الاستغراب الشديد لدى المواطنين الراغبين بتصريف ما في حوزتهم من القطع الأجنبي خلّفها قيام شركات الصرافة والمصارف المرخص لها التعامل بالقطع الأجنبي برفض صرف بعض الأوراق النقدية الأجنبية وخاصة فئة المئة دولار الأكثر تداولاً لأسباب تتعلق بعدم مطابقة تلك الأوراق لمعايير قبولها.
وأكدت  مصادر في سوق الصرافة  إن العديد من المواطنين الذين توجهوا مؤخراً إلى الشركات والمصارف، ولاسيما بعد صدور التعليمات الجديدة الخاصة بتنفيذ عمليات بيع وشراء القطع الأجنبي، تفاجؤوا بعدم قبول الأوراق النقدية الأجنبية التي في حوزتهم لكونها تعرضت للتشوه في أحد أجزائها ككثرة أختام الصرافين الموجودة عليها والتخريز والثقوب ووجود تواقيع بخط اليد، ما يؤثر في الحالة الفنية للورقة النقدية، وتالياً رفضها لأن مصرف سورية المركزي حظر على جميع المصارف ومؤسسات الصرافة العاملة في القطر قبول مثل هذه الأوراق، لافتة، ، إلى أن معظم المواطنين لا يعلمون بصدور تعليمات خاصة بقبول الأوراق النقدية الأجنبية.
من ناحيتها بينت مصادر مصرفية حسب تشرين أن مصرف سورية المركزي حرص، من خلال وضع معايير خاصة لقبول الأوراق النقدية الأجنبية، على أهمية أن تكون الورقة سليمة من الناحية الفنية والتقليل قدر الإمكان من العبث بها من قبل حاملها، إلى جانب تكريس ثقافة الحفاظ على الورقة النقدية بين المواطنين، مع إشارتها إلى أن المصرف المركزي وضع تلك المعايير بناءً على ورود عدة شكاوى بشأن شروط استلام الأوراق النقدية الأجنبية، فكان التوجه نحو وضع معايير موحدة ملزمة لجميع المصارف ومؤسسات الصرافة المرخص لها التعامل بالقطع الأجنبي.
أما حول الشروط الواجب توافرها عند استلام وتسليم الأوراق النقدية الأجنبية، فإنها صدرت بالتزامن مع إعلان التعليمات الخاصة بتنفيذ عمليات بيع وشراء القطع الأجنبي، وتتضمن تلك الشروط التأكد أولاً من أصالة الورقة النقدية الأجنبية المقدمة للاستلام وأنها غير مزورة أو مزيفة، كما حظرت قبول الأوراق النقدية الأجنبية التي عليها أصباغ أو أحبار أو مواد أخرى متفشية أو أختام كبيرة وكتابات ورسوم مشوهة للمعالم الأساسية للورقة النقدية (على ألا تحتوي الورقة على أكثر من ثلاثة أختام فلا تؤثر في المواصفات الفنية والميزات الأمنية للورقة النقدية).
ولعل أبرز ما أكدت عليه شروط استلام وتسليم الأوراق النقدية الأجنبية هو عدم قبول الأوراق المهترئة أو المثقبة أو المخروزة أو الممزقة أو التي عليها لاصق حتى وإن كان ذلك التثقيب أو التخريز أو اللاصق أو التمزيق لا يغير من طبيعتها أو شكلها الأساسي.
وبالنسبة لإصدار ما قبل عام 1994 من عملة الدولار الأمريكي، فقد أكدت الشروط على إمكانية قبولها شرط أن تكون في حالة فنية ممتازة ونظيفة وخالية من أي أختام أو كتابات أو رسوم أو أحبار أو لاصق أو تمزيق أو مواد متفشية، وفي حال تم إرسال أوراق نقدية أجنبية إلى مصرف سورية المركزي، خلافاً لما سبق، سيتم رفضها من قبل المعنيين لدى المصرف وإعادتها إلى الجهة التي قدمتها.
وعلى ما يبدو أن هناك تعليمات أخرى لاحقة للتعليمات المذكورة المتضمنة شروط استلام الأوراق النقدية الأجنبية جاءت مفسرة لها، على حد قول نادر الشعار صاحب إحدى شركات الصرافة، إذ بين  في اتصال هاتفي معه عن أن الورقة النقدية الأجنبية في حال كانت فاقدة لجزء بسيط يمكن استلامها مقابل خصم 20 دولاراً من قيمتها، أما بالنسبة للأوراق المثقبة فلا يمكن استلامها لأنها في الغالب تكون مزورة، أما بقية حالات التشوه التي ذكرها مصرف سورية المركزي في شروط الاستلام فإن شركات الصرافة -بحسب الشعار ملتزمة بها- مشيراً إلى أن الهدف منها الحفاظ على الأوراق النقدية وحث المواطنين المدخرين لها على عدم الكتابة عليها.

 

 

سيريا ديلي نيوز


التعليقات