ناحية الغزلانية تبعدعن العاصمة دمشق 15 كم تقريباً، ولكن كثيراً من السوريين كانوا يستغربون وجود مثل هذه المنطقة في الريف الدمشقي لما شهدته من تطور عمراني من حيث بناء الجمعيات السكنية بأحدث التصاميم وبمساحات عقارية مختلفة لتصبح مع الوقت مدينة عقارات ومعامل كانت توفر العمل لأهالي المنطقة والقرى المجاورة مابين عامي الـ 2006 ـ 2010م.

قفزت الخدمات فيها خطوات كبيرة إلى الأمام، من إعادة تمديد شبكة الصرف الصحي والكهرباء والهاتف وبناء مستوصف صحي ومدارس تعليمية لكافة المراحل الابتدائية والإعدادية، والثانوي العام والتجاريّ، وتزفيت الطرق العامة وتوسيعها ورصفها (الذي لم ينتهِ بعد) بـالإضافة لاستجرار المياه ولكن دون وضعها في الخدمة لأسباب مجهولة.

بعد توتر الغوطة الشرقية وما حلَّ بها من جرائم المجموعات الارهابية التجأ عدد كبير من أهالي الغوطة الأبرياء إلى ناحية الغزلانية طمعاً بالحياة الآمنة والهادئة وليحتموا تحت جناح الدولة السورية، ليرتفع نسبة السكان مع الوافدين إلى 200 ألف نسمة مما شكّل ضغطاً على المدينة من ناحية الخدمات كافة.

 هذه المدينة التي كان من المفترض أن يتغنّى بها سكانها أصبحت تفتقر لأدنى الخدمات فالطرقات متشققة ولم تُزفَّت طيلة السبع سنوات وفق الاقتصاد اليوم وبالتحديد الطريق الشرقي للجمعيات الذي لم يكتمل بعد، والإنارة معظمها خارج الخدمة، ومشروع المياه مازال حبراً على ورق ضمن المصنفات داخل المكاتب مما زاد معاناة المواطنين فكل منزل في المنطقة يحتاج إلى 600 ليرة سورية يومياً لملء خزّانه، مع أن الحل موجود لكن هناك من يستفيد من البيع والمتاجرة بالمياه وأعطاء رخص لفتح الآبار التي زاد عددها بالعشرات ولكن المواطن البسيط هو المتضرر الأول والأخير.

وإذا تحدثنا عن  مشكلة المواصلات فهنا يكاد المواطن أن يستسلم للحياة ويجلس في بيته دون عمل والطالب يكتفي بالشهادة الثانوية فقط لأن المواصلات بحد ذاتها مشكلة وقضية، حيث يصعب توفر سيارات النقل العامة بعد الساعة 11 صباحاً لسببين: الأول العدد السكاني الضخم، والآخر عدم تأمين المازوت للسرافيس، مما يضطر العمال والطلاب لاستئجار الغرف في العاصمة والعودة لمنازلهم يومي الخميس والجمعة.

فهل هذه هي مكافأة ونصيب الغزلانية من غياب وزارة الإدارة المحلية ووزارة المياه عن أهلها؟ بالمختصر هناك إهمال واضح لهذه البلدة من قبل مجلس بلديتها ومن وزارة الموارد المائية ووزارة الإدارة المحلية فهل يتم حل مشاكل أبناء المنطقة أسوةً بباقي المناطق أم أن بُعدها عن قلب العاصمة يعني بُعدها عن أعين الحكومة؟.

 

سيريا ديلي نيوز


التعليقات