فصل الشتاء طرق الأبواب ودخلت معه الناس في كارثة تأمين المازوت مع قلة توافره , فكان لابد للمواطن من البحث عن حلول بديلة.وفي مقدمتها الحطب والكهرباء طريقتان أحلاهما مر دون أن ننسى الغاز.
يقول أبو حسن وهو سائق تكسي إن لديه كمية قليلة من المازوت (بس نحنا السوريين بنعرف ندبر أمورنا) إذ يستخدم التدفئة على الكهرباء (صحيح الفاتورة عالية بس بتضل أرحم من البرد) ومن الجدير ذكره أن أسعار المدافئ الكهربائية تبدأ من سبعة آلاف وتصل إلى الستين ألف ليرة لبعضها, كما ذكر معرض الوليد وتختلف الأسعار من محل إلى أخر, وأشار أبو محمد مالك أحد المحال بأن الطلب على مثل هذه الوسائل يتزايد كلما ازادت البرودة, وأن هذا النوع من المدافئ أقل خطورة على الصحة من مدافئ الغاز.
المواطن جان المهر من سكان بلودان التي تعد من المناطق الباردة أيام الشتاء قال: إن كمية المازوت المخصصة للمنطقة قليلة لا تتناسب مع الشتاء القارص بالمنطقة ما يدفعه -كما أغلبية – السكان إلى اللجوء إلى التدفئة بالحطب وأضاف أحد السكان أن سعر طن الحطب يصل إلى ما يقارب الأربعين ألف ليرة.
وبحساب بسيط فإن أي منزل يحتاج 400 ليتر من المازوت للتدفئة في الشتاء وهذه الكمية تكلف 80 ألف ليرة لو اشتراها المواطن من سادكوب وإذا كان متوسط الأجر يصل إلى ثلاثين ألفاً فهذا يعني أن المواطن يحتاج أجره مدة ثلاثة أشهر تقريباً لشراء مازوت التدفئة فقط, وهذا يعني أن المواطن سيحتاج للصوم عن الطعام والشراب لشراء مازوت التدفئة.
وبالطبع فإن التدفئة بالمازوت والحطب والغاز ليست صحية تماماً وتترك آثاراً واضحة على أفراد الأسرة.
وأكد الدكتور علي موسى اختصاصي في طب الأطفال  أن هذه الوسائل تسبب حساسية وخصوصاً لمن يعاني مرض الربو إضافة إلى السعال ونزلات البرد, كما أن التدفئة عن طريق الكهرباء تؤدي إلى انخفاض نسبة الرطوبة في الجو ما يؤدي إلى جفاف الأغشية المخاطية ويسبب نزلات تنفسية. كما أن الاستنشاق المتكرر ولفترات طويلة قد يسبب مع الوقت الإصابة بـأمراض عضال مثل السرطان.
وأكد موسى حسب تشرين  أنه خلال الأزمة ظهرت مشاكل طبية لم تكن موجودة بسبب البرد ونقص وسائل التدفئة كمرض (عضة الصقيع) الذي هو عبارة عن وزمات في الأطراف وزرقة قد تؤدي إلى البتر في بعض الحالات, إضافة إلى التقبض الوعائي المحيطي, ما دفع الناس لإيجاد وسائل بديلة, ولكي تكون هذه الوسائل أقل ضرراً لا بد من المحافظة على رطوبة الجو عن طريق وضع وعاء يحوي مياهاً لزيادة رطوبة المكان.

 

سيريا ديلي نيوز


التعليقات