ربما تُكلفك صناعة جمالك الشخصي والاعتناء ببشرتك ونضارة جلدك استخدام الكثير من مستحضرات التجميل ومنتجات العناية الشخصية، التي تُكبدك كثيرًا من الأعباء المادية، ولكن الأعباء المادية ليست فقط هي كل ما تحتمله، فأنت تحتمل أيضًا أن تضع على وجهك أو شعرك أو جلدك بعض المكونات الغريبة التي ربما لا تعلم أنها جزء من مكونات المنتج الذي تستخدمه، وربما لو عرفت لن تطيق استخدامه ووضعه على وجهك أو شعرك، هنا نرصد بعض تلك المكونات.
1- مشيمة ما بعد الولادة تدخل في بعض منتجات التجميل

وجدت الكثير من الشركات التي يتمثل نشاطها في إنتاج مستحضرات التجميل المختلفة، وخاصةً المختص منها بالشعر والوجه، أنه يمكنها استخدام المشيمة عنصرًا يدخل في صناعة منتجاتها، والمشيمة هي عضو دائري الشكل في رحم الأم يتصل بالجنين عن طريق الحبل السري، وهي مسؤولة عن تغذية الجنين، ويتم إخراج المشيمة من الرحم بعد مرحلة معينة من الولادة.
الحصول على المشيمة بعد الولادة

وقد توصلت شركات منتجات التجميل أنه يمكن الاستعانة بالمشيمة، سواء أكانت مشيمة بشرية، أو مشيمة مستخلصة من الخنازير، لإصلاح الشعر المتضرِّر، وتقوية الشعر الجاف والهش، كما تُستخدم في الكريمات التي تعالج جفاف الجلد والتجاعيد، وتُطمئن تلك الشركات عميلاتها أن المشيمة لن تغير من لون شعورهن إذا كنّ قد قمن بصبغته مؤخرًا.

ففي عام 1958، قدم قسم لامبرت هودنوت، وهو أحد قطاعات شركة وارنر لامبرت الدوائية، اثنين من منتجاته الخاصة بمستحضرات التجميل في السوق الأمريكية، وهما إليكسير ناتالي، وكريم ناتالي، وأعُلن حينها في مجلة تجارية أمريكية، متخصصة في تقديم تقييمات حول العطور والزيوت، أن مستحضري التجميل السابقين يحتويان على مشيمة مُستخلصة، وتعلن شركة وارنر لامبرت الدوائية أن مستخلص المشيمة هو مزيج من البروتينات والهرمونات والفيتامينات والأنزيمات التي تساعد على نمو خلايا الجلد للجنين قبل الولادة، وأنهم قرروا أن يستفيدوا من تلك المواد الطبيعية بالغة النفع التي تحويها المشيمة عنصرًا في منتجاتهم، وهو الأمر الذي قررت المستشفيات التي تقوم بإجراء عمليات الولادة، أن تستفيد منه هي أيضًا ببيع المشيمات التي يستخرجونها من أرحام الأمهات بعد إجرائهم عمليات الولادة لشركات إنتاج مستحضرات التجميل.

وهناك بعض الشركات التي قررت استخدام مشيمة الأغنام في مستحضراتها للمساعدة في ترطيب الجلد ونضارته، والمساعدة على شدّ الجلد بالنسبة للمتقدمين في العمر.
2- قشور السمك لإضافة اللون اللؤلؤي إلى أحمر الشفاه

تدخل قشور الأسماك في صناعة بعض منتجات التجميل الخاصة بالعناية بالشعر، كما وُجد أنها تُستخدم أيضًا في أقلام تلوين الشفاه، فقد تم استخدام قشور السمك للوصول إلى الدرجة اللؤلؤية التي تُضاف إلى اللون الذي تُلون به الشفاه.

قشور الأسماك لديها مظهر لؤلؤي معين يجعلها مغرية في نظر شركات إنتاج مستحضرات التجميل، لكي تضيف إلى منتجاتها التوهج اللوني الذي تطمح إليه، وهو ما جعل قشور الأسماك تدخل في صناعة كثير من منتجاتها بسبب أيضًا التأثير البلوري في بعض طبقات القشور.

فيديو عن كيفية استخدام قشور الأسماك في أقلام تلوين الشفاه:

أما عن الكيفية التي تُستخدم بها قشور الأسماك، فتأتي من خلال إضافتها إلى مواد أخرى لإنتاج ما يُعرف بمادة الجوانين، وهي مادة بلورية تم الحصول عليها من قشور الأسماك، توفر بالإضافة إلى المظهر اللؤلؤي لمستحضرات التجميل التأثير القزحي للألوان عند استخدامها في هذه المستحضرات، ويستخدم الجوانين بصفته عنصرًا أساسيًّا في كثير من مستحضرات التجميل، ومنتجات العناية الشخصية، ومنتجات النظافة الجسدية والعطور، ومنتجات العناية بالبشرة، وأحمر الشفاه، والمنتجات الخاصة بالأظافر، كما يُستخدم الجوانين في مستحضرات التجميل الخاصة بإخفاء عيوب الجلد مثل الهالات السوداء.


