ظاهرة الغش التجاري انتشرت  في الأسواق السورية،‏ وذلك عقب الارتفاع الكبير في الأسعار لكثير من السلع، وخاصة تلك الأساسية والتي لا يستغني عنها المواطن يومياً كمنتجات الألبان‏ واللحوم والتوابل‏ وغيرها، ما جعل المستهلك يكتوي بنار الأسعار غير المتناسبة إطلاقاً مع دخله، وبمواصفات السلعة، التي قد تكون غير صالحة للاستهلاك أو بجودة متدنية.
ومع ما شهدته الأسواق المحلية من متغيرات جراء الحرب، فإن المتلاعبين بقوت المواطنين لم يدخروا وسيلة للغش والتدليس إلّا وجربوها، وحسب الموظف علي داوود فإن منتجات الحليب أكثر السلع الغذائية تعرضاً للغش التجاري، لدرجة أننا أصبحنا نتمنى شراء كيلو حليب ليس مغشوشاً.
منوهاً إلى أن ظاهرة الغش هذه انتشرت بشكل كبير في جميع أنحاء البلاد، وللأسف الشديد من دون مراعاة لظروف الأطفال الصغار وكبار السن الذين يعتمدون على الحليب ومشتقاته كمصدر غذاء أساسي لهم ما يتطلب إحكام الرقابة عليها، وأيضاً هناك السمن البلدي الذي يتم خلطه بالسمن الصناعي ويباع بأسعار عالية.
أما فريال عيسى وهي ربة منزل، فإنها تقول: الغش وصل إلى الزعتر، حيث اعتدت أن أشتري من سوق البزورية زعتراً من أحد اشهر المحال هناك لجودة صنعه وزكاة نكهته، ولكن مؤخراً علمت من أحد أقاربي أن هذا المحل يقوم بغش الزعتر بوضع نشارة الخشب الناعمة، وإضافة بعض المنكهات والملونات وخلطها مع زعتر حقيقي.
وهناك شكل آخر من أشكال الغش : العصائر تصنع في أماكن مجهولة والمياه الغازية التي تحمل أسماء مختلفة عن التي اعتدنا عليها والبسطاء يتداولونها لثمنها البخس، وعلى  مسؤولي الصحة والتموين تكثيف حملاتهم لضبط العصائر والمياه الغازية المغشوشة وأماكن تصنيعها، بل إن الغش تعدى هذه المواد ليصل إلى مياه الشرب المعبأة وكلنا سمع بقصة ضبط معمل في جرمانا يقوم بتعبئة زجاجات مياه «بقين والفيجة» من صنبور المياه الموجود في المعمل وإعادة ختمها بآلة خاصة ومن ثم توزيعها في الأسواق.
 عالم الغش لا يتوقف عند حد معين، ففي كل يوم اختراع جديد يسهل عمليات الغش، فقد تم قبل فترة، وفي أحد أسواق البرامكة والمعروفة ببيعها مواد مهربة من لبنان، ضبط آلة تقوم بإزالة تاريخ الصلاحية عن المنتج وكتابة تاريخ جديد حسب الرغبة، ولكن المفارقة أنه بعد إغلاق المنشأة التي تحوي هذه الآلة ومصادرة البضاعة المزورة تم إعادة فتح المنشأة التي تبيع المواد الغذائية للعموم بشكل مباشر وكأن شيئاً لم يكن!.
ولدى سؤال أحد المختصين عن ضبط عمليات الغش حسب “صحيفة الأيام ” قال: تنتشر الآن و بكثرة «أصنصات» تقوم على تحويل زيت القلي النباتي إلى زيت زيتون بنفس اللون والرائحة والطعم، وإذا علمنا أن ثمن الـ20 ليتراً من زيت القلي حوالي 10 آلاف ليرة سورية، بينما تباع نفس الكمية من زيت الزيتون بسعر 30 ألف ليرة سورية وعليك تخيل حجم الأرباح الخيالية التي تتحقق.
وأضاف: لدى قيامنا بإحدى الجولات في منطقة تنظيم كفرسوسة تمت ملاحظة سيارات شحن تقوم بنقل مواد غذائية مستوردة، ولدى متابعة هذه الشاحنات تم ضبط مستودع ضخم في قبو إحدى الأبنية السكنية ويحتوي على الكثير من الماركات العالمية وبعد التدقيق داخل المستودع اكتشف وجود آلات تغليف وتعبئة وآلات طباعة، حيث يقوم العمال بطباعة علب وأغلفة مطابقة للعلب الأصلية و تعبئتها بمواد مزورة ومن ثم توزيعها على المحال والمطاعم على أنها مواد أصلية ومستوردة من مصادرها الرسمية.
وتابع المصدر حديثه: كما أنه يمكن استخدام مادتي الإسبرتام والأسيسلفام بديلاً عن السكر نظراً لارتفاع ثمنه، حيث إن كيلو إسبرتام يعادل 200 كيلو سكر في التحلية وتستخدم هذه المواد في كثير من المنتجات كالمياه الغازية والمربيات.

سيريا ديلي نيوز


التعليقات