أين يذهب الطلاب الذين لا يستطيعون الظفر بمقعد جامعي هذا السؤال يتكرر سنويا  ولكننا للأسف لا نحصل على إجابة  موضوعية مبنية على مسح علمي ، فوفق التقديرات الأولية فإن هناك عدد لا يستهان به من الناجحين في امتحانات الشهادة الثانوية لا تتاح لهم الفرصة لمتابعة تحصيلهم الجامعي، سواء نتيجة عدم حصولهم على الاختصاص الذي يرغبون به أو لعدم نجاحهم في الظفر بأي معقد جامعي.

وتأكيداً على ما سبق، نشير إلى أن إحصائيات وزارة التعليم العالي تقول إن عدد الطلاب المستجدين في الجامعات الحكومية للعام الدراسي الحالي يبلغ نحو 75743 طالباً، ولو جرت مقارنة بسيطة بين هذا الرقم وعدد الناجحين في امتحانات الشهادة الثانوية بفرعيها العلمي والأدبي فقط لوجدنا أن هناك ما بين 20-25 ألف طالب نجحوا في امتحانات الشهادة الثانوية ولم يكونوا من بين الطلاب المستجدين في الجامعات الحكومية.. إذا ما مصير هؤلاء؟ وما هي خياراتهم؟.

 في الواقع ليست هناك أي معلومات دقيقة يمكن أن تحمل إجابة علمية على السؤال السابق، وهذه مهمة نعتقد أنه على وزارتي التربية والتعليم العالي العمل عليها وإنجاز دراسة يمكن أن تبني عليها الحكومة قرارات هامة.

هناك من سيقول إن جزءاً من هؤلاء الطلاب يذهبون إلى الجامعات الخاصة، وجزء آخر يفضل إعادة التقدم لامتحانات الشهادة لتحسين علاماته، إنما يبقى هناك عدد ليس بالقليل وهذا إما أنه يدخل سوق العمل باكراً ويترك متابعة تحصيله الجامعي، أو يجد طريقه نحو الهجرة والبحث عن المستقبل في دول الاغتراب والعمل، وهناك من سيجلس على مقاعد البطالة بانتظار عمل ما.

 إثارة هذه المسألة اليوم تكتسب أهمية خاصة بالنظر إلى الخسارة البشرية الكبيرة التي تكبدتها البلاد خلال سنوات الحرب، بفقدان أرواح الكثير من الشباب والرجال أو بالهجرة واللجوء أو بالانخراط في أعمال غير قانونية، وعلى ذلك فإن التمسك بكل شاب والحرص على إكمال الجميع لتعليمهم الجامعي ضرورة يفرضه مستقبل البلاد وما تحمله المرحلة القادمة من تحديات لن تكون أقل خطورة عما واجهته البلاد خلال الحرب.
المصدر سيريا ستيبس

سيريا ديلي نيوز


التعليقات