الفوضى والفلتان والغلاء الفاحش في الأسعار والأجوراصبحت سمة لحياتنا  ولم تجدِ معها كل الإجراءات والقرارات الوزارية ولم يتبقَ جانب من الحياة والمهن والمتطلبات المختلفة إلا شملتها الفوضى السعرية والفلتان من دون وازع من ضمير أو رأفه بالمواطن الذي أصبح دخله لا يفي بالقليل القليل من متطلبات العيش، بفي حين قلة محدودة تعيش حياة البذخ والترف، وهذا الفلتان شمل أيضاً أجور شحن الإرساليات والطرود البريدية المختلفة بين المحافظات عن طريق شركات الشحن الخاصة والعامة بما فيها الهرم والأهلية والقدموس والشهباء وباشوره و DHL والمؤسسة العامة للبريد التي تضاعفت أجورها بشكل غير معقول، مع العلم  أن هذه الشركات الخاصة تشحن يومياً كميات كبيرة خاصة إلى دمشق وهذا محفز لها على تقاضي أجور معقولة، وفيما يلي توضيح لكيفية تحديد أجور الشحن في بعض الشركات.
مدير شركة القدموس للنقل والشحن في طرطوس عبد الكريم خونده وضح حسب تشرين أن أجور الشحن تحدد بناء على دراسة تكلفة تجريها الشركة ثم تقدم إلى وزارة التجارة الداخلية وحماية المستهلك التي توافق عليها غالباً من دون مناقشة أو تعديل، مبيناً  أنه لا توجد معايير ثابتة تحدد أجور الشحن تتعلق بالوزن والحجم والمسافة الكيلومترية ونوعية المادة المشحونة، فكل طرد له سعر شحن خاص، فالكيس له سعر والكرتونة لها سعر والبراد له سعر والغسالة وتنكة الزيت كل له سعر وفق ما هو وارد في لوائح الأجور التي وضعتها الشركة نفسها من دون مراعاة للوزن والحجم والمسافة، حيث ورد في هذه اللوائح أن أجور شحن الظرف الصغير بحدود 400 ليرة سواء كان مشحوناً من طرطوس إلى دمشق أو إلى بانياس من دون النظر إلى المسافة وإذا احتوى الظرف على وثائق تضاف 50 ليرة إلى أجرة الشحن عن كل وثيقة، وكلما كبر حجم الظرف تزداد أجرة شحنه من دون النظر إلى المسافة، كما ورد أن أجرة شحن تنكة حب الزيتون الأخضر 700 ليرة من طرطوس إلى دمشق وأجرة شحن تنكة العسل بحدود 1300 ليرة وأجرة شحن البراد بحدود 7000 ليرة, مبيناً أن أجرة الشحن ترتفع مع ارتفاع أسعار المحروقات «مازوت، بنزين، زيت محرك..» وقطع الغيار والإطارات وتكاليف الصيانة وكل ما هو متعلق بالمركبة من دون تدخل من وزارة التجارة الداخلية لكن الشركة تضمن وصول الطرد بسرعة، وهي تعوض في حال تعرض الطرد للضرر أو الأذى وتحتفظ به في مستودعاتها إذا لم يجد جهة مستقبلة له.
في المؤسسة العامة للبريد تبدو أجور الشحن أكثر ضبطاً وتحديداً، وقد أكد معاون مدير بريد طرطوس سامي علي أن أجور الشحن تحدد وفق وزن الطرد والمسافة المقطوعة من دون النظر كثيراً إلى الحجم أو نوعية المادة المشحونة، فأجور المفرق والطرود الصغيرة حسب الوزن والكيلو الأول والثاني للطرد الذي وزنه 20 كغ فما دون أجرهما من طرطوس إلى دمشق 375 ليرة ويضاف إلى أجرة الشحن 95 ليرة عن كل كيلو غرام زيادة أما إذا كان وزن الطرد أكثر من 20 كغ فيسمى شحناً ويحسب أجره بناء على هذا التصنيف حيث تتقاضى المؤسسة 100 ألف ليرة أجرة شحن 12 طناً بين طرطوس ودمشق، أي أن أجرة شحن الطن الواحد بحدود 8300 ليرة وأجرة شحن 1 كغ بحدود 8,3 ليرة، كما أن أجور الشحن الداخلي أقل من أجور الشحن الخارجي وأجورنا بشكل عام أقل من أجور الشركات الخاصة، لكن لدينا مشكلة في الوقت إذ لا يمكن إيصال الطرد بسرعة كما هو الحال في الشركات الخاصة التي تنظم رحلات يومية وساعية بالبولمان وهو وسيلة شحن الطرود، أما بالنسبة لمؤسسة البريد فيتم تجميع الطرود لنقلها بالشاحنة حتى تكتمل الحمولة ولذلك قد يستغرق الطرد يومين أو ثلاثة حتى يصل إلى وجهته.
من جهته مدير شركة الأهلية للشحن عبد المنعم الشامي أوضح أن لكل شركة شحن حالة ونظاماً خاصاً فالشحن بالبولمان يختلف عن الشحن بالقاطرة وأجور الشحن في شركتي الأهلية والقدموس تختلف عن أجور الشحن في الهرم وباشوره، لأن الأولى تشحن في البولمان مع المسافرين، أما الثانية فتخصص سيارات شاحنة لهذا الغرض من دون وجود ركاب مسافرين.. وبالنسبة للشحن بالبولمان فإن الشركة تجري دراسة التكاليف السنوية لنقل الطرود متضمنة أجور العاملين وعمولة الوكلاء وأجور مكاتب الشحن ونفقات فواتير الماء والكهرباء والهاتف والفاكس والخلوي وشبكة الإنترنت ومجموعات التوليد والقرطاسية والمطبوعات وتكلفة النقل ورسوم مؤسسة البريد وتعويضات العطب والكسر والأذى للمواد المشحونة.

 

سيريا ديلي نيوز


التعليقات