«سبعة بلمعة» «اجت نقطعت» وغيرها من مصطلحات درج استخدامها مؤخراً بين المواطنين سخرية منهم على وضع الكهرباء المتردي، والذي وصفه البعض بأنه «الأسوأ» على الإطلاق، فقد زادت ساعات القطع في معظم المناطق، فضلاً عن أعطال أدت لقطع التيار لأيام متواصلة في مناطق أخرى، الأمر الذي قابله تبرير حكومي مكرر ووعود مطاطة بالتحسن في الفترة القادمة!..

ساعتان وزيادة !!

وزاد عدد ساعات التقنين في معظم مناطق دمشق وريفها، وأصبح 5 ساعات قطع مقابل ساعة واحدة فقط وصل، بعد أن كانت 4 فصل مقابل 2 وصل، وسبق ثبات الوضع النسبي على التقنين لـ5 ساعات، حالةٌ من الفوضى وانعدام انتظام وقت وصل وفصل التيار، حيث عاشت عدة شوارع بدون كهرباء لساعات وصلت حد العشر ساعات متتالية في منطقة المزرعة، وكذلك مساكن برزة والزاهرة وركن الدين ودمر وضاحية قدسيا، وبعض أحياء المزة وغيرها.

ومع تطبيق تقنين 5بـ1، أصبح تأمين الكهرباء خلال اليوم الواحد يقتصر على 4 ساعات في الـ24 ساعة، ساعتان منها فقط في النهار، الأمر الذي أثار استياء الناس من قلة فترة توفير الكهرباء، حيث لا يكفي لإنجاز أعمال المنزل التي تحتاج للطاقة الكهربائية، إضافةً لتضرر الأجهزة الكهربائية جراء ضعف التيار عند وصوله، وعدم قدرتها على الإقلاع والعمل، فضلاً عن الانقطاع المتكرر، خلال فترة الوصل، وما يسببه من أعطال بالأجهزة الكهربائية، في حال بقيت موصولة على التيار مباشرة دون حماية.

أعطال وأمراض

ويعتبر توفر الكهرباء أمراً حساساً في فصل الشتاء، إذ تعتمد فئة لا بأس بها من الناس على التدفئة الكهربائية، مع غياب وسائل التدفئة الأخرى، وصعوبة تأمين المازوت أو الغاز لهذا الغرض، لكن ازدياد ساعات التقنين بشكل كبير، ساهم بانتشار الأمراض وخاصة بين الأطفال، بسبب البرد الشديد داخل المنازل، حيث أكد أحد الأطباء في منطقة ركن الدين لجريدة (قاسيون)، فضل عدم ذكر اسمه: أن «أعداداً متزايدة من الأطفال المصابين بنزلات البرد والإسهال، جاؤوا إليه خلال الأسبوع الأخير، ولا يقل عدد الحالات في اليوم الواحد عن 6 حالات».

ومن جهة ثانية، لا تزال تغذية بعض مناطق دمشق بالمياه تتم عبر جدول توزيع يومي، نظراً لعدم انتهاء عمليات الصيانة والإصلاح في نبع الفيجة، وبالتالي تعيش تلك المناطق معاناةً مستمرةً ومضاعفة، مع عدم توازي ساعات توفر المياه وتوفر الكهرباء، رغم الوعود الحكومية بالتنسيق في هذا السياق.

ومع طول مدة التقنين لفترات غير معتادة، تعيش بعض المناطق، مثل: منطقة التجارة وما يجاورها  من أحياء مرتبطة بمحطة الزبلطاني، أوضاعاً صعبةً حيث تعاني من عطل مستمر في الكهرباء أدى لانقطاع التيار لمدة وصلت حدود الأسبوع، كذلك كان الأمر في منطقة النهضة والقوس بجرمانا في ريف دمشق إذ انقطع التيار لعدة أيام متتالية نتيجة عطل ما.

ومن جهتهم، أجمع عدد من المواطنين، على أن «الوضع الحالي للكهرباء هو الأسوأ منذ بدء الأزمة»، مطالبين المسؤولين باحترام عقولهم، و«إيقاف الوعود بتحسن وضع التيار في الفترة القادمة، أي خلال الربيع حيث يتحسن الطقس وتقل الحاجة للتدفئة، وليس تحسن أداء العاملين في القطاع أو تأمين مستلزماته من الفيول..»، متسائلين «لماذا لا يتم تأمين الفيول قبل نفاده والوصول إلى هذه المرحلة؟؟».

التقنين لم يزد.. ولكن!

بالمقابل، كانت مبررات المسؤولين محفوظة عن ظهر قلب، ففي تصريح إذاعي حديث، أكد مدير شركة كهرباء دمشق نور الدين أبو غرة أنه: «لا توجد زيادة في ساعات التقنين، لكن التنسيق الحاصل مع مؤسسة المياه بغية توفير التيار الكهربائي خلال ساعات ضخ المياه لأحياء دمشق تؤدي إلى قطع الكهرباء عن بعض الأحياء وتوفيرها لأخرى»

وعزا مدير شركة كهرباء دمشق سبب الانقطاع المتكرر خلال ساعات تزويد الكهرباء بأنه «حماية ترددية، تؤدي لقطع الكهرباء عند تجاوز الأحمال لحد معين في ظل محدودية الكميات المولدة»؟

وأضاف أبو غرة: أن «تطابق برنامجي التقنين المائي والكهربائي خلال أزمة المياه وصل لحدود 85%، لكن بعض الأعطال، والأسباب الفنية تعيق توفير التيار الكهربائي وفقاً لبرنامج المياه».

وبحسب أبو غرة، فإن التقنين الحالي المطبق هو 4 ساعات قطع مقابل 2 تزويد تبعاً للكميات المولدة وكميات الفيول، التي تؤمنها وزارة النفط، في حين تناقلت شبكات إخبارية على مواقع التواصل الاجتماعي، تصريحات لمصادر لم تكشف هويتها: أنه تم  زيادة ساعات التقنين في ريف دمشق، وبعض مناطق دمشق إلى 5 ساعات قطع مقابل ساعة وصل، مؤكدةً أن هذا «الوضع سيكون لعدة أيام فقط بانتظار وصول بواخر الفيول».

ولا يقتصر سوء وضع الكهرباء على دمشق وريفها، بل تعاني العديد من المناطق في المحافظات من الحال السيئ ذاته، مثل: السلمية، والسقيلبية في حماه، واللاذقية، حيث تعيش المدينة تقنيناً يتجاوز الخمس ساعات مقابل ساعة وصل.

سيريا ديلي نيوز


التعليقات