معركة طويلة الأمد يجب ان نخوضها لمحاربة الفساد،ولكن هذه المعركة  لم ولن تنتهي فصولها في أي يومٍ من الأيام، وانطلاقاً من إيماننا بأن ظاهرة الفساد يقضى عليها من خلال المتابعة، نورد للإخوة المواطنين والسادة المعنيين نتيجة متابعتنا لموضوع توزيع مخصصات مادة المازوت في مدينة جرمانا على مستحقيها.
عدد من سائقي سرافيس جرمانا قالوا إنهم يضطرون للذهاب إلى منطقة الزاهرة في دمشق لاستلام مخصصاتهم من مادة المازوت وأنهم طوال الشهر التاسع لم يستلموا أي ليتر مازوت من المحطات الخاصة في مدينة جرمانا، مؤكدين أن المخصصات الشهرية الموزعة عليهم من محطات جرمانا قلت كثيراً منذ بداية العام ولم تعد تتجاوز في الكثير من الأشهر 70ليتراً فقط، وفي بعض الأشهر قلّت عن الـ50 ليتراً، وقد أكد مراقب الخط مروان زاعور هذه الشكاوى.
وبلقاء مدير ناحية جرمانا ورئيس لجنة توزيع المحروقات فيها المقدم شايش المحمد تحدث عن كيفية توزيع طلبات المازوت في المدينة فأوضح أن ثمانية طلبات( الطلب أكثر من عشرين ألف ليتر) وزعت على المواطنين كوقود للتدفئة بإشراف لجان الأحياء في المدينة وأربعة طلبات وزعت على قطاع النقل أي للسرافيس والباصات والميكروباصات، وطلبين لقطاع الزراعة أي وزعت على فلاحي جرمانا بإشراف رئيس الجمعية الفلاحية فيها.
و هنا كان لابد من لقاء رئيس خط السرافيس في جرمانا كمال مطرد لاستيضاح الأمر أكثر لكونه المشرف على توزيع مادة المازوت على السرافيس والباصات،فبين لنا أنه لم يتم توزيع أي ليتر مازوت من محطات جرمانا على السائقين خلال الشهر التاسع ولا حتى خلال الشهر العاشر المنصرم، مضيفاً أن السائقين حالياً يضطرون للذهاب إلى مركز الزاهرة لاستلام مخصصاتهم. وطالب مطرد بأن يستلم السائقين مخصصاتهم من محطات جرمانا لتوفير عناء ومشقة الذهاب إلى الزاهرة والانتظار في ثلاثة صفوف ولوقت طويل، في حين هناك أربع محطات وقود خاصة في جرمانا، لافتاً إلى أن عدد السرافيس على خطوط جرمانا الثلاثة حوالي 300 سرفيس يضاف إليها حوالي 40 باصاً كبيراً وحوالي 56 ميكروباصاً(24راكباً)، أي بالمجمل هناك حوالي400 مركبة في جرمانا لدى أصحابها دفاتر «كروت» مدون عليها تاريخ كل مرة تم توزيع المازوت عليهم فيها والكمية الموزعة ومن أي محطة.
السؤال الذي يطرح نفسه هو: أين ذهبت الطلبات الأربعة من مادة المازوت(أكثر من 80ألف ليتر) التي تحدث مدير ناحية جرمانا عن توزيعها على قطاع النقل بعد أن نفى السائقون ورئيس الخط ومراقب الخط علمهم بها أو استلامهم لها من محطات جرمانا.
و لتكتمل المفارقة وردتنا شكاوى من فلاحي جرمانا أنهم لم يستلموا أي ليتر مازوت من مخصصاتهم منذ بداية الشهر الثامن وحتى نهاية الشهر العاشر المنصرم.. توجهنا على الفور للقاء رئيس جمعية فلاحي جرمانا وعضو لجنة توزيع المحروقات فيها عاطف القاق لنتبين حقيقة الأمر، فأكد أنه لم يوزع على الفلاحين أي ليتر مازوت منذ الشهر العاشر، ونفى علمه بالطلبيتين «حوالي 40ألف ليتر» اللتين أوضح رئيس لجنة المحروقات في جرمانا أنه تم توزيعها على الفلاحين.
القاق لفت إلى أنه قدم عدة طلبات للجهات المعنية من أجل تأمين مادة المازوت للفلاحين ولكن لم يستجب أحد حتى تاريخه، منوهاً إلى أن الفلاحين بحاجة ماسة لمادة المازوت لأن ميعاد تحضير الأراضي لزراعة مواسم الشتاء قد حان.
 أين ذهبت الطلبيتان اللتان من المفترض أن يكون الفلاحون قد استلموها في الشهر التاسع بحسب رئيس لجنة توزيع المحروقات.
 من ناحيته عضو المكتب التنفيذي في بلدية جرمانا مكرم عبيد والمكلف من قبل رئيس بلديتها بالإشراف على توزيع مخصصات المازوت قال: بالنسبة للطلبات الموزعة على قطاع النقل والزراعة أنا لست على اطّلاع أو علم بها إطلاقاً، مشيراً إلى أن ما يطلع عليه هو ما يتم توزيعه على لجان الأحياء للتدفئة فقط وعن طريق رؤساء لجان الأحياء وليس عن طريق رئيس لجنة توزيع المحروقات في المدينة.
