في معرض صنع في سورية والذي سجل أكبر حضور في تاريح عرض المنتجات السورية للبيع المباشر خارج البلاد .. ثمة مشهد لافت لسلوك مواطني العاصمة العراقية بغداد .. فكلهم يختارون ما يودون شرائه وعندما يهمون بالمغادرة لا بدّ من اصطحاب البرتقال السوري بكافة أنواعه وبكميات كبيرة لتكون ضيفة عزيزة على موائدهم  .

الحصيلة أنّ آلاف الأطنان تم بيعها في المعرض حتى الآن ,  والأهم هو كميات الحمضيات المهمة التي تدخل يوميا الى الأسواق العراقية متحدية كل المصاعب وعبر حلول " قد لا يكون هناك مجالا لذكرها هنا " .

لم تكن الحكومة بعيدة عن رعايتها وتقديم كل الدعم اللازم لتمكين عشرات البرادات من الدخول يومياً إلى الأسواق العراقية وسط توقعات بتصدير ما لا يقل عن 100 ألف طن من الحمضيات السورية إلى الأسواق العراقية . الأمر الذي بدأ يساعد فعلاً في تحسين سعر المادة محلياً خاصة وأنّ التصدير النشط الى العراق والذي يقدم له دعم مهم من قبل الحكومة إلى درجة مراقبتها لعمليات التصدير أول بأول .. يترافق بعمليات تصدير لكميات لابأس بها الى روسيا وبعض دول الخليج هذا عدا عن الحراك الذي تقوم به جهات ومؤسسات محلية لتسويقه داخليا والتشجيع على استهلاكه عبر توفيره بكميات مجانية لسكان بعض المدن والمناطق كهدية . وبحسب المعلومات هناك كمية 186 طناً توزع مجانا يوميا عبر السورية للتجارة في مختلف المحافظات . علماً أنّه تم شراء حمضيات بقيمة مليار ليرة وزعت مجانا العام الماضي

يقدر إنتاج سورية من الحمضيات لهذا الموسم بحوالي مليون طن وذروة الإنتاج ستكون خلال الشهرين القادمين، وقد خصصت الحكومة مبلغ مليار ليرة لتمويل شراء الحمضيات من الفلاحين وتم رفعه إلى 2 مليار ليرة، فقد وعد رئيس الحكومة أن المبلغ الخاص بدعم الحمضيات مفتوح طالما أن هناك إنتاجاً بالمواصفات والجودة المطلوبة , ومعروف أنّ رئيس الحكومة عندما يَعد فإنّه يوفي خاصة و أنّه مهتم جداً بموسم الحمضيات اهتمامه بكل المواسم الأخرى وقناعته أنّ أهم دعم يقدم يجب أن يذهب الى الفلاح والمزارع ..

هذاولا بدّ وأنّ الجميع لاحظ أنّ رئيس الحكومة رفض استخدام معمل العصائر كإبرة مخدر كانت حكومات سابقة تستخدمها لتهدأة تسويق واقع الحمضيات المزري . بل عمد إلى إيجاد حلول قدر الإمكان بما يساعد على إحداث حركة جيدة في تسويق الحمضيات وضمن أسعار مقبولة وهو ما لاحظنا حدوثه العام الماضي والعام الحالي .وحيث بدأت أسعار الحمضيات جيدة وإن كانت متفاوتة بين سوق وآخر .

وبالعودة الى معل العصائر فتظهر المعلومات أنّ هناك جدية من الحكومة بتحويل العصف الفكري الطويل الذي رافق هذا المصنع الى حقيقة وتم رصد مبلغ 18,5 مليون دولار له وهناك جهود وخطوات تبذل من أجل وضع المعمل على الطريق الصحيح ولكن ليس كحل كلي لتصريف الفائض وإنما ضمن حزمة حلول تستهدف تسويق أكبر كمية من الحمضيات المنتجة في البلاد .

بين الموسم الماضي والموسم الحالي ثمة خطوات مهمة تم اتخاذها في سبيل تسويق أكبر كمية من الحمضيات . فقد تم إنشاء عشرات من خطوط التوضيب والفرز لغايات التصدير وهناك عقود تم ابرامها مع العديد من الأسواق الخارجية لتوريد الحمضيات السورية إليها وكل هذا بدعم وإشراف ومتابعة من الحكومة والجهات المعنية وذلك حرصا على رزق الفلاحين وتجنيبهم الخسائر الكارثية التي حدثت في سنوات سابقة .
 

وذلك عبر الاهتمام ب تسويق الحمضيات بالأسعار العادلة والمتوازنة والمتابعة الدورية لواقع مواسم الحمضيات " شراء وتسويق داخلي وتصدير خارجي " من خلال عمليات البيع والشراء من حقول الفلاحين .

واللافت في الأمر أنّ إنتاج سورية من الحمضيات ارتفع بنسبة 60 بالمئة عن العام الفائت " ما يعني أنّ هناك ما يشجع المزارعين "  ويتم تصدير نحو 500 طن يومياً للعراق ووصلت خلال هذه الفترة إلى 1000 طن يومياً، ويتوقع تصدير 100 ألف طن في الحد الأدنى . هناك جهود كبيرة تبذل لاستهداف  الأسواق الروسية بعد حل مواضيع الأصناف المطلوبة للأسواق الخارجية وتوفير المواصفات والجودة الملاءمة لها.

هذا وكان عقد أمس في وزارة الاقتصاد والتجارة الحارجية اجتماع عمل لمناقشة واقع تسويق الحمضيات وكيفية دعمه بشكل حقيقي ومؤثر الى جانب وضع معمل العصائر على طريق التنفيذ .

مع الأخذ بعين الاعتبار أنّ وضع المعابر الحدودية مع عمليات التحرير أصبحت أفضل ومن شأنها المساعدة على تصدير كميات أفضل ليس من الحمضيات وإنما من مختلف الزراعات والمنتجات التي بدأت تعود الى مستويات انتاجها التي كانت قبل الأزمة . وبالتالي تعد رأس حربة في الصادرات التي بدأت تتألق بشكل واضح مع حسن تعامل الحكومة معها ودعمها بشكل يضاهي الدول التي لاتعاني من حروب .

 

سيريا ديلي نيوز


التعليقات