قشور السمك لصناعة مستحضرات التجميل
3- بياض البيض لمنتجات العناية بالبشرة

على الرغم من أن بياض البيض هو مادة لزجة جدًا، لكن تقوم كثير من شركات إنتاج مستحضرات التجميل، بتجفيف هذه المادة وإعادة معالجتها لكي تستخدمها عنصرًا أساسيًّا في عملية تصنيع منتجاتها، وبعد أن تتم معالجة هذه المادة يصبح بياض البيض مادة مختلفة كليةً عن تلك التي نعتاد رؤيتها، وتعتبر مستحضرات التجميل الخاصة بالجلد واحدة من المنتجات التي يدخل في تصنيعها بياض البيض.

تاريخيًّا، فإن استخدام بياض البيض للعناية بالبشرة هو أمر قديم جدًا، وقد استخدم في البدء في الصين لتلميع الأظافر، قبل اكتشاف فوائده الأخرى على الجلد، ثم انتقل الأمر إلى إنجلترا حيث بدأت النساء في استخدام أقنعة بياض البيض لجعل بشرتهن أكثر إشراقًا.

فقد اتخذت بعض العلامات التجارية الخاصة بمنتجات التجميل، وسيلة دمج بياض البيض مع عناصر أخرى في منتجات العناية بالبشرة، وتفتيح المسام، وإعطاء مظهر أكثر سلاسة وإشراق للبشرة، كما تدّعي هذه الشركات أن بياض البيض يساعد على تقليل التجاعيد وحبّ الشباب بعد فترة من استخدامه، ولكن لا تبدو هذه المعلومة مؤكدة علميًّا.

 

فصل بياض البيض

ويلجأ البعض إلى عمل أقنعة بياض البيض في المنزل محاولين الاستفادة من البروتينات الموجودة به لمعالجة المشاكل الجلدية، إذ إن بإمكان هذه الأقنعة تحسين لون البشرة وزيادة نضارتها، وهذه الأقنعة تتزايد شعبيتها في المنتجعات الصحية في مختلف أنحاء العالم؛ لأنها توفر عددًا كبيرًا من الفوائد للجلد بلا أي آثار جانبية ضارة تقريبًا مثل تلك التي تسببها المستحضرات الكيميائية.
4- نخاع عظام الدجاج لترطيب البشرة وعلاج التجاعيد

توصلت شركات إنتاج مستحضرات التجميل إلى أنه يمكنها استخدام نخاع عظام الدجاج بوصفه عنصرًا فعّالًا مضادًا للالتهابات، لذلك بدأت تدخله في منتجاتها المُتعلقة بالعناية بالبشرة، وخاصة كريمات الوجه وكريمات الترطيب، فنخاع عظام الدجاج يحتوي على الجلوكوزامين، وهو عنصر غذائي يُشكل المكون الطبيعي للغضاريف، وقد أثبتت الدراسات فوائد الجلوكوزامين في علاج التهاب المفاصل، ويتم استخدامه كذلك للحصول على فوائد خاصة بالجلد مثل معالجة الالتهابات والترطيب.

 

نخاع عظام الدجاج لعلاج البشرة

وهناك أيضًا فائدة مهمة يدعونها للجلوكوزامين، وهو أنه يمكنه أن يساعد في الحد من تجاعيد البشرة، وهو ما أشارت إليه دراسة لنحو 53 امرأة، إذ وجدت الدراسة أن هناك انخفاضًا بنسبة 34% في التجاعيد المرئية بعد خمسة أسابيع من استخدام مستحضر يحتوي على الجلوكوزامين وبعض المركبات المختلفة للأكسدة الأخرى، وهو ما دفع الشركات المتخصصة في إنتاج منتجات العناية الشخصية أن تستخلصه من أنسجة وعظام الحيوانات التي لا تُستهلك عادة ويتم التخلص منها، فأصبح واحدًا من المكملات الأكثر شعبية المضادة لآلام الشيخوخة، سواء تلك المتعلقة بالعظام والمفاصل، أو التجاعيد، كما أنه يساعد في تحسين الهضم وحركة الأمعاء.
5- الطحالب الميتة لترطيب الجلد والعناية بالبشرة

تم العثور على الطحالب الميتة في الكثير من منتجات التجميل، مثل: مزيلات العرق، والكريمات الخاصة بالبشرة، وتتواجد أيضًا في بعض معاجين الأسنان، وتدخل في كثير من الأحيان مكونًا رئيسيًّا لعمل أقنعة تنظيف الوجه وترطيبه، وهو ما دفع شركات إنتاج مستحضرات التجميل لاستخدامها، إذ إنها تعتقد أن الطحالب المحيطية هي واحدة من أفضل المكونات الخاصة بالعناية بالبشرة وتنشيط الجلد، وهو أمر استخدم تاريخيًّا منذ مئات السنين، وهناك أكثر من 20 ألف نوع من الطحالب التي تنمو في البحار والمحيطات، وتعتبر الطحالب من مضادات الأكسدة الطبيعية الفعّالة والشائعة جدًا في منتجات العناية بالبشرة.


الطحالب لمعاجين الأسنان وكريمات الجلد

تقول ريفا باراك، مدير تطوير المنتجات في شركة ألغينيست لمستحضرات العناية بالجلد: «الطحالب هي مرطب طبيعي للجلد، تحسن وظائفه بدرجة كبيرة، وتساعد على الاحتفاظ بالماء؛ مما يضفى على مظهر الجلد الرطوبة والنضارة».

سيريا ديلي نيوز


التعليقات