أقيم في الدار المركزية للمهندسين المعماريين في العاصمة الروسية موسكو منتدى دولياً بعنوان “تدمر سنحييها معاً” بمبادرة من اتحاد المهندسين المعماريين الروسيين وجرى على هامشه افتتاح معرض للوحات الفنية والصور الضوئية حول آثار مدينة تدمر قبل تعرضها للتدمير من قبل التنظيمات الإرهابية.

وأعرب المشاركون في المنتدى عن قلقهم من استمرار الجرائم بحق الأهالي والمدن والبنى التحتية والأوابد التاريخية والثقافية في سورية التي تتعرض للتدمير الممنهج على أيدي الإرهابيين واستعدادهم للمشاركة في عمليات إعادة أعمار سورية.

وأكد المشاركون أنه يمكن لهذا المنتدى إن يصبح منصة دائمة للمناقشات العلمية للعمل المشترك ليس بين الاختصاصيين الروسيين وزملائهم السوريين فقط بل وبين الرواد من الخبراء الدوليين من البلدان الأخرى.

وأجمع المشاركون على أهمية البدء بوضع برامج عاجلة لإعادة أعمار سورية لمرحلة ما بعد الأزمة منطلقين من أولويات تحديد حجم الدمار وفرز مسارات إعادة الأعمار حسب الأفضليات بما في ذلك أعمال صيانة وترميم آثار تدمر مع الأخذ بعين الاعتبار تجارب الاتحاد السوفييتي السابق في إعادة أعمار المدن وإحياء الأوابد التاريخية والثقافية بعد “الحرب الوطنية العظمى”.

وأعرب المشاركون في المنتدى عن تقديرهم للمساعي الروسية لجهة جهود الدبلوماسيين والعسكريين والطيارين والاختصاصيين بنزع الألغام والأطباء في إرساء الأمن والأمان في المدن السورية وعن تقديرهم الكبير لبطولات الجيش العربي السوري ولخبراء الآثار السوريين على عملهم في ظروف الحرب دفاعا عن استقلال بلدهم وحفاظا على هويته الوطنية.

وأشار عضو رئاسة مجلس الاتحاد الدولي للمهندسين المعماريين الأكاديمي أندريه كافتانوف إلى إن مدينة تدمر تعتبر بالنسبة للشعب الروسي مدينة أسطورية عظيمة مسجلة ضمن قائمة التراث العالمي.

وأوضح كافتانوف إن المنتدى يقدم الأفكار العلمية والاستشارات المعمارية حول التعامل مع المدن التي دمرها الإرهاب ومع البنى التحتية التي خربها في سورية وقال .. “عرضنا تجربة بلادنا حيث كنا نفكر إبان الحرب الوطنية العظمى بكيفية إعادة أعمار كل ما دمرته الحرب ضد النازية”.

ولفت كافتانوف إلى أن الخبراء المعماريين الروسيين عملوا خلال عدة أشهر على تقديم اقتراحات للمشاركة في إعادة أعمار المدن السورية مضيفاً.. “إن زملاءنا من البلدان الأخرى يسعون أيضا للبدء بهذا العمل لذلك قررنا في هذا المنتدى دعوة الخبراء الدوليين ومن مختلف الاختصاصات وكل الذين يهتمون بهذه الأمور من أجل إعادة بناء سورية الجميلة بمدنها وبلداتها وبتحفها التاريخية وآوابدها الثقافية بمشاركة الزملاء السوريين”.

بدوره أكد المعماري السوري حسام شقوف المقيم في لندن والمشارك في المنتدى إن الأوابد التاريخية والثقافية التي لحقها التدمير في سورية سواء في تدمر أو في معلولا أو في أماكن أخرى هي بحاجة إلى اختصاصيين بالترميم وهذا عمل ممكن وقابل للتحقيق.

وأضاف شقوف الذي يمثل الجمعية الدولية آراميا” لفن العمارة الشريك الرئيسي للمنتدى المذكور “إن الجمعية التي يمثلها مهتمة أكثر بإعادة الأعمار لأجزاء المدن المدمرة بعد تقديم الدراسات الكاملة عنها والاطلاع على متطلبات الجانب السوري والتي تشمل كل مستلزمات الحياة من مستشفيات ومدارس وطرقات وغيرها من البنى التحتية ومراكز الخدمات الاجتماعية الأخرى”.

شارك في المنتدى خبراء دوليون من مختلف الاختصاصات ورجال أعمال كما حضرة ممثلون عن السفارة السورية في موسكو وخبراء وشخصيات اجتماعية وإعلاميون روسيون وسوريون

سيريا ديلي نيوز


التعليقات