المال لا يشتري فقط عطلة رائعة في منطقة البحر الكاريبي، أو جناح فندقي فاخر في مقاطعة كيبيك الكندية، ولكنه قد يشتري لك الإقامة الدائمة أيضاَ.

وبينما يسارع البريطانيون إلى المطالبة بجوازات سفر إيرلندية بعد التصويت على خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، فإن غالبية مسافري النخبة من حول العالم، ليس عليهم المعاناة من الوقوف في مراكز الهجرة.

وبدلاً من ذلك، فإنهم يندرجون في برامج الاستثمار بالمواطنة (CIPs)، حيث الاستثمار في اقتصاد البلد يمكن أن يتيح سهولة الوصول إلى جوازات سفر أكثر قوة.

وقال مؤسس شركة الاستشارات المالية الدولية “أبيكس كابيتال بارتنرز” نوري كاتز لـCNN: “بشكل عام، برنامج الاستثمار بالمواطنة، يوجه للمواطنين في البلدان التي لديها جوازات سفر بقدرات محدودة للغاية، مثل الصين، وروسيا، ودول الشرق الأوسط، مضيفاً أن “غالبية الأفراد الذين يصنعون هذه الاستثمارات هم من رواد الاعمال الذين تتراوح القيمة الصافية لمشاريعهم بين مليونين و15 مليون دولار”.

واعتبرت شركة “هينلي وشركاه” للاستشارات في مجال المواطنة ومقرها لندن، أن جواز السفر الألماني هو الأكثر رغبة في العالم، وذلك في مؤشر القيود المفروضة على تأشيرات الدخول لعام 2017، بفضل قدراته على دخول 177 بلداً بلا الحاجة إلى تأشيرة سفر.

ويتيح الإطار القانوني للأجانب الحصول على جوازات سفر من خلال تقديم مساهمات مالية كبيرة، عادة في مجال تطوير البنية التحتية، أو السندات الحكومية.

وكان هذا المفهوم قد بدأ في العام 1984، عندما قدمت جزيرتا سانت كيتس ونيفيس – دولة جزيرتين في منطقة البحر الكاريبي – برنامج الاستثمار بالمواطنة. وأصبحت هذه الممارسة، أكثر شيوعاً في العام 2009، عندما بدأت الدولة تسوق بشكل أكبر لفرصها.

وفي هذا السياق، أوضح كارتز أن “برنامج سانت كيتس ونيفيس هو الأقدم في الوجود، لذلك يعتبر المعيار البلاتيني،” مضيفاً أن “هناك الكثير من برامج الاستثمار في المواطنة في منطقة البحر الكاريبي، بسبب الحاجة إلى المال، وعدم توفر الموارد الأخرى التي يمكن استخدامها لجذب الاستثمار الأجنبي المباشر.”

وعلى مر السنوات، شكلّت هذه البرامج معياراً كبيراً في البلدان المتقدمة أيضاً مثل الولايات المتحدة، وكندا، والمملكة المتحدة، بالإضافة على بعض البلدان في أوروبا.

واليوم، يقدر كاتز أن حوالي 5 آلاف شخص سنوياً يحصلون على أكثر من جنسية واحدة من خلال برنامج الاستثمار بالمواطنة.

وعادة، ما يخضع المتقدمون للتقييمات المالية والجنائية الشاملة لضمان الحصول على المال بشكل قانوني قبل موافقة البلدان على منح الإقامة أو الجنسية.

وربما لا يثير الشعور بالدهشة، أن برنامج الاستثمار بالمواطنة في الولايات المتحدة هو من بين الأكثر صعوبة، إذ يجب على المتقدمين الالتزام بمتطلبات الإقامة لمدة خمس سنوات قبل تأهيلهم للحصول على الجنسية، وهو أمر غير مضمون.

وأشار كاتز إلى أن “جميع الجنسيات مؤهلة للانخراط في برنامج الهجرة في الولايات المتحدة، وغالبية المتقدمين هم من الصين، ولكن العديد منهم من إيران، ونيجيريا، وروسيا، والمكسيك، ومصر”.

وتتراوح قيمة برامج الاستثمار بالمواطنة بين مائة ألف دولار في جزيرة دومينيكا في البحر الكاريبي، وصولاً إلى مبلغ مليونين و400 ألف دولار في قبرص.

