لماذا الإصرار على نسف الموضوع والعودة إلى طرح موضوع البذار بأنه جيد  ويصلح لأن يكون جاهزاً لتنفيذ خطة محصول الشوندر في مجال محافظة حماة فقط البالغة 5000 هكتار في سهل الغاب، على الرغم من أن مخبر صحة البذور في اللاذقية أكد في كتاب رسمي  أن البذار المذكورة ليست على ما يرام، وأنه فقد الكثير من حيويته، وأن زراعته تعدّ مغامرة حقيقية وفقاً لما قاله رئيس رابطة الغاب الفلاحية؟! وبالتالي لا يمكن لأحد أن يحمّل وزارة الزراعة مسؤولية ذلك طالما كانت النيّات سليمة وصادقة لجهة تأمين الـ156 طناً من بذار الشوندر في مطلع عام 2011، حين كانت زراعة الشوندر مزدهرة وفي أوجها ويوم كانت زيادة الإنتاج تؤرّق وزارتي الصناعة والزراعة.
اليوم وبسبب ظروف الحرب أعيقت مسيرة التطور وحركة الإنتاج الزراعي ولاسيما لمحصول الشوندر، ما أدّى إلى تدنٍّ واضح في حيوية البذار وخاصة ما يتعلق بوحيد الجنين، لكن أن يتم التعتيم وعدم طرح القضية بكل شفافية، هذا يعني المضيّ قدماً في توريط المزارعين ببذار غير ذي جدوى، وما أردنا الذهاب إليه هو ما جاء في كتاب مدير فرع إكثار بذار اللاذقية الذي يشير بما لا لُبس فيه إلى أن نسبة الإنبات في بذار الشوندر لا تزيد على الـ42 بالمائة ومن ثم كل العينات المقطوفة تبدأ من الصفر وصولاً إلى الـ42 بالمائة، فما هي حكاية بذار الشوندر والبطاطا التي تم استيرادها العام الماضي وبيعها للتجار عندما رفض المزارعون استلامها باعتبار أن سعر الطن في المؤسسة يزيد بـ3000 ليرة عما هو لدى التجار رغم أن مصدره واحد تماماً وفقاً لمصادر مؤسسة الإكثار ذاتها؟.
خلال الاطلاع على التفاصيل ..  يقول الكتاب المرسل من فرع إكثار بذار اللاذقية الذي يحمل الرقم 451/ص تاريخ 7/9/2017 الموجّه إلى فرع إكثار بذار حماة: إن نسبة الإنبات في العديد من العينات صفر.. وإجمالي الكمية بمجموعتيها 1039 كغ متعدّد الأجنة أعلى نسبة إنبات فيها 37 ونصف بالمائة فقط لا غير.. وفي العينات الأخرى البالغ عددها بالكيلوغرام 127055 نسبة الإنبات النهائي تتراوح بين عشرة بالمئة كحد أدنى و42 بالمئة كحد أعلى.
من جهته قال مدير فرع إكثار بذار حماة المهندس موفق عبود حسب البعث : إن الكمية التي تبلغ نسبة الإنبات فيها 42 بالمائة هي 3600 كيلوغرام في باقي الكميات من العينات التي أجريت عليها التحاليل المخبرية تتراوح بين الصفر و17 و27 و39 و28 وعشرة ونصف و26، و إن أرادت وزارة الزراعة أن تمنح المزارعين كمية من البذار ضعف حاجة الدونم، فهذا يعني عدم كفاية البذار الذي تبلغ نسبة الإنبات فيه 24 بالمئة، وتساءل إن كان صالحاً كما يريد بعضهم أن يروّج ويؤكد، فلماذا نقوم بغربلته ما يفقد منه الكثير من الأمور الأخرى.
من ناحيته أكد مصدر معنيّ ومسؤول طلب عدم ذكر اسمه، أنه لا يمكن لأحد أن يقبل زراعة بذار نسبة الإنبات فيها دون الـ42 بالمئة، فهذه كارثة اقتصادية وخسائر جسيمة ستلحق بالمزارعين، ليقول رئيس الرابطة الفلاحية في الغاب حافظ سالم: ليس من مصلحة أحد زراعة بذار كل المعطيات من حوله تشي بعدم جدوى زراعته بسبب تدني نسبة الإنبات فيه لدرجة الصفر أو حتى عندما تكون نسبة الإنبات 42 بالمائة، فبذار مخزّن منذ عام 2011 فقَد الكثير من حيويته ليس من مصلحة أحد خسارة إضافية تلحق بالمزارعين وبالاقتصاد الوطني.
و آخر ما حرّر وصول كتاب لفرع إكثار حماة من الإدارة العامة لإكثار البذار جاء فيه: نظراً لقرب موعد زراعة الشوندر للعروة الخريفية يطلب إليكم توزيع بذار من أصناف هيروس 1600 كغ سنة الاستيراد عام 2011 “زائد” وكمية أخرى قدرها ألف كيلوغرام سنة الاستيراد عام 2010 وتوزيع 921 وحدة بذرية نسبة الإنبات فيها صفر و622 وحدة بذرية نسبة الانبات فيها 0.05 وفقاً للتحاليل القديمة والحديثة، فضلاً عن إرسال كتاب آخر يؤكد استمرار الغربلة قبل التوزيع.