مدير كهرباء ريف دمشق خلدون حدى  أكد أنّ الحمولات الكبيرة التي تترتب على الشبكة لها تأثيرات سلبية ما يؤدي إلى انخفاض مستوى التيار الكهربائي عن معدله الطبيعي وبالتالي إلى وصول كميات أقل من المطلوبة للمشتركين.
وبين  حدى أنّ الهدر في الكهرباء «الفاقد الكهربائي له أسباب كثيرة ترتبط بنوعية الشبكات التي يتم استخدامها وطرق مدّها، موضحاً أنّ الإنفاق غير المستفاد منه في قطاع الكهرباء يرتبط بجانبين (تجاري، وفني)، مبيناً أنّ الأول منه يتعلق بالتعديات الحاصلة على تجهيزات الشبكة من قبل المواطنين الذي يختلف من منطقة إلى أخرى.
أمّا بالنسبة للشق الفني، أكّد حدى أنّ الجانب الأهم والذي يرتبط بشكل رئيس بثلاثة عوامل هامة يتعلق الأول منها بنوعية السلك الناقل للتيار، سواء أكان من الألمنيوم أو النحاس، والثاني يرتبط بالمسافة التي تحدد طول الأسلاك الناقلة ما بين مراكز التوزيع وعدادات المستهلكين، بالإضافة إلى حجم المقاطع الشبكية.
ونوه  حدى إلى أنّ معالجة الموضوع يتم من خلال العمل على زيادة مراكز التوزيع الموجودة في المحافظة والبالغ عددها أكثر من 8300 مركز ما بين حكومي وخاص أو التوسع فيها وفقاً للإمكانات المتوفرة لها من أبنية أو عقارات، بالإضافة إلى إحداث مقاطع تحويل صغيرة نوعاً ما لأن التحميل الكبير في نهاية خطوط الشبكات الهوائية الممدودة على مسافات بعيدة في الريف وفي مناطق التجمعات السكنية الكبيرة والأسواق التجارية الضخمة، يترك أضراراً كبيرة على تجهيزات الشبكة، ما يؤدي إلى انخفاض التوتر عن المستوى الطبيعي له والذي من المفترض ألا يزيد على نسبة انخفاض 5 بالمئة فقط.
بالاضافة الى ذلك لفت  إلى توجه الشركة لاستبدال الأسلاك الكهربائية «الألمونيوم» القديمة، وخاصة في المناطق التي يتم وسيتم إعادة تأهيلها، بأسلاك جديدة نحاسية تحافظ على وصول التيار الكهربائي ضمن مستوى التوتر المطلوب.
وقال مدير كهرباء الريف حسب الوطن : «في بعض المناطق البعيدة تم استبدال العدادات الإلكترونية الموجودة بعدادات ميكانيكية تقليدية لأن العدادات الكهربائية الإلكترونية غالباً ما تتوقف عن حساب الكميات المستهلكة من التيار في حالات انخفاض التوتر عن معدله الطبيعي المذكور».
منوهاً ً أنّ جميع الدراسات الحديثة التي يتم إعدادها الآن، بالنسبة لمراكز المدن، التوجه فيها نحو الشبكات الأرضية لما لها من ميزات آمنة على المواطن، مؤكداً أنه تم تنفيذها حالياً في مناطق من الريف ( جرمانا، صحنايا و يبرود) رغم تكلفتها.
وفي مجال الحديث عن الفروقات بين نوعية الشبكات الممدودة اليوم في الريف والمدينة، وضح  أن التكلفة الكبيرة للشبكات الأرضية تقدر بثلاثة أضعاف تكلفة الشبكات الهوائية، بالإضافة إلى صعوبة تحديد العطل فيها بسرعة ما يستدعي أجهزة حديثة وخاصة لتحديد مكان العطل ما يتطلب وقتاً أكثر بالإضافة إلى اللجوء إلى الحفريات التي ستؤثر بدورها على التجهيزات الخدمية الأخرى كالأرصفة والطرقات، إلا أنها أقل خطورة وأماناً من الهوائية، ولا تتعرض لحالات انخفاض التوتر لأن مراكز التحويل فيها قريبة من بعضها لا تتجاوز 50 متراً.
أمّا بالنسبة للشبكات الهوائية ذات تكلفة مادية قليلة وتتميز بسهولة الوصول إلى العطل بسرعة، إلا أنها تتأثر بالعوامل الجوية، ما يترك خطورة على المواطنين وخاصة في الشتاء وذات منظر مزعج أحياناً، كما أنها تتعرض لحالات انخفاض التوتر في مناطق امتداد الشبكات للمسافات البعيدة وبعد مراكز التحويل عن بعضها والتي تزيد عن 1200 متر.
وفي سياق الموضوع، طالب مدير مسؤول في الكهرباء  بضرورة وجود مكثفات كهربائية «تحسين عامل استطاعة» إلى جانب المحولات لتصحيح عمل مقاطع الشبكة ما يخفف من الارتفاع في درجة حرارة الأسلاك وضعف عمل مراكز التحويل والإطالة في عمرها، مطالباً بجود قوانين صارمة لضبط «السرقات» وحالات التعدي الكبيرة على الشبكة بكونها أصبحت ثقافة لدى بعض المواطنين.

 

سيريا ديلي نيوز


التعليقات