إذا أردت أن تلقي نظرة سريعة على المستقبل، ربما بين 10: 40 سنة قادمة، يمكنك أن تنظر بعين فاحصة إلى ما تعرضه الأفلام والمسلسلات الخاصة بالخيال العلمي، لأن معظم ما يظهر بها سيتحول قريبًا إلى حقيقة.

هذا ليس تفاؤلًا زائدًا عن الحد، لكن الكثير منا لا يعرفون أن أغلب الاختراعات العلمية الحديثة التي بين أيديهم الآن ظهرت بالفعل – بشكل أو بآخر – في أفلام الخيال العلمي الممتدة على مدار الخمسين عامًا الماضية. هل تذكر المشاهد من أفلام شهيرة مثل «Minority Report» و«Matrix» وغيرها، حيث جعلتك الأدوات التكنولوجية المستخدمة من قبل الممثلين تعيش في أجواء الرهبة والدهشة. العديد من هذه التكنولوجيا هي جزء كبير من حياتنا اليومية الآن.

التقنيات التي ظهرت على أنها مجرد شكل من الخيال في هذه الأفلام تهيمن على حياتنا في الوقت الحاضر. فلنتعرف على بعض أبرز التقنيات الحديثة التي نستخدمها الآن والتي بدأت على شاشات السينما أو التليفزيون.
الهاتف الذكي

الهواتف الذكية التي هي جزء كبير من حياتنا اليوم. ظهرت فكرتها لأول مرة مع أفلام مثل «Star Trek: The Original Series» الذي صدر عام 1966. في هذا الفيلم ظهر الهاتف على هيئة أزرار كثيرة مرفقة مع ما يبدو أنه شاشة عرض صغيرة.

في وقت لاحق، وتحديدًا عام 1996، أنتجت شركة موتورولا هاتفها الذكي «Motorola startac» الذي كان كثير الشبه بما ظهر في الفيلم الشهير.
الواقع الافتراضي

الواقع الافتراضي (vr) هي واحدة من أهم أقسام عمالقة التكنولوجيا اليوم. سامسونج، وإل جي، وإتش تي سي، وفيس بوك ومايكروسوفت، كلها لديها بعض نظارات الواقع الافتراضي التي تقدمها ولا تزال تطورها للجمهور.

جاء مفهوم الواقع الافتراضي أولًا إلى دائرة الضوء مع أفلام مثل «ماتريكس». على الرغم من أن الطريق للوصول إلى عالم مواز مثل الذي ظهر في الفيلم كان مختلفًا، إلا أن المفهوم كان مشابهًا بشكل لافت للنظر.
عباءة التخفي

سواء كنت من محبي أفلام هاري بوتر أو أفلام السفر إلى الفضاء وغيرها، فإن عملية التخفي عن الأنظار ظهرت في عديد من الأفلام والتي كانت تعني في الغالب انحناء الضوء حول الكائن مما يجعله يختفي عن أنظار الناس.

يمكن القيام بذلك في الواقع للكائنات الصغيرة – إذا كنت ترغب في ترتيب مجموعة من العدسات في ترتيب دقيق، وذلك باستخدام تقنية «عباءة روتشستر»، حيث يمكنك استنساخ التقنية في المنزل، ولكن عليك التأكد أنها مجرد خداع بصري لا أكثر.

هناك محاولات أخرى للتخفي جرت بالفعل لإخفاء الأشياء من موجات الرادار، ولكن لا يوجد شيء حتى الآن يمكن أن يخدع العين البشرية في السيناريوهات العملية.
الساعات الذكية

الساعات الذكية، والتي أصبحت الآن جزءًا من حياتنا منذ سنوات قليلة، كانت مجرد فكرة أخرى ظهرت في عام 1962، في سلسلة الرسوم المتحركة «Jet Sons». هذه السلسلة كانت تتحدث عن المستقبل حيث السيارات الطائرة، وأجهزة ذكاء صناعي، والمساعد الشخصي الظاهري، وغيرها.

شعاع «جرّار»

في أفلام حرب النجوم، جرى القبض على الأبطال غير المحظوظين في «شعاع جرار» أو شعاع ساحب للأجسام، وهو شعاع جمد سفينتهم وسحبها نحو العدو. وفي سلسلة أفلام ستار تريك، كان هناك أيضًا سلاح مماثل.

يمكن لجامعة أسترالية أن تفعل الشيء نفسه – على الرغم من أن تجاربها مع الليزر يمكن أن تعمل فقط لتحريك جسم صغير (خمس ملليمتر) على مسافة حوالي 20 سنتيمتر فقط، لكنها بداية مشجعة بالنسبة للعديد من الباحثين والمبتكرين، وقد جرب باحثون بريطانيون، في الوقت نفسه، الموجات الصوتية لنقل الكائنات عبر الهواء – ويمكن لهذه التقنية تحريك الكائنات في حجم البازلاء لمسافة حوالي 40 سنتيمترًا.

مكالمات الفيديو

هل تذكر كم كانت فكرة الاتصال المرئي أمرًا مستبعدًا بين الناس عندما ظهرت في فيلم «2001: A Space Odyssey» الذي صدر عام 1968؟ شوهدت هذه التكنولوجيا أيضًا في وقت لاحق في العديد من الأفلام الأخرى، ولكن بعد ذلك ظهرت مكالمات الفيديو عبر الهاتف ثم ظهر لنا سكايب عام 2003، مما جعل هذا المفهوم حقيقة واقعة يمكن أن يستخدمها كل الناس.

تكنولوجيا استشعار الحركة

فيلم «Minority Report» كان من بين الأفلام التي تركت المشاهدين يحدقون مشدوهي الأعين بالتكنولوجيا المستقبلية التي ظهرت في هذا الفيلم المميز.

