ازدحامٌ شديد و إغلاقٌ للطرقات.. تعطيل أعمال و تأخير الدمشقيين عن أشغالهم، سيارات مفيّمة فارهة تُظهر أن مُستقلّيها يعيشون برفاهية ليست موجودة لدى السوريين في الوقت الحالي.. إنهم أعضاء مجلس الشعب السوري و "ممثلي" هذا الشعب كما يدّعون.

يسألُ أحد المواطنين عن سبب الازدحام الشديد في مركز العاصمة، ليأتيه الجواب سريعاً :"هناك جلسة تعقد الآن في مجلس الشعب".. الجلسة التي قد تدوم لساعات و قد تضم وزراء الحكومة و رئيسها، ليخرجوا منها كما دخلوا دون أي إنجاز أو حتى تصريحٍ يدلون به إلى هذا المواطن، الغير منتظر منهم أي شيء أساساً.

ذات الجلسات التي ينام بها من ينام، و يلعب "الكاندي كراش" من يريد أن يلعب، و المليئة بالخطابات التي تُعقد في معظم الأيام بعيداً عن عدسات الإعلام، و كأنّ الأعضاء باشروا بشكل حقيقي بوضع حلول لإنهاء الأزمة السورية، و لا يرغبون بالإفصاح عن كيفية حل أزمات الشرق الأوسط.

انتخابات مجلس الشعب هي الطريقة الوحيدة لكي يعلم المواطنون من هم هؤلاء الأعضاء، و أيضاً ليتلقى هؤلاء المواطنين الوعود بالتغيير نحو الأفضل و تمثيلهم و نقل أصواتهم و معاناتهم إلى الحكومة بغية إيجاد الحلول، إلا أن الناجحين بالانتخابات التي شارك بها الشعب _لعلّها تحدث تغييراً_، يختفون بشكل كامل عن الشارع فور إعلان نجاحهم، معلنين سُباتهم ذو السنوات الأربعة حتى الانتخابات المقبلة.

لم يمرّ على المواطن منذ قبل الحرب و حتى الآن أي إنجاز ساهم به مجلس الشعب بشكل مباشر أو غير مباشر، باستثناء الظهور على وسائل الإعلام الحكومية و التحاليل السياسية التي اكتفى الشعب من سماعها مكررة على مدة ستّ سنواتِ أزمةٍ أرهقت البشر و الحجر.

و السؤال هنا : هل يستطيع أحد المواطنين ذكر أسماء خمس أعضاء في مجلس الشعب السوري؟ و هل سمع أحدٌ عن مواطن لجأ إلى هذا المجلس يشتكي همومه؟.

هل يستطيع هذا البرلمان ذكر إنجاز واحد قام به لـ "يَقلع عين" المواطن الحالم بإيجاد من ينقل صوته؟.. لا إجابة عن هكذا أسئلة على المدى المنظور، و بغض النظر عن عدم قيام البرلمانيين بوظيفتهم الحقيقة، لا يُطالب المواطن منهم اليوم إلا عدم عرقلة سيره و أعماله اليومية، مفضلاً بقاءهم في بيوتهم، دافئين مرتاحين.

 

سيريا ديلي نيوز


التعليقات