لا يكفي توفير الطعام كي يندمج اللاجئون في المجتمع، إذ لابد من إتاحة الفرصة لهم للعمل والاندماج في المجتمع.

مبادرة أطلقتها عدة شركات ألمانية عام 2016 من أجل مساعدة اللاجئين على الاندماج في سوق العمل باسم “نحن معا”، حيث حاولت 36 شركة كبيرة ومتوسطة الحجم المساعدة في تحقيق دمج أفضل للاجئين من خلال تدريبهم على العمل.

واحدة من هذه الشركات المساهمة كانت شركة الاتصالات الألمانية “دويتشه تيليكوم”، ومقرها بون، ويبلغ عدد العاملين فيها زهاء 218 ألف موظف على مستوى العالم، وهي دائما بحاجة إلى موظفين جدد.

واتبعت تيليكوم أسلوباً خاصاً بها، إذ أنها وفرت للاجئين المتقدمين ستة أشهر تدريب مدفوعة الأجر، كي تتمكن من اختيار الأصلح من بينهم، والذي يمكن أن تضمه إلى طاقم عملها.

وقررت الشركة، بحسب موقع “دويتشه فيله” أن تختار من بين المتقدمين بنفسها ودون الاعتماد فقط على الشهادات المدرسية أو الجامعية وغيرها من الأوراق التي يقدمها اللاجئون، إذ أن الشركة تريد اعتماد الانطباع الشخصي عن المرشحين من أجل التوظيف لديها.

ترى بريجيت كليسبر، نائب رئيس قسم التعاون والمسؤولية الاجتماعية، أن الفعالية التي عقدتها شركة تيليكوم أواخر شهر نوفمبر/ تشرين الثاني في مقرها بمدينة بون هي بالفعل “جلسة تعارف سريعة”. فمقدم الطلب قابل عدة مدراء ضمن هذه الجلسة، وذلك “من أجل إعطاء انطباع أولي عنه وعن مواهبه ومهاراته واحتمالية توافقه مع الوظيفة.”

وفي حال نجاح المرشح بهذا الاختبار، فإنه يحصل على تدريب لمدة ستة أشهر. التجارب الأولى مع الموظفين الجدد أدت في بعض الأحيان إلى القيام بذلك، بحيث يرى رئيس القسم أن هذا المتدرب أو ذاك “مناسب للعمل في قسم آخر على سبيل المثال”.

مجد من سوريا أنهت المقابلات الأولى، وعندما سألت كيف كانت النتيجة قالت بأن لديها إحساس جيد، إلا أن الوقت ما يزال مبكرا لتوقع النتائج. عملت مجد أمينة مكتبة في سوريا، وتأمل أن تحصل على التدريب في تيليكوم، وهي تتحدث الإنجليزية بشكل جيد، كما أنها بدأت في تعلم الألمانية منذ فترة.

وخلال المقابلات التي تجري قدمت باربرا كوستانزو، مديرة مشروع “Telekom hilft” ثلاثة شبان أنهوا فترة تدريبهم في تيليكوم، هؤلاء الشبان هم نموذج يحتذى بالنسبة للآخرين الذين لم يبدؤوا فترة التدريب. أحد هؤلاء كان لاجئاً من سوريا درس السياحة وتدرب بعدها في قسم العلاقات والاتصال.

ووفقاً لباربرا، فإن نموذج هذا اللاجئ الشاب يوضح المشكلة في الطريقة التقليدية الخاصة بالتوظيف، فعادة ما تحاول وكالات التوظيف استيعاب شخص من ذات المهنة التي تحتاجها الشركةـ إلا أنه ضمن هذا النموذج الحديث فإن التركيز يكون أكثر على قدرات ومهارات المرشحين.

ويقول المتقدمون إنهم ليسوا هنا بناء على توصية من “مكتب العمل”. وقد علم البعض من الأصدقاء أن ھناك موعدا خاصا لتقديم طلبات الترشيح، بينما علم البعض الآخر عن طريق وسائل التواصل الاجتماعي. وتقول مجد هي أيضا علمت عن هذا الموعد عن طريق فيسبوك.

وربما لا يمثل هؤلاء المتقدمون جميع اللاجئين، إلا أن وجودهم هنا يتناسب مع المبادرة التي أخذت نهجا مفتوحا في التعامل، ويبدو أن هذا هو ما تبحث عنه شركة الاتصالات الألمانية “دويتشه تيليكوم”.

في بداية المشروع كان عدد المتقدمين يساوي عدد أماكن التدريب المتاحة، ثم بدأت الأمور تتغير، مع ازدياد عداد المتقدمين، وتضيف السيدة كوستانزو “كان لدينا هذا العام 340 متقدما من اللاجئين و115 مكان تدريب فقط”.

سيريا ديلي نيوز


التعليقات