رأى «مركز دمشق للأبحاث والدراسات – مداد» أن إسرائيل لم يعد بمقدورها المراهنة على نزاعات تولدها بين سورية وجيرانها؛ بل لم يعد لها سوى اللجوء إلى محاولة زعزعة حالة الاستقرار الداخلي التي بدأت تشق سورية طريقها نحوه.
وقدم «مداد»، في تقريره الدوري الذي يصدره بعنوان: «سورية من منظور مراكز الدراسات الإسرائيلية»، عرضاً وقراءة لورقة نشرها مركز بيغين السادات للدراسات الإستراتيجية، المعنونة بـ«المأزق الإسرائيلي ومفهوم «الداعم الحاسم» في النظام الإقليمي المتغير».
وخلص «مداد» إلى نقاط مهمة من الورقة التي كتبها أحد المشاركين في القرار العسكري والسياسي الإسرائيلي، وهو العميد المتقاعد في الجيش الإسرائيلي، والقائد السابق للكليات العسكرية، غيرشون هاكوهين، الذي يفترض في ورقته أن امتداد سورية من حدود الجولان حتى شمال العراق، يُشكِّل الحدود التكتيكية لإسرائيل، أي التي يجب أن تشكل المدى التوسعي الإقليمي لها وللبنان.
وبحسب «مداد» فقد كان هاكوهين «واضحاً في بحثه هذا حول تحديد الأهداف الإسرائيلية وحول ما أحبطته سورية وحلفاؤها من أهداف إسرائيلية أثناء تطورات الانتصار السوري في الميدان عند معارك قرية حظر وقرى الجولان القريبة من مواقع جيش الاحتلال»، وأوضح «مداد»، هو «ببساطة يعترف أيضاً أن الحدود التي تجد إسرائيل نفسها عندها في الشمال الآن لا تحمل أدنى أمن مستقر لإسرائيل، فهي حدود خطر داهم من مدى كيلومترات وفي أحسن الحالات عشرات الكيلومترات، كما أنها حدود شهدت معارك ضد الإرهابيين الذين لم تتمكن إسرائيل من تحقيق هدفها التكتيكي أو الإستراتيجي بالتعاون معهم طوال السنوات الست الماضية، وكأنه يقول باختصار ومرارة: إن إسرائيل خسرت جولة في حربها السرية والعلنية المباشرة وغير المباشرة، وفقدت فرصة كبيرة، وفوجئت بالتأثيرات السلبية لنتائجها التكتيكية والإستراتيجية في أمن إسرائيل».
وبرأي «مداد» ونظراً لأن إسرائيل «لم تتمكن من إنجاح مشروع قادة أكراد العراق التاريخي، كما أنها لن تتمكن من استثمار مشروع أكراد سورية بعد انتصار سورية وحلفائها ونظراً لأن إسرائيل اكتشفت أن النظام الإقليمي الجديد سيحدد قواعده الذين صمدوا وانتصروا، وإسرائيل ليست من هذا الفريق في المنطقة بموجب ما يؤكد هاكوهين نفسه في نهاية البحث حين يقول: وهذه النتيجة ستؤدي إلى تأثيرات عميقة في مستقبل إسرائيل».
ومن هذه الخاتمة يضع «مداد» عدداً من الاحتمالات، منها: أن إسرائيل ستعود إلى نقطة البدء التي سبقت كل أحداث الحرب على سورية في ظل وضع تزايدت فيه قوة جبهة الشمال وقوة تحالفها الإقليمي، وبالتالي فإنها ستجمع علاقاتها وصلاتها مع عدد من المجموعات لتعيد ترتيب استخدامها بطرق جديدة، تخفف من مضاعفات النظام الإقليمي الذي لا يخدم مصلحتها في المنطقة.
ومن وجهة نظر «مداد» فإن إسرائيل لم يعد بمقدورها المراهنة على نزاعات تولدها بين سورية والعراق أو سورية ولبنان لإضعافها؛ بل لم يعد لها سوى اللجوء إلى محاولة زعزعة حالة الاستقرار الداخلي التي بدأت تشق سورية طريقها نحوه، ونفس الأمر بالنسبة إلى لبنان.

سيريا ديلي نيوز


التعليقات