أظهر الفيلم ممثل هوليوود الشهير توم كروز وهو يضغط على ورقة من الزجاج، والتي عملت بمثابة شاشة شفافة، وهي ما تحولت إلى تكنولوجيا استشعار الحركة اليوم.
هيبوسبراي

في عالم أفلام ستار تريك، يتم شفاء أي شخصية مريضة وتلتئم جروحها بشكل عجيب بواسطة عملية حقن عبر جهاز «هيبوسبراي»، وهو جهاز حقن يتميز بعدم وجود إبرة، وهو ما يوفر العلاج دون ألم عبر الجلد.

هذا الجهاز يمثل ما نطلق عليه الحقنة النفاثة، وعلى الرغم من أن شهرته جاءت عبر سلسلة الخيال العلمي الشهيرة، إلا إن اختراعه سبق سلسلة الأفلام. فقد اخترع آرون أسماخ الحاقن النفاث في عام 1960، قبل ست سنوات من ستار تريك. كان يستخدم للتطعيمات الجماعية – وخاصة في الجيش – لأنه يمكن استخدامه مرارًا وتكرارًا. ولكن ذلك جلب مخاطر التلوث، لذلك فقد انخفضت عمليات استخدامه.

ومع ذلك، فإن الفكرة لم تذهب بعيدًا. في عام 2012، أصدر معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا تصميما محدثا لـ«هيبوسبراي» التي يمكن برمجتها للاستخدامات الكثيرة، وتعاطي المخدرات عن طريق الحقن بسرعة الصوت، والتي يأملون أن تلغي في نهاية المطاف الحاجة إلى استخدام الإبر.
هوفربورد

الهوفربورد هو قطعة أخرى من الابتكارات المميزة في مجال التكنولوجيا التي كانت حتى قبل بضع سنوات فقط موجودة في الأفلام وفي لعبة «Subway Surfers». لكن الآن، أصبحت هذه التكنولوجيا حقيقة، ليس هذا فحسب، بل إنها تبدأ الانتقال إلى المستوى التالي. شركة «Lexus» عام 2015 ابتكرت هوفربورد الذي يمكنه أن يطفو في الهواء، قليلا فوق مستوى سطح الأرض مثل ذلك الذي ظهر في أحد أجزاء فيلم «Back to the Future».

حذاء برباط ذاتي

في فيلم «Back to the Future» أيضًا وتحديدًا الجزء الثاني منه، تعجب الكثير من المشاهدين من فكرة الأربطة التي تربط نفسها تلقائيًا في الأحذية المستقبلية، وفي الواقع قد كشفت شركة نايك مؤخرًا عن الأحذية التي تربط نفسها بنفسها، «Hyperdapt 1.0»، التي تأتي أيضًا مع اثنين من الأزرار لتشديد أو تخفيف الأربطة.

سيارات القيادة الذاتية

كانت السيارات بدون سائق أيضًا جزءًا من العديد من الأفلام في فترة التسعينيات مثل فيلم «Total Recall».

جرى تحويل الفكرة بعد سنوات إلى حقيقة من خلال شركة جوجل العملاقة. اليوم، تقريبًا جميع شركات السيارات الكبرى وبعض عمالقة التكنولوجيا تعمل على تظوير السيارات بدون سائق.
أسلحة الطاقة

ربما نحن لا نزال على بعد أشواط من اختراع مسدس الليزر، لكن الصورة الحالية لأسلحة تستخدم الطاقة، هو ذلك الذي يستخدمه الجيش الأمريكي والمعروف باسم «نظام الإنكار النشط» أو «active denial system»، ويستخدم للسيطرة على الحشود. هذا السلاح غير مميت ويعمل مثل فرن الميكروويف، ويسبب انعدام الراحة بدرجة قصوى كما أنه يسخن الجسم المستهدف تحت الجلد، مما يتسبب في فراره.

باحث ناسا جاك الغلاف، الذي أنشأ الجهاز، اختار هذا الاسم له بعد أن قرأ كتابًا عام 1911م عندما كان طفلًا، والذي اخترع فيه البطل بندقية تطلق صواعق ضوئية.
المتحولون

في الأفلام والرسوم الكاريكاتيرية اليابانية، يعد المتحولون أعجوبة ميكانيكية رائعة من الناحية التكنولوجية. في الواقع اتخذ مجموعة من الباحثين في معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا الخطوات الأولى نحو تحقيق هذا الهدف بالفعل، فقد أنتج الباحثون مكعبًا مذهلًا يسمى «M block»، حيث يمكن لهذه الروبوتات على شكل مكعب صغير القفز لتجميع أنفسهم في أشكال معينة. ليس بالضبط مثل شخصية ميغاترون – ربما طفل ميغاترون – ولكن هذه بداية لشيء أكبر بالتأكيد.

ويعتقد الباحثون في مختبر الذكاء الاصطناعي في معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا أن هذه الروبوتات يمكن استخدامها لبناء هياكل صلبة بشكل مستقل. على سبيل المثال، إذا كان جزء من جسر أصبح معطوبًا، فإن كتل الكشف عن مكان الضرر واستبدالها مع بنية صلبة سيكون بالفعل أمرًا مذهلًا.

حاليا، يجري التحكم في المكعبات عن طريق إرسال تعليمات لها عن بعد، ولكن الباحثين يأملون في برمجة الخوارزميات في المكعبات وجعلها مستقلة تمامًا وقادرة على التكيف مع الحالات المختلفة.

 

سيريا ديلي نيوز


التعليقات