الجرائم والألم الذي لحق بأدباء ومثقفين سوريين جراء التنظيمات الإرهابية كان افتتاحية النشاطات الموازية في معرض الكتاب بمكتبة الأسد .

النشاط الذي حمل عنوان “وثائق شهادات شخصية من الحرب” بدأه الدكتور نضال الصالح رئيس اتحاد الكتاب بكلمة عبر فيها عن أهمية الثقافة في مواجهة الإرهاب ولا سيما أن هناك عددا من الكتاب السوريين واجهوا بكتاباتهم وسائل الإرهاب ومؤامراته فدفعوا ثمن ذلك حرق منازلهم ومكتباتهم وأضرارا أخرى تمسهم شخصيا وعائلاتهم.

بعد ذلك  قرأ الصالح شهادة باسم الأديب المسرحي عبد الفتاح قلعجي عن جرائم الإرهابيين في محافظة حلب جاء فيها “الكارثة التي نزلت بحلب لا يساويها ما تعرضت له برلين ولا هيروشيما.. وإن حي صلاح الدين تسلل إليه الغيلان وأحرقوا فيه البيوت والكتب وان ولدي عندما ذهب ليتفقد منزله المحروق رأى رأسا مقطوعا ينتظره قرب الحارة وبه نظرات كأنها تقول.. أسألهم يا جار لماذا”.

وفي شهادته الشخصية قال الدكتور الصالح “لأنني لم أتردد في الجهر برأيي في الفضائيات والمجالس والصحافة صرت مطلوبا لدى من سموا انفسهم بالثوار الذين لم يرق لهم الموقف الذي اخترت والذي لم يحتمله جوعهم التاريخي الى الحضارة والشرف إضافة إلى اختلافي معهم بمفهوم الديمقراطية والحرية”.

واضاف الصالح “عبروا عن حقدهم برسائل مجهولة المصدر على الجوال وإلى بريدي الالكتروني ثم قاموا بقرصنة الموقع الخاص بي اضافة إلى اتصالات متكررة حملت تهديدا لأني كنت ادافع عن اسرتي وأولادي ووطني” لافتا إلى الأحداث التي تعرض لها ابتداء من محاولات اغتياله إلى حرق منزله ومكتبته في مدينة حلب.

أما الروائي أحمد يوسف داوود فقال في شهادته “من الأسباب الكبرى لهذه الحرب هي محاولة العسكر الإمبريالي المافيوي الوحشي تصدير أزماته المنذرة بانهياره إلى منطقتنا العربية وادعاء الحياد هو خيانة لأننا نخوض الحرب من أجل افشال الخطط الإمبريالية المتصهينة والابقاء على وحدة سورية واستمرارها دولة حرة وسيدة على كامل ترابها الوطني”.

واشار الأديب والناقد محمد أبو معتوقالى  أن حلب مدينة قائمة بين الحضارات القديمة لذلك يشكل احتواؤها مطمحا يحرك غرائز أدوات الحرب على سورية فحاول الكثيرون الإيقاع بها واستحضار قتلة العالم كلهم لها غير أنها نهضت مثخنة وواثقة دفعت ثمنا كبيرا وحصدت حضورا أكبر واصفا إياها بمدينة شديدة الإيغال في الحضارة حاضرة الأثر والثقافة وأن أعداءها سيأتي يوم وكأنهم لم يكونوا.

وفي شهادته تحدث الشاعر بديع صقور عن حادثة ابن عمه الطيار الشهيد منير صقور وطاقمه الذي غدر به جنود اتراك وهو يقوم بمهامه داخل الأراضي السورية مدعين أنه دخل بالحوامة إلى أراضيهم إضافة إلى قصص أخرى تجسد بطولات الشهداء وصمود المرأة السورية في وجه الكوارث.

وقالت الأديبة فلك حصرية في شهادتها “سورية وطن قبل التاريخ وبعده وقبل الدهر وبعده وهو أول أبجدية وعاصمته أول مدينة مأهولة في العالم مسكونة بأعرق الشعوب فلا يمكن لشعبها أن يعفو عن خصومه ويصافح من غدر به فهو الذي سيبدد كل الأحقاد والضغائن التي واجهها ولا سيما أحقاد المتآمرين”.

كما تحدث الناقد نذير جعفر عما فعله إرهابيو تنظيم ما يسمى “لواء شهداء بدر” في الحي الذي يقطن به وكيف نكلوا بأهاليه ثم اعتدوا عليه وهددوه بالقتل إلى ان استطاع أن يخرج من منزله الذي خربوه ولم يتركوا إلا الخراب.

 ووضح  الدكتور حسن حميد في شهادته أنه من الطبيعي أن تتعرض سورية المقاومة إلى ما تعرضت إليه من إرهاب ومؤامرات وذلك بسبب موقفها من القضية الفلسطينية والتي كانت في مقدمة أولوياتها النضالية مستعرضا أسماء مناضلين سوريين تصدوا للغزو الصهيوني على فلسطين أمثال القسام وجواد أنزور وعبد السلام العجيلي إلى اليوم حيث وقف السوريون والفلسطينيون ضد الارهاب من أجل عودة النضال إلى مكانه الحقيقي في وجه العدو الصهيوني.

وفي الوقت عينه عرض الشاعر محمد خالد الخضر وقائع اختطافه من منزله وتداعياته وتعرضه للتعذيب والتنكيل بجسده ودور الجيش العربي السوري في تحريره وعودته إلى منزله مرفوع الجبين مبينا الأثر العميق الذي خلفه في نفسه حرق منزله ومكتبته من قبل الإرهابيين التي تحوي العديد من أمهات الكتب والوثائق التي تكشف مؤامرات دعاة الثقافة الخونة والمتآمرين وتحويلها إلى رماد خدمة للصهيونية.

كما قدم الأديب المسرحي حمدي موصلي بعض القصص والمسرحيات التي تتحدث عن الإرهاب والقتل والتدمير على حين تحدث الروائي محمد الحفري عن حياة الشهيد الناقد علي أحمد العبد الله شرح فيها كيفية استشهاده على يد الإرهابيين.

سيريا ديلي نيوز


التعليقات