واصلت الليرة السورية تحسنها أمام الدولار الأميركي للأسبوع الثالث على التوالي في السوق الموازية، ليصل سعر الصرف إلى مستوى 524 ليرة سورية للدولار الأميركي، مع نهاية الأسبوع الماضي، مستأنفاً تعاملات الأسبوع الحالي على مزيد من التحسن مسجلاً مستوى 520/ 521 ليرة سورية في دمشق، وهو أعلى سعر تقريباً بين المحافظات، إذ انخفض في بعض المحافظات إلى 519/ 521 ليرة سورية وبعض المناطق غير المستقرة إلى 517/519 ليرة سورية.
أعاد مركز دمشق للأبحاث والدراسات «مداد» أسباب تحسن الليرة أمام الدولار في السوق الموازية إلى مجموعة من العوامل، منها زيادة حجم الحوالات المرسلة بالقطع الأجنبي للداخل التي عادة ما ترتفع في شهر رمضان وقبل الأعياد. إضافة إلى تحسن المناخ العام السياسي والأمني في البلد الذي انعكس إيجاباً عى سعر صرف الليرة السورية، وعودة تفعيل الخط الائتماني الإيراني، وأزمة الخليج الراهنة التي انعكست إيجاباً على حجم الحوالات إلى الداخل نسبياً بسبب حالة الحذر السائدة في الخليج، وأخيراً استمرار تراجع سعر صرف الدولار الأميركي في الأسواق العالمية.
من جانبه أيّد أستاذ النقود والمصارف في كلية الاقتصاد في جامعة دمشق علي كنعان، المسوّغات التي ساقها تقرير «مداد» فيما يخص زيادة الحوالات، حتى من قبل أزمة الخليج، وذلك بسبب احتياجات شهر رمضان، ما يقتضي زيادة تحويلات المغتربين لأهاليهم، وزادت مؤخراً بسبب الأزمة.
وفي تصريح ل«الوطن» بيّن كنعان أن متطلبات الاستهلاك في شهر رمضان والاستعداد للعيد، اقتضى زيادة في تصريف الدولار إلى ليرة من مدخرات الكثير من العائلات السورية، ما ساهم في زيادة المعروض من الدولار في السوق، إلى جانب استقرار الطلب على المستوردات نوعاً ما، هذه الفترة.
مشيراً إلى ازدياد المصالحات وزيادة الأراضي التي حررها الجيش العربي السوري، وعودة الأهالي والنشاط الإنتاجي فيها، ما اقتضى تصريف الدولار لتأمين احتياجات الإنتاج والتصليح والصيانة، في الورش والمنازل، في محافظة حلب بشكل خاص، ثم حمص وريف دمشق، وهذا ساهم في زيادة عرض الدولار.
وتوّقع كنعان محافظة سعر الصرف على هذه المستويات مع تقلبات محدودة، لنحو العام تقريباً، ريثما يتبين نوع القرارات والسياسة الاقتصادية الموازية لحسم حالة الحرب والأزمة في سورية.
ونصح كنعان المركزي بالحفاظ على مستوى سعر الصرف الحالي، والدفاع عنه، دون الانقياد خلف السوق الموازية، وتخفيض السعر الرسمي، لما له من منعكسات سلبية، في حال زاد الطلب على الاستيراد فجأةً مثلاً، ما يعني ارتفاع سعر الصرف في السوق الموازية، وفشل المصرف في الحفاظ على المستوى المرجعي الحالي.
كما نصح المصرف المركزي بشراء الدولار من السوق مع استمرار تحسن الليرة حالياً، ما يعود بالفائدة على المصرف.
أما السوق الرسمية، فما زال مصرف سورية المركزي مستمراً في تثبيت سعر صرف الليرة السورية مقابل الدولار الأميركي عند مستوى 517.43 ليرة سورية، وأيضاً سعر شراء الدولار الأميركي لتسليم الحوالات الشخصية الواردة من الخارج بالليرات السورية عند مستوى 514.85 ليرة سورية للدولار الأميركي الواحد، كما استمر في تثبيت سعر صرف المعروض لبيع القطع الأجنبي للمصارف العاملة المرخص لها التعامل بالقطع الأجنبي عند 520 ليرة سورية للدولار الأميركي، وهو السعر الذي يتم من خلاله تمويل معظم المستوردات.
وعن سعر صرف الليرة السورية مقابل اليورو في السوق الموازية، فقد تابعت الليرة تحسنها أيضاً، وذلك بحسب تقرير «مداد» الأخير، حيث انخفض زوج اليورو/ ليرة سورية إلى مستوى 588 ليرة سورية في نهاية الأسبوع الماضي مقابل مستوى 595 ليرة سورية في نهاية الأسبوع السابق، على حين تراجعت الليرة السورية أمام اليورو في السوق الرسمية ليرتفع زوج اليورو/ ليرة سورية إلى مستوى 583 ليرة سورية في نهاية هذا الأسبوع مقابل مستوى 581 ليرة سورية في نهاية الأسبوع السابق.
 

سيريا ديلي نيوز


التعليقات