لم تسجل بداية العام الجديد أيّ مؤشرٍ نحو الأفضل ضمن أعوام الحرب السبعة، بل عادت معها الأسعار إلى الصعود مرة أخرى بعد أن بدأت بالهبوط خلال الشهرين الأخيرين من العام الفائت الذي يمكن أن نطلق عليه مصطلح الهبوط الكاذب أو المؤقت، وكانت وزارة التجارة الداخلية وحماية المستهلك قد وعدت المواطن السوري على لسان وزيرها بهبوط أسعار المواد الغذائية الأساسية إضافة إلى أكثر من 8000 سلعة خلال فترة قصيرة، (بعد أن صادق الوزير عبد الله الغُّربي في 14 كانون الأول 2017 على لائحة تخفيض أسعار ما يزيد عن 8000 صنف من مختلف السلع والمواد الغذائية والاستهلاكية) .

ولكن هل أدت عودة الدولار إلى الارتفاع بسبب المضاربين في البورصة والمتلاعبين في السوق السوداء، إلى عودة انكماش السوق من جديد وغلاء الأسعار الأساسية وغيرها؟؟

لقد سجلت بورصة العملات ارتفاعاً جديداً مع نهاية العام الفائت ثم سجلت خلال الأيام الأولى من عام 2018 ارتفاعاً تجاوز 470 ليرة سورية للدولار الواحد، بعد أن هبط الدولار خلال الشهر الماضي إلى حدود 400 ليرة سورية في السوق السوداء وغيرها. وتكمن أسباب الارتفاع وفق رأي خبراء الاقتصاد إلى الوضع السياسي و العسكري الجاري حالياً في بعض المناطق، مما أتاح لتجار السوق السوداء والمتلاعبين الفرصة للتلاعب من جديد في سوق الصرف، وما أدى إلى هبوط الليرة السورية مرة أخرى.

وارتفعت بورصة المواد الاستهلاكية مرة أخرى مثل السكر والقهوة و الزيوت والسمون وغيرها من المواد المرتبطة وفق سياسة ربط أسعار السوق بسعر الدولار.

وفي رصد خاص لصحيفة (النور) لحال السوق وأسعاره بين الشهر الفائت والأسبوع الأول من السنة لمسنا ارتفاعاً جديداً للأسعار، فعادت بعد انخفاضها إلى وضعها القديم، وقد تبين القائمة التالية أسعار بعض المواد وتأثرها هبوطاً وصعوداً:

السلعة      السعر القديم قبل الهبوط  السعر بعد الهبوط        السعر بعد الارتفاع الجديد

السكر                    350      240        300

الزيت 1 ليتر(عافية)     650      550         650

السمون للكيلو           1200     900        1100

القهوة للكيلو            2700     2500       2700

البيض والدواجن والمنتجات الحيوانية لم نلاحظ أي تغيير، فأسعارها ثابتة منذ شهور، وما زالت مرتفعة ومحافظة بقوة على ارتفاعها، فسعر كيلو الفروج المنظف 1100 ليرة، وسعر الشرحات 1600 و السودة 1800، أما البيض فأسعاره حسب الوزن تتراوح بين 1200 و 950 ليرة للصحن للصفد أما اللحوم الحمراء فرغم تسعيرة وزارة التجارة الداخلية الجديدة ما زالت المحلات تبيع بأسعارها المرتفعة جداً بالنسبة للحمة الخروف، إذ يتجاوز سعر الكيلو الغرام الواحد في بعض المحلات 5000 ليرة سورية، بينما تسعيرة التموين 4200 ليرة لهبرة الخروف الذكر.

وفي سؤال توجهنا به لأحد التجار حول ارتفاع أسعار الألبان والأجبان قال: سعر المشتقات الحيوانية محكوم بتسعيرة النقل والغاز والأعلاف التي تحسب من قيمة التكلفة، وارتفاع المشتقات النفطية والأعلاف إضافة إلى المواد المصنعة، أدى إلى حفاظ المشتقات الحيوانية على سعرها ولم تتأثر بهبوط الدولار، فهي خاضعة لموضوع التصنيع اليدوي المكلف.

 وفي حديث لنا مع بعض المواطنين حول الأسعار قال لنا السيد (فتحي.خ): بعد أن تفاءلنا بهبوط الدولار قليلاً وبدء الأسعار بالنزول، لم تكتمل فرحتنا فقد عادت الأسعار إلى ارتفاعها من جديد، وهذا سيئ بالنسبة لنا كمواطنين.

أما السيدة (نادية .ع) فقالت: (تعودنا على رفع الأسعار ولا جديد ما دام مافي رقابة ومحاسبة للتجار الكبار اللي ماسكين السوق ومتحكمين بلقمة عيشنا).

وقالت السيدة (شيرين.ك): (مادام السعر متحكم فيه الدولار يحسبوا رواتبنا عالدولار، رغم كل التقنين اللي عملناه الراتب ماعم يكفي لــ 7 الشهر، فاالله يعين غير الموظف)

وقد لاحظنا من خلال جولتنا في السوق ضعف القوة الشرائية أمام تنوع العرض وقد عزا الباعة ذلك إلى رفع الأسعار من قبل التجار الكبار وهم خاسرون أيضاً، فالكثير من المواد تتلف لدى بائعي الخضار والفواكه وهي تضيع من حسابهم.

فإلى متى يبقى التحكم بالسوق، ويبقى تجاره مسيطرين على لقمة عيش المواطن السوري؟


جريدة النور

سيريا ديلي نيوز


التعليقات