لا يمر يوم إلا ويطل وزيراً من وزراء حكومتنا الميمونة ويطلق تصريحه المثير للجدل عن زيادة الرواتب سواء أكان معنياً بهذا الشأن أم لا لدرجة قد نسمع ربما غداً وزير الصحة يطلق تصريحه أيضاً، على قولة “ما حدا أحسن من حدا” وخاصة أن صحة المواطن تتطلب واقعاً معيشياً أفضل، وهذا يحتاج حكماً زيادة في الدخل وإلا ستكون صحته في خطر بعد تهديدها بأمراض الضغط والقلب وغيرها.

مشكلة  تصريحات الوزراء الأفاضل، تكمن في تناقضها وتضاربها، فالبعض ينفيها، وآخر يؤجلها حتى إشعار آخر ريثما تدور حركة الإنتاج، وآخر يربطها بعودة حقول النفط، بينما يفضل وزير آخر تحديد زيادة الرواتب المأمولة بشريحة دون غيرها، في حين يؤكد آخر وجود سيناريوهات عديدة مطروحة على طاولة الحكومة لزيادة الرواتب يتم دراستها بدقة خوفاً من التضخم، الذي تضخمت معه قريحة المواطن إلى حدها الأعظمي وخاصة بعد نعنشتها بآمال عريضة قد لا تتحقق في الأفق القريب، ومعرفته الأكيدة بعد أن حفظ درسه عن ظهر قلب أن هذه التصريحات، لا تخرج عن سياقها الإعلامي، الذي لا يطعمه خبزاً، ما يدفعه هو الأخر إلى بق بحصته والمطالبة بالإقلاع عن تصريحات تنثر الرماد في عيونه فقط، دون تلمس أي فعل يحولها إلى واقع ملموس يحسن معيشته ونفسيته، مع الاتجاه نحو أداء نوعي يرفع مستوى الإنتاج ويضبط الأسواق ويخفض الأسعار بدل اللعب على وتر حساس عزفه حالياً سيكون نشازاً إذا لم يدرس إيقاعه على نحو منظم وبهدوء بعيداً عن الظهور الإعلامي، فالمهم تحسين شؤون العباد وليس تسجيل نقاط إعلامية في رصيد هذا الوزير أو ذاك على اعتبار أن موضة التصريح عن زيادة الرواتب دارجة وربما هناك سباقا محموماً بين وزراء الفريق الحكومي لكسب قلب وود المواطن الغلبان، فهل سيفاجئنا وزير آخر غداً بتصريح عجيب آخر عن زيادة الرواتب أم أن حبات السبحة ستتوقف عند تصريح وزيرة الشؤون الاجتماعية والعمل ويكون خيار زيادة الرواتب فعلاً مطروحاً جدياً على طاولة الحكومة، وهنا نأمل أن يكون ذلك حقيقة قريبة  الوقوع مع قدرتها على تحسين أحوال الناس وليس فتاتاً يقتنصه التجار فوراً لإشباع  جيوبهم وكروشهم المنفوخة.
 المصدر سينسيريا

سيريا ديلي نيوز


التعليقات