شركة متخصصة بصناعة الاقمشة والكروشيه ومستلزمات الألبسة الداخلية والخارجية الذي عاد إلى سورية ليطلق عمله من جديد في منطقة الشيخ نجار بعد توقف ثلاث سنوات نتيجة الحرب نقل خلالها أعماله إلى مصر وجد أن “المشاركة في خان الحرير دمشق فرصة للإعلان عن العودة وفتح اسواق جديدة”.

وقال صباغ: “بدأنا من الصفر مع تجهيزات جديدة لكننا نعاني من نقص اليد العاملة المدربة والمواد الاولية مثل خيوط البوليستر والقطنية غير الممزوجة وضعف حركة التصدير” داعيا إلى اتخاذ قرارات وإجراءات صارمة بوقف استيراد الاقمشة بالكامل وملاحقة التهريب لدعم الصناعة الوطنية.

“نحن أقوى وحلب أفضل من السابق” بهذه الكلمات وصف فياض كريم صاحب شركة 20-35 للألبسة الرجالية الوضع في مدينته معتبرا أن خان الحرير “مولود صغير ينمو بسرعة بفضل اصرار الصناعيين ومساعي غرفة صناعة حلب فعدد المشاركين يزداد مع كل دورة وهو إثبات لوجودنا”.

وعن رحلة العودة تحدث كريم أن معمله الكائن في الشيخ نجار تعرض إلى أضرار كبيرة لكنه لم يتوقف عن العمل سوى لشهر واحد حيث عاد عبر ورشات صغيرة في أقبية سكنية و”اليوم الوضع في تحسن” بفضل بواسل الجيش العربي السوري حيث تصدر المنتجات السورية إلى العراق ولبنان وايران لجودتها وسعرها المناسب.

بدوره أشار عبد الرحمن صابوني مدير شركة مختصة بالألبسة القطنية إلى أن المشاركة بالمعرض “جيدة” حيث تجاوز العدد 150 شركة لكن صعوبة المواصلات شكلت عائقا أمام الزوار مبينا أن الهدف من المشاركة في هذه الفعاليات كسب زبون جديد وتوقيع صفقات وعقود.

الصناعي الحلبي قادر على تحدي كل الصعوبات والمضي قدما على حد تعبير ذكريا صاري مدير مبيعات شركة قناعة الذي بين أن هدف المشاركة العودة لإثبات وجودنا في السوق واننا مازلنا نعمل ولا سيما أن الشركة فقدت خلال الحرب عملاء كثر وهي قادرة على العودة لأن المنتج السوري يتميز بجودته ومواكبته للموضة متمنيا أن يحظى المعرض في المرات المقبلة بتسويق اعلاني أكبر.

فراس سماق صاحب شركة متخصصة بألبسة الأطفال أكد أن المعرض هو بشكل أساسي رسالة تثبت استمراريتنا مشيرا إلى توقيع عدد من الصفقات والعقود خلاله.

ماهر أمين من شركة مختصة بالألبسة الولادية والنسائية ومازن البدعة من شركة ميمي لول لألبسة حديثي الولادة اعتبرا أن المشاركة تأكيد على تغلب التاجر والصناعي الحلبي على كل الصعوبات وتجاوزها بحلول مبتكرة مع الحفاظ على الجودة مشيرين إلى أن ظروف العمل اليوم أفضل لناحية خدمات الكهرباء والنقل والشحن.

مدير شركة اوبري “وكلاء للآلات النسيجية” كنج ابو الكنج رأى أن المعرض “خطوة جديدة على طريق تعافي الاقتصاد السوري ولا سيما بوجود الكثير من الصناعيين الراغبين بإعادة دوران عجلة الانتاج” مبينا أن هدف المشاركة تعريف الصناعيين بخدماتنا وعودتنا بعد تعرضنا لأضرار كبيرة حيث سرقت صالاتنا في منطقتي الليرمون والشيخ نجار و “هربت التجهيزات والآلات إلى تركيا”.

وأضاف أبو الكنج “إننا اليوم نستعد للاقلاع لإيماننا أن البلد تعود تدريجيا الى طبيعتها فالصناعيون السوريون أثبتوا قدرتهم على النجاح في كل مكان لكن سورية أولى بأبنائها وطريق الألف ميل يبدأ بخطوة”.

 

سيريا ديلي نيوز


التعليقات