مصرف التسليف الشعبي يوجّه  بوصلته التسليفية حالياً نحو حلب، لعدة اعتبارات  ساقها مدير عام المصرف الدكتور محمد حمرة تتعلق بالدرجة الأولى بعودة الأمان واستقرار الأوضاع فيها بعد تحرّرها من العصابات الإرهابية، مؤكداً في تصريح صحفي  استئناف عمليات الإقراض لذوي الدخل المحدود في محافظة حلب بداية الشهر القادم، وذلك لدعمهم بكتلة مالية من شأنها تحسين مستواهم المعيشي من جهة، والانطلاق بمشاريع صغيرة تكون باكورة عودة الحركة والإنتاج إلى المحافظة من جهة ثانية، معتبراً أن استئناف القروض يحمل نتائج إيجابية تعود بالنفع على العميل والمصرف لتأمين إيراداته.

وأشار  حمره  حسب البعث الى  أن ثقة المتعاملين مع المصرف والخدمات التي يقدّمها رغم الأوضاع الصعبة التي فرضتها الأزمة، رفعت حجم الودائع في المصرف إلى 100 مليار ليرة لغاية شهر آب الماضي، مضيفاً: إنها في زيادة مستمرة وهو ما يشكّل ركيزة مهمة لاستمرار عمليات الإقراض، لتصل نسبة التغير في حجم الودائع إلى 16.50% عن العام الماضي، وهو ما أدّى بالضرورة إلى ارتفاع كبير بقيمة التوظيفات التي وصلت إلى 32.253 مليار ليرة، مشيراً إلى أن نسبة التغير قاربت 159.3% قياساً إلى العام الماضي، لتصل نسبة القروض المنفذة منذ بداية استئناف منح القروض إلى نهاية الشهر الماضي إلى 85728 قرضاً بمبلغ 32.3 مليار ليرة، مبيّناً انخفاض نسبة السيولة في المصرف إلى 57.71 مليون ليرة بنسبة تغير 10.59 عن العام الماضي، الأمر الذي إن دل على شيء فإنما يدل على فعالية عمل المصرف.
ونوه  حمره  الى أن مصرف التسليف لا يعاني من ملف القروض المتعثرة كغيره من المصارف الأخرى، وذلك لأن أغلبية خدماته من قروض الدخل المحدود وهي مضمونة بمجموعة من الضوابط والآليات التي تقتضي وجود كفلاء مثبتين في الدولة، مشيراً إلى أنه قد يكون هناك تعثر إداري فقط في المصرف نتيجة تأخير في تحصيل وتحويل الأموال من الفروع إلى المصرف وهي ضمن الحدود الطبيعية.

 مدير المصرف ركز على أهمية الاستثمار بشهادات الاستثمار التي تميّز مصرف التسليف الشعبي عن بقية المصارف، حيث بلغت قيمة شهادات الاستثمار 82.459 مليار ليرة، ليؤكد حمرة أن ارتفاع حصيلة شهادات الاستثمار بنسبة 24%، عائد للمرونة التي تتمتع بها الشهادات ومعدّل الفائدة المرتفع المطبّق عليها مقارنة مع الأوعية الادّخارية الأخرى.
وبلغ الاستثمار في الشهادة من الفئة (أ) حوالي 90% من قيمة الاستثمارات في المصرف نظراً لمزاياها العالية المتمثلة بفائدة مركّبة بنسبة 10% من قيمة الشهادة، التي تحتسب كل ثلاثة أشهر، بينما يشكّل الاستثمار في الشهادتين من الفئة (ب) و(ج) 10% من جملة الاستثمارات، إذ تقدّم الشهادة (ب) فوائد عادية، وتختلف مزايا الشهادة من الفئة (ج) عن شقيقاتها بعدم وجود فوائد عليها، لكنها تتمتع بصلاحية لمدى الحياة مهما كانت قيمة الشهادة، وتدخل بسحوبات دورية يقيمها المصرف على شاشة التلفزيون على جوائز مادية.
وضمت الخدمات التي يقدمها المصرف فئة العسكريين المتطوعين من خلال اتفاق في إطار العمل الموقع مع القيادة العامة للجيش والقوات المسلحة، الذي تم في بداية عام 2017، إذ بيّن مدير المصرف أنه تم بموجبه منح قروض بلغ عددها 2405 قروض، بمبلغ يزيد على 936 مليون ليرة لغاية شهر آب الماضي.
ولفت حمره في حديثه إلى أهمية القرار الذي تم بموجبه رفع سقف القروض من 300 إلى 500 ألف والذي لاقى ارتياحاً كبيراً من المقترضين، متأملاً ارتفاع سقف القروض التي تترافق طبيعياً مع أية زيادة على الراتب ليكون القرض ذا جدوى أكبر مع التضخم الحاصل في سورية.

 

سيريا ديلي نيوز


التعليقات