مع انتهاء الموسم السياحي في اللاذقية تنشط السياحة الشعبية البحرية خلال فترة عيد الأضحى المبارك ما يحرك الشواطئ المفتوحة التي تشهد إقبالاً واسعاً من سكان المحافظة لعدم وجود رسوم للدخول حيث لاتزال هناك بعض الشواطئ مجانية إضافة إلى بعض الشواطئ المأجورة برسوم قليلة نوعاً ما ذات الأكواخ الخشبية التي تلقى الرواج الأكبر خلال الصيف وفترة الأعياد.
 العنوان الأبرز لمثل هذه السياحة هوالإهمال رغم تزايد المطالب للاهتمام بمنشآت السياحة الشعبية لكونها تحقق تنوعاً بأنماط النشاط السياحي من جهة وتحقق فوائد متعددة اقتصادياً وسياحياً وتنموياً.
من شواطئ مدينة جبلة إلى اللاذقية في رأس شمرا والبسيط تتوحد أشكال هذه السياحة التي تعد بدائية لجهة الخدمات والنظافة وأسلوب الضيافة والابتزاز ببعض الحالات من قبل المستثمرين لهذه الشواطئ, واليوم تبرز الحالة أقوى من قبل لوضع هذه المنشآت في واجهة الاهتمام لتحقيق التنوع بالاحتياجات والخدمات ولاستثمار البنى التحتية والمقومات الطبيعية السياحية المتاحة في هذه المناطق الشاطئية.
قرب الشاطئ في رأس شمرا تنتشر المطاعم الشعبية وتمتد الجلسات على طول الطريق حيث تقدم العائلات في ممتلكاتها ما يشبه المطاعم مأكولات شعبية ومخبوزات التنور التي تلقى الإقبال الكثيف ويقول أحمد مصطو من حلب إنه اعتاد أخذ عائلته إلى هذه الأجواء لأنها أقل تكلفة وتعد وجبة مشبعة لأفراد العائلة وأغلب هذه الجلسات تتم على الطرق العامة ما يجعل الأمر أكثر خطورة بالنسبة للأطفال متمنياً تبني مشاريع هذه العائلات وتنظيمها.
بدأت أيام العيد بتحريك أجواء المدينة وريفها خاصة أنها العطلة الأخيرة قبل انطلاق الموسم المدرسي ويشهد الكورنيش الغربي والجنوبي في مدينة اللاذقية إقبالاً واسعاً وخاصة خلال فترة المساء وأيضاً تقل الخدمات فيهما وقلة المقاعد الإسمنتية ما ينعكس واضحاً خلال فترات الازدحام. وتشرح أمينة كوستيك أن نزهة المساء خلال العيد بجوار البحر سمة مميزة للمدينة ولها نكهة خاصة بالأعياد متسائلة: ماذا ينقص شواطئنا لتكون بمستوى الشواطئ في البلدان المجاورة؟ ومطالبة بوضع حد لتهور الشبان في قيادة السيارات في هذه الأماكن.
بالاتجاه نحو الجبال حسب تشرين تبدو أحوال السياحة الجبلية أكثر تنظيماً بجهود فردية من أبناء القرى والشبان والسيدات الذين يعملون عليها بأسلوب أيضاً بدائي لكن تطغى عليه الصبغة المنزلية حيث عادت بعض القرى في ريف القرداحة وجبلة وصلنفة إلى الواجهة السياحية بعد محاولات جادة لرسم هوية سياحية وطنية خاصة بهم تتضمن صناعة فلكلور جامع لكامل اللباس التقليدي التراثي مترافق مع الأكلات الشعبية التي تمتاز بها هذه المناطق بجلسات شعبية وسط طبيعة خلابة نادرة الوجود تؤمن هوية سياحية للعبور مستقبلاً بالاستثمار الكبير إلى الجبال الساحلية.
يؤكد أهالي هذه المناطق الحاجة إلى الاحتضان الحكومي والبدء بشكل فعال باستثمار هذه المقومات ما يحقق مكاسب متعددة تندرج في الإطار التنموي والاقتصادي وكذلك توفير العديد من فرص العمل.

 

سيريا ديلي نيوز


التعليقات