ولفت كاتز أن “جواز السفر القبرصي هو الأكثر كلفة لعدد من الأسباب، ومنها الحق في الإقامة في أوروبا، الأمر الذي يتميز بقيمة عالية،” مضيفاً أن “الاستثمار في قبرص ينصب في العقارات، وهناك شعور بين المستثمرين أن سوق العقارات في قبرص تتمتع بأسعار جيدة، وأن الاستثمار هناك، يمكن أن يؤدي إلى عوائد كبيرة.”

ويُعتبر جواز السفر البرتغالي من بين جوازات السفر المهمة أيضاَ، حيث يقدم برنامج التأشيرات الذهبية في البلاد تصريحاً بالإقامة لمدة عامين ومساراً سريعا للمواطنة، يشمل أفراد الأسرة.

أما فيما يرتبط بالرسوم، فإنه يجب على الراغبين بالإقامة، شراء عقار بقيمة حوالي 419 ألف دولار أو إنشاء عشر وظائف في البلاد.

وفي الوقت ذاته، فإن بلدان مثل أنتيغوا وبربودا، في منطقة البحر الكاريبي، هي أرخص، مع مساهمة قدرها 200 ألف دولار، في صندوق التحول الوطني المطلوب. ومع ذلك، هناك رسوماً إضافية قدرها 50 ألف دولار لأسرة مكونة من أربعة أفراد.

وفيما يلي أسعار حيازة جوازات السفر في بعض البلدان:

جزيرة دومينيكا:

تبلغ قيمة شراء جواز سفر مائة ألف دولار. ويتمكن الشخص حامل جواز السفر الدومينيكي من الدخول إلى 128 بلداً.

أنتيغوا وباربودا:

تبلغ قيمة شراء جواز سفر تابع لدولة أنتيغوا وباربودا مائتي ألف دولار. ويتمكن الشخص حامل جواز السفر التابع لدولة أنتيغوا وباربودا السفر إلى 130 بلداً بما فيها المملكة المتحدة.

دولة غرينادا:

تبلغ قيمة شراء جواز سفر تابع لدولة غرينادا مائتي ألف دولار. ويتمكن الشخص حامل جواز السفر التابع لدولة غرينادا السفر إلى 110 بلدان بما فيها المملكة المتحدة.

دولة سانت كيتس ونيفيس:

تبلغ قيمة شراء جواز سفر تابع لدولة سانت كيتس ونيفيس 250 ألف دولار. ويتمكن الشخص حامل جواز السفر التابع لدولة سانت كيتس نيفيس من الدخول إلى 130 بلداً.

البرتغال:

تبلغ قيمة شراء جواز سفر برتغالي 419 ألف دولار. ويتمكن الشخص حامل جواز السفر من الدخول بلا تأشيرة سفر إلى البلدان الأوروبية.

الولايات المتحدة:

تبلغ قيمة شراء جواز السفر الأمريكي 500 ألف دولار. ويتمكن الشخص من العيش في أي ولاية أمريكية، فضلاً عن حصوله على إقامة “غرين كارد” والتي تمهد لحصوله على الجنسية.

بلغاريا:

تبلغ قيمة جواز السفر البلغاري 612 ألف دولار. ويتيح الحصول على جواز السفر هذا، إمكانية الدخول بلا تأشيرة سفر إلى أكثر من 140 بلداً، كما يتيح الحصول على جواز سفر الاتحاد الأوروبي.

كندا:

تبلغ قيمة جواز السفر 640 ألف دولار. ويتيح جواز السفر الكندي الحصول على رعاية صحية مجانية.

قبرص:

تبلغ قيمة جواز السفر القبرصي مليونين و400 ألف دولار. ويتيح جواز السفر القبرصي الدخول بلا تأشيرة سفر إلى أكثر من 150 بلداً، بالإضافة إلى حقوق غير مقيدة للعيش والعمل والدراسة في أي مكان في الاتحاد الأوروبي.

المملكة المتحدة:

تبلغ قيمة جواز السفر البريطاني مليونين و600 ألف دولار. ويتيح جواز السفر البريطاني الدخول بلا تأشيرة سفر إلى 170 بلداً.

 

سيريا ديلي نيوز


التعليقات