أزمةُ الكهرباء خلال سنوات الأزمة، كانت المشكلة الأبرز التي واجهت الشعب السوري ودخلت في تفاصيل حياته اليومية، كون الكهرباء أضحت المحرّك الأساسي للحياة، وكلُّ ما نعمل به ونعتمد عليه يحتاج إليها، ولا يعمل من دونها، لا سيما أجهزة المنزل الأساسية التي تدخل في مجالات الطعام والملابس والترفيه والأعمال المنزلية الأخرى، بالإضافة إلى الجانب الذي يراه كثيرون أنه الجانب الأهم وهو الإنارة، حيث غرقت مدن سورية في الظلام لفترات طويلة على مرّ الأزمة، وأصبح هم المواطن الرئيسي هو تأمين آليات إنارة بديلة عن الكهرباء – بطاريات أو مولدات أو أمبيرات -.

كل ماسبق  ربما لن يوفي المعاناة التي عاناها الشعب السوري خلال الأزمة حقها، من مشكلة انقطاع الكهرباء والتي كان سببها حسب ما كانت تصرّح وزارة الكهرباء دائماً هي الاعتداءات الإرهابية، وكانت المشاهدات التي لم تغب عن رصد عين شبكة دمشق الآن تؤكد حجم الأضرار التي لحقت بقطّاع الكهرباء نتيجة الحرب من خلال استهدافات لمحطات التوليد والنقل والتحويل، وبالوقت ذاته كانت عيننا ترصد الجهود الجبارة التي يبذلها عمال الوزارة ومهندسوها في إصلاح تلك الأعطال وبفترة وجيزة، إلا أنه لا يمكننا الابتعاد عن الحقيقة المرّة وهي واقع الكهرباء المزري في مناطق ما تزال تحت سيطرة التنظيمات المسلحة أو أنها مناطق محاصرة أو أنها حُرّرت حديثاً.

وعوداً على بدء نجدد التذكير بجهود الوزارة لكي لا نبخسها حقها .

وهنا يمكننا أن نتحدث بشكل خاص عن فترة الصيف، التي قد تعد الفترة الأكثر استهلاكاً للكهرباء، وبالتالي تزداد فيها ساعات التقنين لتخفيف الضغط على المحطات.

صيف 2017 هو الأفضل من ناحية قلة عدد ساعات التقنين وعدم التأخر في إصلاح الأعطال، حسب ما أفاده سكّان عدة مناطق لشبكة دمشق الآن في العاصمة دمشق وفي عدد من المحافظات الأخرى، كطرطوس والسويداء وحمص وحماه واللاذقية ودرعا وكذلك القنيطرة والحسكة، يضاف إلى ذلك أن هذا الصيف ومع بدايته رافقه شهر رمضان وبنهايته عيد الفطر المبارك، اللذان شهِدا واقعاً كهربائياً يمكن وصفه بالممتاز قياساً بالسنوات السابقة، حيث لم تنقطع الكهرباء عن مجمل المناطق السورية في الأيام الأولى للعيد ,وقبلها كان التقنين مقتصراً على ساعات محدودة خلال الشهر الفضيل.
ولم تنحصر هذه الحالة على شهر رمضان، بل إنها استمرت خلال فترات الذورة الصيفية في شهر تموز وبداية آب حيث لم يكن التقنين مبالغاً فيه ولم يعانِ الأهالي المعاناة التي عانوها خلال السنوات المنصرمة.

بالتكامل مع عمليات الجيش السوري وتحريره لمناطق جديدة على امتداد رقعة الجغرافية السورية، عملت وزارة الكهرباء.
حيث أن الفضل في تحسّن واقع الكهرباء يتوزع عدلاً على الجهتين، وإكمالاً لواجبها، تعمل وزارة الكهرباء بالتعاون مع شركات صديقة – روسية وإيرانية – على إمداد إضافيٍ خاص بالمناطق التي يحررها الجيش السوري حديثاً ,وبالتالي لن تؤثّر على كهرباء المناطق الآمنة، حيث سيكون مدّها بالكهرباء مستقلاً حسب ما أكدته مصادر لشبكة دمشق الآن.

الحديث يطول عن معاناة الشعب السوري في كل جوانب الحياة طيلة فترة الحرب، ولا يقتصر على الكهرباء.

إلا أنها كانت من أبرز أوجه تلك المعاناة لكونها وكما ذكرنا آنفاً تدخل في حياة المواطن اليومية وعلى حقبتين من حقب الأزمة تبدلّ واقع الحال بشكل مفصلي، فلا يمكننا مقارنة أيامنا هذه مع سنوات الأزمة الأولى حيث كان الظلام يخيم في كل مكان ولم نكن نرى إنارة الشوارع تعمل في معظم المناطق، كانت العاصمة السورية تغرق ليلاً في السواد، أصوات المولدات كانت تغطي على كلّ صوت في قلب المدن وفي الشوارع ,واقع مريرٌ تبدّلَّ ،وتغلّبنا عليه، جهود حكومية، إصرارُ شعب، وقوة جيش هي معادلةٌ من الدرجة الثالثة حلّها السوريون، وحلّوا بها جزءاً من أزمتهم التي لم تنل منهم، وأكبرُ دليلٍ على ذلك الإقبال الرهيب الذي شهده معرض دمشق الدولي ,والذي حمل شعار سورية تنبض بالحياة.

المصدر: دمشق الآن

 

سيريا ديلي نيوز


التعليقات