الحديث عن استيراد الموز اللبناني إلى الأسواق المحلية مؤخراً أعاد التذكير بتجربة سابقة لزراعة الموز في الساحل السوري والتوقف عند أسباب نجاح هذه الزراعة في لبنان وفشلها في بلادنا وهل الظروف الحالية مواتية لإعادة طرح هذه التجربة والتوسع فيها بعد إعداد دراسات التكلفة والجدوى الاقتصادية وتقديم الدعم المادي والمعنوي والحمائي لها لإعادة طرحها كمشروع بديل عن الحمضيات…؟
وأكد  المهندس تيسير بلال مدير الزراعة والإصلاح الزراعي في طرطوس  حسب تشرين أن زراعة الموز وانتشاره في المحافظة كانت في تسعينيات القرن الماضي في منطقة بانياس لكن الظروف الجوية لم تكن مواتية فقد أثرت في هذه الزراعة من خلال العواصف التي تشهدها المنطقة خلال فصل الشتاء القاسي «التنين» الذي أدى إلى حدوث إضرار بالغة بالأنفاق البلاستيكية باقتلاعها وتمزيق النايلون واقتلاع النباتات ولاسيما أن البيوت المخصصة لزراعة الموز عالية جداً «5,5» أمتار وهذا ما يجعلها عرضة لمهب الرياح مضيفاً أن التكلفة الإنشائية لهذه الزراعة مرتفعة جداً فهذه الإنفاق مصنعة من بوار من الحديد المزيبق بأقطار كبيرة تكلفتها عالية ناهيك بأسعار البلاستيك المرتفعة وأسعار الغراس وإنتاجها الذي يبدأ بعد عامين من الزراعة يضاف إلى ذلك تكاليف عمليات المكافحة وخاصة النيماتودا «الديدان الثعبانية» التي تحد من هذه الزراعة أضف إلى ذلك حاجتها إلى غرف إنضاج خاصة والى مواد تستخدم في الإنضاج وأكد  بلال إلى أن كل هذه العوامل جعلت من هذه الزراعة مكلفة والمردود لا يغطي تكاليف الإنتاج ولاسيما أـن أسعار المنتج غير قابلة للمنافسة مع الموز مشدداً على أن الأمر بحاجة إلى دراسات معمقة من حيث الجدوى الاقتصادية.

سيريا ديلي نيوز


التعليقات