كان معرض صنع في سورية وجهة نحو 100 ألف زائر من سكان بغداد للتسوق وشراء المنتج السوري . بالمقابل تشير الأرقام إلى كل يوم هناك خمسين ألف زائر الى معرض صنع في سورية المقام حاليا في بغداد أغلبهم عائلات .. وجميعهم نبضت في ذاكرتهم المنتجات السورية التي تتوافق مع ذوقهم واتجاهاتهم الاستهلاكية

فقد تجاوز معرض المنتجات السورية في بغداد " صنع في سورية " عتبة البيع المباشر وإن كان قد نجح في المهمة بامتياز حيث تمكنت كل الشركات المشاركة من تحقيق مبيعات فاقت توقعاتها ..

لتتحول أيام المعرض المكتظة بالبغداديين الى مسرح لعقد صفقات توريد للمنتجات السورية الى الأسواق العراقية و منح وكالات لماركات سورية لتفتتح متاجر وفروع لها في بغداد وباقي المدن العراقية ..

بما يمكن معه القول أنّ معرض "صنع في سورية " الذي يعد أكبر معرض للبيع المباشر يُقام خارج سورية حيث لم يكن له مثيل من قبل حتى في سنوات ما قبل الأزمة .. تمكن من التحول الى حدث اقتصادي وتجاري ويُعوّل عليه في عودة النشاط التجاري الى سابق عهده , خاصة و أن المستهلك العراقي وجد في المعرض فرصة لإحياء المنتج السوري في ذاكرته وإعادته الى قائمة احتياجاته . وهذا ما دفعهم لشراء آلاف الاطنان من المنتجات السورية المعروضة في اجنحة المعرض من مختلف الأصناف والاحتياجات .

يقول محمد السواح رئيس اتحاد المصدرين السوري: لم يكن من السهل إقامة هكذا معرض وبهذا الحجم والمشاركة الواسعة في مدينة بغداد . ولكن كان لابد من التصدي للمهمة و الايمان بأنّ استعادة سوق كالسوق العرافي يستحق بذل جهد استثنائي ويستحق فتح كل الأبواب المتاحة لاستعادته ولعل صنع في سورية كان أحد الأبواب المهمة التي يمكن من خلالها إعادة الحضور القوي الذي كان في السابق للمنتج السوري في السوق العراقية خاصة و أنّ هذا السوق لطالما كان في مقدمة الأسواق التصديرية .

مشيرا إلى أن ذاكرة الزبون العراقي بدأت تستعيد المنتج السوري وتعود إليه خاصة وأن هناك جودة وتميز وتوافق للمنتج السوري مع ذوق هذا المستهلك وويلبيه جيدا .

السواح أكد أنّ أول معرض لصنع في سورية في بغداد قد نجح وكسب الرهان خاصة وأنّ المعرض تحول الى حالة استثنائية من النشاط التجاري تجاوز البيع المباشر إلى عقد صفقات و منح وكالات لمصانع سورية في بغداد وغيرها . وكان لافتا أيضا حضور أصحاب الشركات السورية إلى المعرض ليشرفوا بأنفسهم على الأجنحة ما ساعد في تحويل المعرض الى ما يشبه مناسبةً للقاءات المصدرين والمستوردين . و أعتقد أنّنا بدأنا نأخذ الاتجاه الصحيح في استعادة السوق العراقي خاصة مع تحرير الحدود وعودة المعابر , و في ظل دعم الحكومة السورية اللصيق للتصدير إلى العراق وتقديم تسهيلات لم تكن حكومة أخرى لتقدمها بما انطوت عليه من جرأة في القرارات والخطوات والاجراءات في أحيان كثيرة .

السواح أكد أنّ العام القادم سيشهد حراكا كثيفا للتصدير باتجاه العراق . دون أن يستبعد إقامة عدة معارض لصنع في سورية العام القادم تحقيقا للشعار الذي رفعته الحكومة باعتبار عام 2018 عام "صنع في سورية

رئيس اللجنة الزراعية في اتحاد المصدرين إياد محمد قال لسيرياستيبس : بدا المشهد استثنائيا في معرض صنع في سورية الذي سجل حضورا قويا عبر زيارت عشرات الآلاف من الزوار الى المعرض يوميا لشراء المنتج السوري ال1ذي لطالما كان مرغوبا ومنتشرا في الاسواق العراقية .

مشيرا الى النجاح في تسويق كميات كبيرة من الحمضيات في المعرض بالتوازي مع حركة تصدير نشطة تدعمها الحكومة السورية

مشيراً إلى أنّ اتحاد المصدرين بدأمنذ شهر تموز بالتحضير لعملية التسويق عبر محورين الى العراق وروسيا من خلال إيجاد الطرق المناسبة لإيصال المنتجات رغم الصعوبات الحدودية مع تلك الأسواق والتكلفة العالية مبيناً أن المصدرين يتلقون دعما حكوميا كبيرا الأمر الذي ستبدأ ثماره بالظهور قريبا عبر التمكن من تصدير كميات جيدة من الحمضيات .

الصناعية السورية ربا عبود قالت لسيرياستيبس : شكل معرض صنع في سورية فرصة حقيقية بكل ما تحمله الكلمة من معنى لكل الصناعيين الذين شاركوا في المعرض ليس لجهة البيع المباشر فقط بل لجهة التشبيك مع تجار ومستوردين عراقيين بما يضمن انتشار المنتج السوري بشكل متواتر ومستمر عبر عقود ووكالات .

عبود أكدت : أنّ المنتج السوري قد عاد فعلا الى ألقه , وقالت أعتقد أنّه بدأ يستعد لمرحلة التوسع في الانتاج بعد أن تمكن من أن ينبض بالحياة رغم الحرب . متوقعة وبفضل الإجراءات الحكومية الداعمة للصناعة من أن يكون العام القادم عام "الصناعة السورية " بل عام الانتاج السوري ككل حيث ستبدأ اجراءات الحكومة بالإثماروالعطاء , وأعتقد أنّنا سنشهد الكثير من معارض "صنع في سورية " و توقيع العقود بالشكل الذي سيحفز كل المصانع على زيادة انتاجها وتوظيف المزيد من اليد العاملة .

"صنع في سورية " يتجه ليكون شاهدا على انتهاء الحرب و نجاح الجيش في مقارعة الإرهاب .. و نجاح السوريين في حماية بلدهم من التقسيم هذا ما يقوله البغداديون للسوريين في كل يوم من أيام معرض صنع في سورية

سيريا ديلي نيوز


التعليقات