وحول  سؤالنا: أليس من المفروض أن يكون جميع أعضاء لجنة توزيع المحروقات على علم بحجم الكميات الواصلة من مادة المازوت إلى المحطات الخاصة ومطلعين على كيفية توزيعها ومتابعة وصولها إلى مستحقيها؟ أجاب عبيد: من المفترض أن يكون الأمر كذلك، مشيراً إلى أن رئيس لجنة توزيع المحروقات لا يطلع جميع أعضاء اللجنة على كل الكميات الواصلة.
أيضاً عضو لجنة توزيع المحروقات وأحد مخاتير جرمانا مهدي الحلبي نفى بدوره أن يكون على اطلاع بالكميات الواصلة والموزعة على قطاعي النقل والزراعة، مفيداً أنه مطلع فقط على ما يتم توزيعه على الإخوة المواطنين كوقود للتدفئة، وأشار الحلبي إلى أنه لا يعلم بحجم الطلبات الكلي الواصل إلى المحطات الخاصة في المدينة ولا بكيفية توزيعه.
إذاً، ثلاثة أعضاء في لجنة توزيع المحروقات لا يعلمون ولا يشرفون على توزيع كامل الكميات الواصلة، وما صرّح به رئيس اللجنة بدا أنه لا ينسجم مع الواقع، ومن الواضح أن هناك ضعف تنسيق بين رئيس لجنة توزيع المحروقات في جرمانا ومعظم أعضاء اللجنة، هنا كان لا بد من التوجه إلى فرع محروقات الريف (سادكوب) لمعرفة ما وصل إلى جرمانا من طلبات مازوت للمحطات الخاصة وكيفية توزيع هذه الطلبات خلال الشهرين التاسع والعاشر.
-بحسب قيود سادكوب- تبين  أن الكمية الإجمالية الواصلة إلى محطات الوقود الخاصة في جرمانا خلال شهر أيلول من مادة المازوت 13 طلباً، وزعت على الشكل الآتي:( 7,5 نقل -3,5 خدمات حكومية -1,5 تدفئة – نصف طلب أفران )ووفق  سادكوب أيضاً وصل المحطات في جرمانا إلى 16 طلب مازوت في شهر تشرين الأول المنصرم ووزعت على الشكل الآتي(6 نقل – 6,5 تدفئة – 3 خدمات حكومية – نصف طلب أفران).
إذاً بحسب قيود سادكوب خصص لقطاع النقل في جرمانا 7,5 طلبات خلال شهر أيلول أي ما يعادل 150 ألف ليتر وليس أربعة طلبات، كما صرح رئيس اللجنة، وفي الوقت ذاته أكد سائقو خط السرافيس، وبشهادة المراقب ورئيس الخط، أنهم لم يستلموا أي ليتر منها، كما خصص بحسب قيود سادكوب 6 طلبات للنقل خلال الشهر العاشر ولم يستلموا منها شيئاً، أي أن مجموع ما كان يفترض أن يسلم لقطاع النقل خلال شهرين 13 طلباً ونصف طلب أي أكثر من 270 ألف ليتر!
ولم يخصص للتدفئة سوى طلب ونصف طلب في الشهر التاسع، أي أن ما يتم توزيعه من مازوت للتدفئة يأتي من المراكز التابعة لفرع محروقات الريف بشكل مباشر وليس عن طريق المحطات الخاصة.
والسؤال الجديد الآن هو: أين ذهبت هذه الكميات الواصلة للمحطات الخاصة المخصصة للنقل خلال شهرين مادام سائقو السرافيس والباصات والميكروباصات لم يستلموها؟! والخوف أن تكون قد هُرِبت وبيعت في السوق السوداء، لذا نرجو من الجهات المعنية توضيح هذه الملابسات وتفسير هذه المفارقات ولاسيما لجنة توزيع المحرقات الرئيسة في محافظة ريف دمشق المشرفة على عمل اللجان الفرعية. ولمَ لا يكون رؤساء البلديات هم رؤساء لجان توزيع المحروقات في مناطقهم لكونهم المسؤولين مباشرةً أمام المحافظة، أما مديرو النواحي فهم مسؤولون في الدرجة الأولى أمام وزارة الداخلية، والمعني بوضع خطة توزيع المحروقات على مناطق المحافظة هو اللجنة الرئيسة برئاسة المحافظ، ومن المفترض أن تشرف اللجنة الرئيسة على عمل اللجان الفرعية وليس وزارة الداخلية
هناك فرق كبير بين ما تم توزيعه على المواطنين في العاصمة دمشق من مازوت للتدفئة خلال موسم الشتاء الحالي وما تم توزيعه في الريف الدمشقي، وخلال لقائنا مدير فرع محروقات الريف فيصل طريف بين  لنا أن ما تم توزيعه حتى نهاية الشهر العاشر من وقود للتدفئة على مستوى محافظة الريف حوالي 10 ملايين ومئة ألف ليتر، ووصلت مخصصات التدفئة إلى ما يقارب 55 ألف أسرة، بينما -وبحسب ما نشرت صحيفة «الثورة» في 1/11/2017 -تم توزيع 28 مليون ليتر مازوت تدفئة في العاصمة دمشق حتى نهاية الشهر العاشر، ووصل عدد الأسر المستفيدة إلى ما يقارب الـ 150 ألف أسرة، أي أن ما تم توزيعه في ريف دمشق وخلال الفترة ذاتها لا يساوي ثلث ما تم توزيعه في العاصمة رغم أن عدد سكان الريف قد يفوق عدد سكان المدينة ويوجد فيه مناطق جبلية وباردة، كما أن معظم النشاط الصناعي والزراعي يتركز فيه.
المصدر تشرين

سيريا ديلي نيوز


التعليقات