عندما يهدد المواطن وناطور الحراج ولا أحد يهتم فمعهم كل الحق أن يصلوا إلى قناعة مؤدّاها أن الجهات المعنية بحماية الغابات والمساحات الحراجية ليست قادرة على حماية وتأمين الأشجار ولا حتى أراضي أملاك الدولة من وضع اليد عليها ومن ثم زراعتها أو تشييد البناء عليها بدليل المتاجرة بأخشاب أشجار الغابات على المكشوف حيث يباع الطن بخمسين ألف ليرة. وفي حال وجد شخص غيور وحريص على حماية هذه الغابات وحاول إيقاف أحد المعتدين قد يدفع الثمن غالياً وربما يكون حياته -وهذا الكلام ليس مبالغاً فيه ولا إنشائياً- فمؤخراً شعر أبو محمد أحد نواطير الحراج أن هناك من يقوم ليلاً بقطع أشجار الغابة بالقرب من بلدة عناب ونبع الطيب فدبّت فيه نخوة المسؤولية وقام بمطاردته للقبض عليه أو أضعف الإيمان التعرف على هويته، فكانت النتيجة أن سقط بدراجته في ترعة فتحطّم جبينه وكسر كتفه وها هو مستلقٍ على فراشه لا حراك له.
في هذا السياق  قال مدير الموارد الطبيعية في هيئة تطوير الغاب المهندس أمير عيسى: لقد قمنا بإسعاف المذكور إلى مشفى السقيلبية فلم يلقَ أي اهتمام بل لم يجد مرافقوه صيدلية في المشفى للحصول على إبرة تهدّئ من أوجاعه، فتم نقله مباشرة ليلاً إلى إحدى المشافي الخاصة في مدينة مصياف وفقاً لما ذكره شقيقه أبو محمد صالح، وتلك حكاية من حكايات لعبة القط والفأر بين نواطير الغابات وتجار الحطب.
وهنا يضيف المهندس عيسى: إن القصة ليست خافية على أحد فتجار الحطب معروفون بالاسم وكل الطرقات مفتوحة أمامهم وأمام سياراتهم أينما أرادوا أن يبيعوا أخشابهم من قطع أشجار الغابات رغم أن بعضهم قد نظّم بحقه عدة ضبوط وكأن شيئاً لم يكن، فحماية الغابات أكبر من طاقتنا واستطاعتنا ومقدورنا، مضيفاً: إنه تلقى عشرات التهديدات إن هو أصرّ على ملاحقة بعضهم.
من جهة اخرى قال مصدر آخر طلب عدم ذكر اسمه: لقد تم قطع أشجار الكينا من المحضر رقم 46 و49 و50 العائدة لأملاك الدولة واستخدامها كأملاك خاصة حيث زرعت بالخضروات، متسائلاً: أين السلطات التنفيذية من كل ذلك، فما تتعرض له أراضي أملاك الدولة والغابات يجب الوقوف عنده طويلاً، لقد غدا لدينا اليوم ما يسمّى مافيات الحطب حقيقة ولم تعُد القضية مسألة تدفئة وإنما تجارة واعتداء.. ولذلك هي رسالة برسم وزارة الداخلية لوضع حدّ لهؤلاء المارقين والعابثين بحق الحراج وأراضي أملاك الدولة، وهذا ما كان قد وعد به وزير الداخلية شخصياً أثناء زيارته لمدينة مصياف قبل شهرين من الآن.

 

سيريا ديلي نيوز


التعليقات