العوامل المتشابكة التي ظهرت في الاسواق المالية العالمية في مطلع شهر ايلول أدّت الى تدعيم الروبل الروسي مقابل الدولار الاميركي الى اقصى حد في الاشهر الثلاثة الاخيرة.

أولا، ظهر مؤشر الدولار في حده الادنى في الأشهر الـ15 الاخيرة، على خلفية غياب الرأي الموحد حيال دين الدولة المرتفع الى هذه الدرجة في الولايات المتحدة الاميركية والاختلاف بين ادارة البيت الابيض والكونغرس، حول ميزانية السنة المالية القادمة التي لم يبق لحلولها سوى اقل من شهر.

ثانيا، ارتفعت اسعار النفط مطلع ايلول بنسسبة 2% بعد ارتفاع الطلب على البنزين ووقود الطائرات نتيجة توقف الكثير من المصافي عن العمل بسبب الاعاصير في جنوب الولايات المتحدة.  

ثالثا، قفزت اسعار الذهب بنسبة 3% تحت تأثير نمو التوتر الجييوبوليتيكي في شبه الجزيرة الكورية، مما ساعد على رفع تقييم الاحتياطات الذهبية لدى البنك االمركزي للفيديرالية الروسية.. وبالاضافة الى ذلك فإن الطلب على سندات الدولة الفيديرالية من قبل المستثمرين الاجانب بقي مرتفعا جدا على خلفية التضخم الادنى منذ ربع قرن، وبالنتيجة فإن تدفق العملات الاجنبية نحو الاسواق الروسية تجاوز كل الارقام القياسية.

ورابعا، وقع مؤخرا حدثان من شأنهما التأثير في تسعير الروبل.. أولهما ان البنك المركزي الاوروبي اصدر قرارا حول الاسعار في منطقة اليورو، وبعد 45 دقيقة من صدور هذا القرار عقد رئيس البنك ماريو دراغي مؤتمرا صحفيا، أورد فيه تلميحًا للاستمرار في تشجيع الطابع النقدي (رفع سعر المشتريات الشهرية للسندات) للنصف الاول من العام 2018.
واذا صحت هذه التمريرة في المؤتمر الصحفي المشار اليه، فهذا يعني ان سعر اليورو مقابل الدولار سيبدأ بالانخفاض التدريجي، جارا خلفه كل سلة العملات القابلة للتحويل، وفي هذه الحالة فإن الروبل الروسي يمكن ان يضعف امام الدولار، ولكنه سيقوى امام اليورو.

بعض الباحثين أعاروا اهتماما خاصا لعملية نشر المعلومات في الاسبوع الماضي حول احتياطات النفط الخام ومشتقات النفط في الولايات المتحدة الاميركية.. وتفيد تلك المعلومات انه على الارجح ان ارتفاع حجم الاحتياطات من النفط الخام هو بسبب توقف المصافي عن العمل بفعل الاعاصير في جنوب الولايات المتحدة الاميركية، ولكن في الوقت نفسه انخفضت بشدة منتوجات الصناعة النفطية، كالبنزين وغيره من منتوجات التكرير.. ويصعب التأكيد اي من هذه العوامل كان له الدور الاول في التأثير في اسواق النفط، ولكن من المؤكد ان ردة الفعل الاولى تكمن في ارتفاع اسعار النفط.   

أما الحدث الثاني، فإن التجربة الاخيرة التي قامت بها كوريا الشمالية للصاروخ الباليستي العابر للقارات ادت الى ارتفاع التوتر الجيوبوليتيكي في الاقليم، وفي مثل هذا الوضع فإن اسعار النفط تتجه نحو الارتفاع بسبب فقدان الامن في مسارات ناقلات الطاقة.
ونتيجة لذلك فإن اسعار الدولار واليورو مقابل الروبل الروسي تتجه نحو الانخفاض.

 

سيريا ديلي نيوز


التعليقات