نظراً للأهمية الكبيرة لموضوع المناهج التربوية وحساسيته وملامسته لكل شرائح المجتمع السوري وانطلاقاً من كونه شأناً وطنياً بامتياز يتطلب مقاربات معمقة على المستوى العلمي ومن المنظور الكلي والشامل، عقد مركز دمشق للأبحاث والدراسات (مداد) حلقة نقاشية حول المناهج التربوية بمشاركة نخبة متنوعة ضمت أعضاء من مجلس الشعب وأكاديميين وأصحاب خبرات وتجارب في المناهج ومجتمع مدني ومهتمين بالشأن التربوي، وهم السيدات والسادة:

أ. نبيل صالح، د. لبانة مشوح، د. خليل عجمي، د. أكرم القش، د. انصاف حمد، د. كريم أبو حلاوة، د. كنان ياغي، العميد تركي حسن، د. مهيب صالحة، د. بلال عرابي، د. محمد طاغوس، د. علي اسبر، د. أيسر ميداني، د. ربى ميرزا، د. هشام تجار، أ. عمار يارد، أ. أسامة بيطار، أ. روعة الكنج، إضافة لباحثي المركز وكوادره.

افتتح الجلسة أ. هامس عدنان زريق مرحباً بالسادة الحضور ومعرفاً بالمركز وأهدافه ونشاطاته. قدم الدكتور عمار خيربك ورقة خلفية حول الموضوع تناولت بعض الأخطاء الواردة في المناهج وناقشت تداعياتها كونها تطال الشخصية الوطنية السورية والانتماء الوطني وعالجت الجانب الاستراتيجي من عملية تطوير المناهج واقترحت عدة محاور للنقاش.

تناول النقاش عدد من الأمثلة من نقاط الضعف الواردة بالمناهج والتي تمحورت حول الأخطاء الفنية والعلمية وضعف المحتوى العلمي وعدم وضوح العلاقة بين عناصر المنظومة التعليمية (طالب، منهاج، معلم، الأسلوب، الإدارة التعليمية) وضعف الاتساق بين محتوى المنهاج على مستوى المقرر الواحد والعلاقة بين المقررات مجتمعة وافتقار المناهج إلى البعدين الفكري والثقافي (العلوم الإنسانية والاجتماعية) عموماً والتركيز على الجانب التقني والتقليدي وطبيعة الامتحانات وأنماط الاختبارات التلقينية التي تتعارض مع الأهداف المعلنة للمناهج وعدم التناسب بين المحتوى والتأهيل والتدريب الذي يتمتع به المدرسون والافتقار إلى بنية تحتية تتناسب مع محتوى المناهج والأنشطة الموجودة فيها.

وبتحليل هذه المشاكل خرج الحضور بالتوصيات التالية:

  • ضرورة امتلاك رؤية استراتيجية واضحة لعملية وضع المناهج وتطويرها تبدأ بـتشكيل لجنة وطنية عليا تضم نخبة من المفكرين والكتاب والأكاديميين والفنانين تعبر عن تنوع المجتمع السوري وتهتم بوضع المبادئ الحاكمة للفلسفة التربوية والسياسات التعليمية في سورية المتسقة والمنسجمة مع الرؤية الاستراتيجية للدولة في عملية التنمية المستدامة وإعادة البناء واحتياجاتها وبما يعزز ثقافة المواطنة والانتماء.
  • الحاجة إلى دراسات علمية معمقة ترصد واقع ومشكلات العملية التعليمية (معلمين، طلاب، بنية تحتية، إدارة تعليمية).
  • العمل على توفير الشروط اللازمة لإعادة الاعتبار لمكانة العلم والمعلم في المجتمع نظراً للجدوى المرتفعة للاستثمار في بناء الإنسان فضلاً عن العوائد الأخرى.
  • عقد جلسات نقاشية متخصصة تهتم بمحاور محددة مثل: مشكلات تدريس العلوم الإنسانية والتطبيقية، والتعرف على مشكلات الإدارة التعليمية وحوكمة الإدارة التربوية.
  • إعادة النظر في مناهج التربية الدينية تدريجياً بما يلبي الحاجات الروحية للمجتمع ويعزز مبادئ الوحدة الوطنية والتماسك الاجتماعي وتقبل الآخر ونبذ ثقافة الكراهية والتعصب والتركيز على كل ما يخدم العيش المشترك.

سيريا ديلي نيوز


التعليقات