من غامض علمه ومن حيث لاتعلم  تطالعك أكوام  من التراب لم تكن موجودة مسبقاً أمام بيتك أو حارتك أو في طريقك إلى العمل دون معرفة أسباب الحفر و”الدوشة” المحدثة لتأمين خدمات أفضل لك حسب  مسؤولي المحافظة، ليعلو وجهك علامات الاستغراب والدهشة لإدراكك أن المشهد ذاته قد تكرر  بغير حجة قبل وقت قصير سواء فيما يتعلق بالصرف الصحي أو تمديد شبكات المياه أو ربما توسيع الطريق، لكن الثابت دوماً في جميع سيناريوهات ومسلسلات  الحفر وجبال الأتربة أن هناك فساد وهدر كبير في المال العام وسط غياب أي تخطيط أو دراسة فعلية للمنطقة  المحفورة، ولا سيما أن عملية تأهيل الطريق وتزفيته يتم على طريقة “هات أيدك ولحقني”، فيرقع على عجل، بعد اتفاق ضمني بين المتعهدين وموظفي البلديات على صرف جزء بسيط من مخصصات المشروع وتقاسم الغنائم المتبقية ولا من شاف ولا من دري، دون مساءلة أو محاسبة عن سوء تنفيذ المشاريع وعدم التقيد بالمواصفات الفنية، فطالما الـ”معلوم” حاضر سيتم غض البصر حبا وكرامة وكأن شيء لم يكن، فالمدفوع هنا على ما يبدو دسماً وإلا لماذا يتم معاودة حفر الطريق ذاته عشرات المرات مع خدمات أسوء في كل مرة الا إذا  كان في الأمر “إن”وطبعاً من خلفها مكاسب تقدر بالملايين، التي لولاها ما تجرأ أياً من الفاسدين “الأفاضل” على تنفيذ فعلتهم في وضوح النهار وعلى عينك يا “محافظة”، وسط محاولات مفضوحة لإخفاء ذلك بإدعاء محاولة تحسين الخدمات للمواطن، الذي سرعان ما يكشف زيفها من خلال تعرجات الطريق وحفره الكثيرة، وحدث ولا حرج في فصل الشتاء، ما ينطوي على هدر كبير للمال العام، الذي تحتاج البلاد والعباد كل قرش فيه في هذه الفترة الصعبة وليس تقديمه على طبق من فضة لجيوب الفاسدين.
وهنا نتساءل إلى متى  ستبقى مجالس المحافظات والبلديات غالفة عن هذه السرقات المتزايدة، وخاصة أنه لم يعد يختلف اثنان أن حفر الطرق وتزفيتها لأكثر من مرة ينطوي على فساد موصوف أو في أقل تقدير تقصير لا يقل سوءا ًعن سابقه، فمن المسؤول عن تكرار هذه الأزمات الخدمية، وإلى متى سيعاقب المواطن مرتين بينما يكافئ الفاسد مليون مرة، أسئلة نضعها برسم محافظة دمشق وباقي المحافظات طبعاً عل مسؤوليها يفتحون آذانهم جيداً لسماع هذه الشكاوي، مع مطالبتهم بتقديم أسماء المشاريع التي نفذت وفق الأصول والمواصفات الفنية وحجم الأموال المصروفة والمنهوبة لرفاهية مواطن بات حاله بالويل.

المصدر سينسيريا

سيريا ديلي نيوز


التعليقات