ﺑﻴّﻦ ﺍﻟﺪﻛﺘﻮﺭ “ ﺯﻳﺎﺩ ﺯﻧﺒﻮﻋﺔ ” ‏( ﻣﻦ ﻛﻠﻴﺔ ﺍﻻﻗﺘﺼﺎﺩ ﺑﺠﺎﻣﻌﺔ ﺩﻣﺸﻖ ‏) ﺃﻥ ﺍﻷﺳﺮﺓ ﺍﻟﻤﺘﻮﺳﻄﺔ ‏( ﺧﻤﺴﺔ ﺃﻓﺮﺍﺩ ‏) ﻛﺎﻧﺖ ﺗﺤﺘﺎﺝ ﺇﻟﻰ 13000 ﻝ . ﺱ ﺷﻬﺮﻳﺎً ﻗﺒﻞ ﺍﻷﺯﻣﺔ، ﻓﺄﺻﺒﺤﺖ ﺣﺎﻟﻴﺎً ﺗﺤﺘﺎﺝ ﺇﻟﻰ 147 ﺃﻟﻒ ﻟﻴﺮﺓ ﺳﻮﺭﻳﺔ ﺷﻬﺮﻳﺎً ﻟﺘﻜﻮﻥ ﻋﻨﺪ ﺧﻂ ﺍﻟﻔﻘﺮ ﺍﻟﻌﺎﻟﻤﻲ، ﻋﻠﻤﺎً ﺃﻥ ﻣﺘﻮﺳﻂ ﺭﻭﺍﺗﺐ ﺍﻟﻌﺎﻣﻠﻴﻦ ﻓﻲ ﺳﻮﺭﻳﺎ ﻛﺎﻥ ﻳﺒﻠﻎ 16000 ﻝ . ﺱ ﻭﺍﻵﻥ ﺃﺻﺒﺢ ﻳﺒﻠﻎ ﻧﺤﻮ 28 ﺃﻟﻒ ﻟﻴﺮﺓ ﺳﻮﺭﻳﺔ ﻓﻘﻂ، ﻋﻠﻤﺎً ﺃﻥ ﻫﺬﻩ ﺍﻷﺳﺮﺓ ﻛﺎﻧﺖ ﺃﻋﻠﻰ ﻣﻦ ﺧﻂ ﺍﻟﻔﻘﺮ ﺑـ 3000 ﻝ . ﺱ ﻭﻗﺪ ﺃﺻﺒﺤﺖ ﺍﻵﻥ ﺗﺤﺖ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺨﻂ ﺑـ 119 ﺃﻟﻒ ﻟﻴﺮﺓ ﺳﻮﺭﻳﺔ .

ﻭﺧﻠﺺ ﺇﻟﻰ ﺃﻥ ﺭﺍﺗﺐ ﺍﻟﻤﻮﻇﻒ ﺍﻟﻤﺘﻮﺳﻂ ﻳﺠﺐ ﺃﻥ ﻳﻜﻮﻥ ﻓﻲ ﺍﻟﻮﻗﺖ ﺍﻟﺤﺎﻟﻲ ﺑﺤﺪﻭﺩ 180 ﺃﻟﻒ ﻟﻴﺮﺓ ﺳﻮﺭﻳﺔ ﺷﻬﺮﻳﺎً ﻟﻜﻲ ﻳﺘﻤﻜﻦ ﻣﻦ ﺍﻟﻌﻴﺶ ﺿﻤﻦ ﺍﻟﻈﺮﻭﻑ ﺫﺍﺗﻬﺎ ﺍﻟﺘﻲ ﻛﺎﻥ ﻳﻌﻴﺸﻬﺎ ﻗﺒﻞ ﺍﻧﺪﻻﻉ ﺍﻟﺤﺮﺏ، ‏( ﺑﺎﻓﺘﺮﺍﺽ ﺃﻥ ﺍﻟﺪﻭﻻﺭ ﻛﺎﻥ 46 ﻭﺃﺻﺒﺢ 515 ‏) ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺤﺴﺎﺏ ﻳﻨﻄﺒﻖ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻤﻨﺎﻃﻖ ﺍﻟﻮﺍﻗﻌﺔ ﺗﺤﺖ ﺳﻴﺎﺩﺓ ﺍﻟﺪﻭﻟﺔ ﻭﻻ ﻳﻨﻄﺒﻖ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻤﻨﺎﻃﻖ ﺍﻟﺴﺎﺧﻨﺔ ﺃﻭ ﺍﻟﻤﺤﺎﺻﺮﺓ ﺣﻴﺚ ﺗﺘﻔﺎﻗﻢ ﺍﻷﻣﻮﺭ ﺃﻛﺜﺮ ﻣﻦ ﺫﻟﻚ ﺑﻜﺜﻴﺮ .

ﻭﻳﻼﺣﻆ ﺯﻧﺒﻮﻋﺔ ﺃﻥ ﺍﻹﻧﻔﺎﻕ ﺍﻻﺳﺘﻬﻼﻛﻲ ﻟﻠﻄﺒﻘﺔ ﺍﻟﻮﺳﻄﻰ ﻗﺒﻞ ﺍﻷﺯﻣﺔ ﻛﺎﻥ ﺣﻮﺍﻟﻲ %50 ﻭﻧﺴﺒﺘﻬﻢ ﻣﻦ ﺍﻟﺴﻜﺎﻥ .%60 ﻫﺬﺍ ﻣﺆﺷﺮ ﻋﻠﻰ ﺃﻥ ﺍﻟﻄﺒﻘﺔ ﺍﻟﻮﺳﻄﻰ -ﺣﺘﻰ ﻗﺒﻞ ﺍﻷﺯﻣﺔ – ﻟﻢ ﺗﻜﻦ ﺑﺄﺣﺴﻦ ﺃﺣﻮﺍﻟﻬﺎ ﻭﺟﺎﺀﺕ ﺍﻷﺯﻣﺔ ﻓﺰﺍﺩﺕ ﺍﻟﻄﻴﻦ ﺑﻠﺔ .

