على الرغم من الاقتراب من انتهاء موسمها، ” البوظة ” تشهد مخالفة كبيرة لدرجة يشك المعنيون بمدى صلاحيتها للاستهلاك البشري، 45 عينة بوظة من أصل 88 عينة تم سحبها من أصناف مختلفة خلال الأسبوعين الماضيين في مدينة دمشق حيث أظهرت نتائح التحاليل المخبرية أنها غير مقبولة جرثومياً بحسب ما أكده رئيس قسم العينات في مديرية الشون الصحية في محافظة دمشق محمد الناصر.
مصادر خاصة في جمعية الحلويات والبوظة أكدت  أنّ جرثمة البوظة سببها قدم آلات المعامل ، ونتيجة الظروف الراهنة تم نقل الكثير من المنشآت الكبيرة التي كانت موجودة في ريف دمشق إلى أماكن ضيقة وغير نظيفة من المدينة، وأوضحت المصادر أن الجمعية تحاول معالجة النقاط الفنية التي سببت خلل في إنتاج مادة البوظة ، علماً أنّ الجرثوم من نوع الكولوفورم هوائي المصدر ناتج من عدم نظافة المكان ، أما ما تبقى من أنواع الجراثيم الأخرى فهي ناتجة عن قذارة العامل الذي يعمل في مهنة صناعة البوظة، بدوره رئيس اتحاد الحرفيين بدمشق عصام زيبق أكدّ أن السبب الأساسي لتلوث مادة البوظة عدم نظافة القوالب في المعامل الكبيرة التي كان تتمركز في ريف دمشق .
الآراء تتضارب بين مختلف الجهات المعنية بمادة البوظة ، رئيس اتحاد الحرفين بدمشق يرى أن سحب عينات كبيرة من البوظة ظلم للحرفيين ، فليس كل ما ينتجوه سيئا أو مخالفا للشروط ، متهماً مديرية الشؤون الصحية بمحافظة دمشق بسحب كميات كبيرة من البوظة دون تركيزها على النوع ، وإتلافها الكميات بعد إجرائها ضبطا رسميا ، مشيراً إلى أنه عندما كان الاتحاد يطالب بإعادة الكمية الكبيرة التي سحبوها يأتي الرد جاهزاً “أتلفناها بالكامل ” موضحاً أن نسبة التلوث تختلف من مكان لآخر و من محل لآخر، وأنها قليلة وليس كما يشاع عن كثرتها ، يتقاطع معه في الرأي والمعلومات رئيس قسم العينات في مديرية الشؤون الصحية في دمشق محمد الناصر الذي أكدّ أن نسبة التلوث في البوظة كبيرة جداً ، فمن أصل 88 عينة بوظة تم سحبها في الأسبوعيين الماضيين فقد أثبتت نتائج التحاليل المخبرية أن 45 منها غير مقبولة جرثومياً ، بينما 43 عينة مقبولة ، وأن الشؤون الصحية تأخذ عبوتين فقط من البوظة كل عبوة تحتوي على صنف معين، كما لايتم سحب أكثر من صنفين من أي محل مهما كان خلافاً لما يتهم به رئيس اتحاد الحرفيين بدمشق الشؤون الصحية على أنه يتم سحب كميات كبيرة، ، مؤكداً عدم إتلاف البوظة نهائياً وإنما إجراءات المديرية هي الإغلاق فقط ، معتبراً أنّ تلك الأرقام كبيرة جدا وأن أغلب المخالفات تكون في المعامل الكبيرة التي توزع على المحلات .
وعن التأخر في سحب عينات البوظة وقد أوشك موسمها على الانتهاء أجاب الناصر أن السبب هو التأخر في شراء براد أو فريزا خاصة بسيارة الشؤون الصحية من أجل أن يكون العمل قانونيا ومنصفا للحرفيين ، وقد تم مؤخراً شراء براد من قبل محافظة دمشق بمبلغ 600 ألف ليرة .
وأكد  الناصر إلى أن سحب العينات يتم بحضور رئيس جمعية البوظة والحلويات أو مندوب من الجمعية حيث يوقع على كل الضبوط المنظمة بمادة البوظة ، لافتا إلى عدم وجود وعي صحي لدى باعة البوظة ، علماً أن هناك نظاما عالميا يسمى ” الهسب” وهو يعني تخطي النقاط الحرجة أثناء التصنيع ، هذا النظام مطبق بالحدود الدنيا في سورية وللمعامل الكبيرة فقط ، رغم المخالفات الكثيرة فقد وافقت محافظة دمشق بناء على طلب الجمعية استبدال إغلاق محال البوظة بغرامة مالية بقيمة ثلاثة ألاف ليرة عن كل يوم إغلاق شرط أن يتم إعادة العينات بعد الاستبدال، لأنّ الغاية توصيل غذاء سليم للمستهلك بحسب ما ذكره الناصر
من جهته مدير الشؤون الصحية في محافظة دمشق الدكتور ماهر ريا أكدّ أن مخاطر تناول البوظة الملوثة كبيرة فمنها غير صالح للاستهلاك البشري ، كما وأنها تسبب مشكلات هضمية –التهاب الأمعاء –إضافة إلى حدوث ترسبات في الكبد ، مبيناً أن العينات هي من تقرأ السوق كما أنها آخر مرحلة تشير إلى نوعية المنتج وجودته فالأهم أن يكون المنتج النهائي سليم ونظيف
وطالب مدير الشؤون الصحية منتجي وبائعي البوظة التقيد بالتعليمات الأساسية للإنتاج أهمها النظافة عن طريق ارتداء قفازات ، كما يجب على المواطن أن يشتري من أماكن ومحلات معروفة ، والابتعاد عن الباعة الجوالين، وكذلك عن البوظة التي ليس مدون عليها اسم أو غير مغلفة ،لأن السبب الرئيس لتلوث أي نوع من أنواع البوظة عدم النظافة، مشيراً إلى أن عقوبة إغلاق المحال المخالفة تتراوح من 3 أيام وحتى الشهر في حال تكررت المخالفة .
المصدر: هاشتاغ سيريا

سيريا ديلي نيوز


التعليقات