حصار الطاقة الذي فُرض على سورية  لم يكن سهلا  .. ولكن كان بمثابة المعجزة مقاومته في بعض المراحل .. الآبار خارج سيطرة  الدولة .. التوريدات من الخارجقليلة  الى درجة وهذه المعلومة لايعرفها الكثيرين وصلت مخازين البلد من المشتقات النفطية الى الصفر وانتاج الكهرباء الى 600 ميغاواط تكاد لاتكفي لمدينة دمشق لوحدها .

وهذه  الأوضاع كلنا عاصرناها ونتذكرها فهي كانت في الماضي القريب ..

لو رجعنا شهورا الى الوراء وبدأنا برسم المشهد بعد أن وصلت أزمة الطاقة في " شقيها الكهرباء والمشتقات النفطية  " الى ذروتها وفرغت حتى أنابيب النقل من بقاياها .. ودخلت البلاد في مرحلة الحرج الحقيقي بل مرحلة الخطر الحقيقي ..

وبدأ العمل .. وضعت خطة للتوريدات .. ولكن الأهم عمليا كان ما تم التخطيط للقيام به على أرض الواقع ..

 المهندس عماد خميس وبعد سلسلة اجتماعات بعضها كان سري أعلن .. عن الاتفاق على توريد المشتقات النفطية مقابل ملياري دولار وكلنا نتذكر كيف جرت الأمور .

 ولكن الأهم الذي أعلنه رئيس الحكومة كان تعويله على خطة تحرير الآبار التي بدأ بها الجيش وبالفعل بدأنا ومنذ نهاية الربيع الماضي نسمع كل يوم عن أبار نفط وغاز و خطوط نقل ومعامل غاز يحررها الجيش ..

وبنفس اللحظة كنّا نشاهد كيف تشغل وزارة النفط عبر فنييها وعمالها ما يتم تحريره وتبدأ بعملياتها الاسعافية  عبر اطفاء الحرائق واعادة تأهيل الآبار وإصلاح المعامل ولو مبدئيا كي يُتاح الانتاج منها و لو بالحد الآدنى  " لدرجة أننا لم نعد نشاهد وزير النفط الا في الصحراء يتابع وضع الآبار المحررة ويعلن عن اصلاح بئر هنا وبدء الانتاج من بئر هناك "  وبدأت الخارطة تتغير فعلا .. الآن سورية تنتج أكثر من نصف انتاجها من الغاز قبل الأزمة " تنتج حاليا 13 مليون متر مكعب قبل الأزمة كان 21 مليون متر مكعب "

ومع قدرة وزارة الكهرباء على مواكبة تحركات وزارة النفط بدأ الوضع الكهربائي يظهر النتائج الجيدة " الآن لاتنقطع الكهرباء في الكثير من المدن بل سورية تبيع كميات مهمة للبنان 250 ميغاواط وهي ذاهبة الى الارتفاع خلال الفترات القادمة "

بفضل الإدارة الجيدة و المتوازنة والمدعومة من الجهات صاحبة القرار بدأت الوفرة في المشتقات النفطية تظهربل بدت أقوى من أية محاولات تضليل .. التهريب تراجع الى الحدود الدنيا بسبب البطاقة الذكية التي بدأت تضع حداً للهدر أيضا .

لكن الأهم هو ما سنحدثكم عنه الآن وتحديدا في مجال الغاز والذي يبدو أنّ سورية ستخرج من الأزمة دولة غازية بامتياز .. من برها ومن بحرها ..

فقد تأكد وحسب معلومات خاصة وموثقة  أنّ انتاج سورية من الغاز يسير نحو أرقام كبيرة وبالقدر الذي يمكن أن يعول عليه في النهضة الاقتصادية المطلوبة بعد انتهاء الحرب .

في بحر سورية هناك أربع بلوكات للغاز باحتياطي متوقع يقدر ب 250 مليار متر مكعب .. وكل بلوك يعادل لوحده احتياطي سورية البري من الغاز  .. بلوك واحد تم الاتفاق على استثماره من قبل شركة روسية وباقي البلوكات ستكون متاحة في المستقبل للاستثمار ..

وعمليا الغاز هو المنجم الذي تخبأه السواحل السورية والذي لطالما تم الحديث عنه .. وهو أمل سورية الطاقوي والاقتصادي .. فبعد الحرب وحين تستقيم الأمور سورية ستكون دولة مهمة في انتاج الغاز ولكن أيضا ستكون معبرا لأهم خطوط تصدير الغاز باتجاه الاسواق المستهلكة نتيجة موقعها الجغرافي الممتاز وحيث كان تصدير الغاز عبرها أحد أسباب الحرب عليها .

ما يمكن أن نحدثكم عنه أيضا وهو في غاية الأهمية بدء الحفر في بئر قارة الغازي الذي تقدر احتياطاته ب 20 مليار متر مكعب من الغاز وبحلول شهر نيسان القادم ستكون وزارة النفط  قادرة على انتاج مليون متر مكعب يوميا في مسيرة إنتاج سترتفع تصاعديا ..

لاخوف على مستقبل سوري الغازي والنفطي والكهربائي ..

فكل المؤشرات تسير نحو التحسن والتصاعد وكما قلنا في مقال سابق طالما أنّ روح الفريق هي التي تطغى على العمل بين وزاتي النفط و الكهرباء .. وكل من الوزيرن استطاعا أن يكمل أحدهما الآخر بوجود رئيس حكومة عرف كيف يصحح كل الأخطاء ويصحح مسار العمل في قطاع الطاقة .
المصدر: سيرياستيبس

 

سيريا ديلي نيوز


التعليقات