ﻭﺑﻴﻦ ﺃﻧﻪ ﻣﻊ ﺑﺪﺍﻳﺔ ﺍﻷﺯﻣﺔ ﺑﺪﺃ ﺍﻧﻬﻴﺎﺭ ﺍﻟﻄﺒﻘﺔ ﺍﻟﻮﺳﻄﻰ، ﻭﺻﺎﺣﺒﻪ ﺃﻣﺮ ﺁﺧﺮ ﻻ ﻳﻘﻞ ﺧﻄﻮﺭﺓ ﻭﻫﻮ ﺣﺪﻭﺙ ﺗﺤﻮﻝ ﻧﻮﻋﻲ ﻓﻲ ﺍﻟﻄﺒﻘﺔ ﺍﻟﻮﺳﻄﻰ ﻭﺻﻔﻪ ﺑﺎﻟﺘﺸﻮﻩ ﻟﻬﺬﻩ ﺍﻟﻄﺒﻘﺔ ﻭﺫﻟﻚ ﺑﻤﻞﺀ ﻓﺮﺍﻍ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻄﺒﻘﺔ ﻣﻦ ﻗﺒﻞ ﻓﺌﺎﺕ ﻣﺠﺘﻤﻌﻴﺔ ﺃﺧﺮﻯ ﻏﺮﻳﺒﺔ ﻋﻨﻬﺎ ﻭﺻﻌﻮﺩ ﺍﻧﺘﻬﺎﺯﻳﻲ ﺍﻷﺯﻣﺎﺕ ﻭﺍﻟﺤﺮﺏ ﻭﺍﻟﻤﺤﺘﻜﺮﻳﻦ ﻭﺻﻌﻮﺩ ﻣﺮﺗﺰﻗﺔ ﺍﻟﺤﺮﺏ ﻭﺍﻟﻤﺘﺎﺟﺮﻳﻦ ﺑﺪﻣﺎﺀ ﺍﻟﻤﻮﺍﻃﻨﻴﻦ ﺃﻭ ﻟﻘﻤﺔ ﻋﻴﺸﻬﻢ .

ﻭﻟﻔﺖ ﺇﻟﻰ ﺃﻥ ﻋﻤﻠﻴﺔ ﺇﻓﻘﺎﺭ ﺍﻟﻄﺒﻘﺔ ﺍﻟﻮﺳﻄﻰ ﺗﺘﺮﺍﻓﻖ ﻣﻊ ﺗﺰﺍﻳﺪ ﻣﻨﺎﻓﻊ ﺷﺮﻳﺤﺔ ﺍﻟﻄﻔﻴﻠﻴﻴﻦ ﻭﺃﻣﺮﺍﺀﺍﻟﺤﺮﺏ ﺍﻟﻤﺴﺘﻔﻴﺪﻳﻦ ﻣﻦ ﺍﻷﻭﺿﺎﻉ ﺍﻟﺮﺍﻫﻨﺔ ﻭﺍﻟﺬﻳﻦ ﺃﺻﺒﺤﻮﺍ ﻳﺤﻮﺯﻭﻥ ﺟﻞ ﻣﻘﺪﺭﺍﺕ ﻭﺛﺮﻭﺍﺕ ﺍﻟﺸﻌﺐ ﺍﻟﺴﻮﺭﻱ ﻭﻳﺴﺨﺮﻭﻧﻬﺎ ﻟﻤﺼﺎﻟﺤﻬﻢ، ﻭﺑﺤﺴﺐ ﺗﻘﺎﺭﻳﺮ ﺩﻭﻟﻴﺔ ﺃﺻﺒﺤﺖ ﻧﺴﺒﺔ %20 ﻣﻦ ﺍﻟﺴﻜﺎﻥ ﻭﺍﻟﻤﺘﺴﻠﻘﻴﻦ ﺍﻟﺠﺪﺩ ﻳﺤﻮﺯﻭﻥ ﻋﻠﻰ ﺃﻛﺜﺮ ﻣﻦ %85 ﻣﻦ ﺍﻟﺪﺧﻞ ﺍﻟﻘﻮﻣﻲ ﻣﻊ ﺍﺯﺩﻳﺎﺩ ﺣﺎﻻﺕ ﺍﻟﻌﻨﻒ ﻭﺗﺂﻛﻞ ﺍﻟﻄﺒﻘﺔ ﺍﻟﻮﺳﻄﻰ ﺍﺣﺘﻠﺖ ﻣﻜﺎﻧﺘﻬﻢ ﻭﻟﻸﺳﻒ، ﻛﺘﻠﺔ ﻣﻦ ﺍﻷﺛﺮﻳﺎﺀ ﺍﻟﺠﺪﺩ ﻛﺄﻣﺮﺍﺀ ﺍﻟﺤﺮﺏ .

سيريا ديلي نيوز


التعليقات