لم تخرج عمليات التقييم التي تجريها وزارة الصناعة ضمن مؤسساتها وشركاتها عن شكلها التقليدي من جهة الطاقات الإنتاجية المتاحة لخطوط الإنتاج وكيفية اعتمادها أصولاً، بغية تحقيق الاستغلال الأمثل للعملية الإنتاجية، فلا تزال بعض اللّجان الفنية المشكلة لدراسة الواقع التقييمي لهذه المؤسسات والشركات تعتمد بتقييمها على بعض المؤشرات الإنتاجية والمالية دون احتساب نقطة التعادل، وذكر الإيرادات الإجمالية دون ذكر للأرباح الصافية، الأمر الذي يعكس واقع هذه المؤسسات من ترهل وتكلس مالي يؤدي بالنتيجة إلى فساد مبطن.
وما يسجل على عمل هذه اللجان أيضاً هو تكرار ذكر المشاريع الاستثمارية ضمن خطط تلك المؤسسات، منها إحداث معمل السيرومات باللاذقية، والمعد منذ 6 سنوات على الأقل، وما يؤكد صحة ذلك ما تناوله التقرير التقييمي للشركة العربية للأدوية تاميكو من ضرورة وضع مشروع تنفيذ معمل السيرومات المزمع تنفيذه في اللاذقية ضمن خطة المؤسسة خلال العام الحالي، حيث أغفل التقرير العقبات التي تواجه انطلاقة هذا المعمل، مبيّناً قيمة الإنتاج المحقق للعام الفائت والبالغة 2.13 مليار ليرة، حيث حققت معدلات تنفيذ في الخطة التسويقية والإنتاجية نسبة 95 % كما بين التقرير ضرورة إحداث معمل إنتاج أدوية في السويداء.
خبير صناعي أكد ضرورة انصراف هذه اللّجان إلى العمل على إزالة العقبات التي تواجه تنفيذ بعض المشاريع الصناعية ومنها معمل للسيرومات، حيث إن هذا المشروع يواجه مشكلة تأمين الأرض التي يمكن أن يُبنى عليها المعمل، ولاسيما أن دراسة الجدوى الاقتصادية لإقامة هذا المعمل تقدر تكلفته الإجمالية بنحو 4 مليارات ليرة سورية، موضحاً أن المعمل المراد إحداثه حصل على الموافقات الرسمية من هيئة تخطيط الدولة والتعاون الدولي ووزارة المالية، وأنه تمّ إنجاز دفاتر الشروط الفنية الخاصة بالمشروع بالصيغة النهائية، كما تمّ إنجاز دفاتر الشروط المالية والقانونية من قبل اللجنة المشكلة في المؤسسة العامة للصناعات الكيمائية. مبيّناً أنه رغم ما يميّز تاميكو من توفر خبرات إنتاجية وفنية في مجال الصناعة الدوائية والسمعة الجيدة لمنتجاتها، إلا أنها تعاني من ضعف السيولة المالية لإعادة تأهيل الآلات والمعدات من جهة، وتنفيذ خططها الاستثمارية من جهة أخرى، وعدم القدرة على إنتاج أصناف ومستحضرات دوائية “أجيال جديدة” ضمن الظروف الراهنة بسبب عدم توفر البنية التحتية اللازمة في موقع الشركة الحالي من جهة ثالثة. ما يتوجب بالنتيجة على هذه اللجان المشكلة لدراسة الأخذ بعين الاعتبار معوقات تنفيذ المشاريع والعمل على حلها قبل فوات المنفعة من إحداثها.