على الرغم من تخفيض وزارة التجارة الداخلية لأسعار اللحوم مؤخراً لكن على ما يبدو لا تزال بعيدة عن متناول استهلاك المواطن، الذي أخرجها مضطراً من قائمة استهلاكه منذ سنوات بسبب غلائها الكبير، فالتخفيض المأمول بقى ورقياً وفي نشرات التموين فقط بينما الأسعار على حالها عند باعتها، بشكل يفرض اتخاذ دوريات الرقابة التموينية دورها في مراقبة أسعار اللحوم وإلزام باعتها بالتسعيرة الجديدة بغية المساهمة في إرجاع اللحوم إلى قائمة الاستهلاك الأسرة وتنويع طعامها بدل الاكتفاء بالمنتجات النباتية فقط.
حيث لا تزال أسعار  اللحوم  تحلق عاليا في الأسواق و مازالت تحلّق بعيداً عن متناول يد المواطن، وعن استطاعته الموظف في الوصول إليه، وشرائها، ففي جولة لسينسيريا على أسواق دمشق تبين تفاوت سعر الكيلو غرام اللحم بين 5000 ليرة، و6000 ليرة، هي أسعار بالمطلق لا تمت للمواطن وجيوبه الخاوية بصلة، حيث عبرت ابتسام عن هذا الواقع بضحكة ساخرة قائلة عند سؤالها عن سعر اللحوم: “خلينا نباتية أحسن شي”، فاليوم لا حل أمامنا سوى الاستدانة لشراء كيلو واحد من اللحمة شهرياً.
والأمر ذاته ينطبق على أحد المواطنين الذي قصد السوق طلباً للحم بعدما سمع قرار التخفيض، يقول: قرأت كثيراً عن تخفيض الأسعار، وأنا الآن في السوق لم تنخفض الأسعار أبداً، بل هناك ارتفاع غير متوقع. والحال ذاته يعبر عنه أحد المواطنين متسائلاً: لا قدرة لنا على شراء اللحوم، مدخولي 40 ألف ليرة شهرياً، فكيف لي أن أؤمن جميع حاجيات المنزل بما في ذلك اللحوم؟ وختم كلامه بعبارة ” خليها للله وبس”.
وبالرغم  من رفع الأسعار الذي  يحمله المواطن والتموين أيضاً للباعة في أحيان كثيرة مع الأخذ بعين الاعتبار بعض الأسباب الموضوعة في هذا الارتفاع، لكن الغلاء الفاحش يرجع دون أدنى شك إلى جشع بعضهم دون اكتراث بأحوال المواطنين المادية الصعبة، إلا أن الباعة لهم رأي في هذا الجانب، معتبرين أنفسهم مظلومين كما المستهلك فيقول أبو علاء، أن المستهلك بات يتجه لشراء الفروج بدل اللحوم، فالإقبال عليها بات ضعيفاً جداً وخاصة هذه الفترات، لأن الفروج أرخص بكثير، في السابق كان المواطن يشتري كيلوين وكما يقال” بكل قلب قوي” أما الآن فحين يطلب نصف كيلو نقول أنه ” مزنكل”.
بائع آخر لم يجد حسب  سينسيريا  قرار التخفيض منصفاً ومناسباً للبائعين، ويشرح لنا لماذا بقوله: كيلو لحم الخارف سعره 3100 ليرة، وهذا القرار غير منصف لنا كبائعين لأننا نشتريه من نجها حياً ب 1500 ليرة، ومع تكلفة الذبح والنقل والتشفيه من العظام، يبقى ذلك قليلاً جداً، ويضيف: اعترضنا وتكلمنا مع جمعية حماية المستهلك وطلبنا منهم النظر في ذلك علّهم يجدون حلاً لذلك ويضعون أسعاراً تنصفنا وتنصف المشتري.
 من جهته جمال شعيب معاون وزير التجارة الداخلية وحماية المستهلك بين أن دوريات التموين تتابع عملها بدون توقف، وأكد  شعيب: وضعنا سعر كيلو الهبرة بـ 4200 ليرة وكل سعر أكثر من ذلك يخالف صاحبه، ولا نتساهل في ذلك، فمنذ أيام أغلقنا ثلاث محال في يوم واحد بسبب عدم الالتزام بالسعر المحدد من قبل الوزارة.
مع قرارت وزارة التجارة الداخلية، التي يبدو أنها تصدر بدون دراسة سعرية واقعية بشكل يجعل التزام الباعة بالتسعيرة لا يمر بدون الكثير من الإرباكات، المتضرر الأول والأخيرة منها المواطن، بسبب عدم قدرته على شراء المواد المخفضة ورقياً من قبل التموين، ليبقى لسان حالهم يقول أن الغذاء النباتي أكثر صحة مع شطب اللحوم من قائمة المشتريات عل قرارات صارمة أكثر تعيدها للقائمة وبجدارة.

 

سيريا ديلي نيوز


التعليقات