نحت اسمه على مدى ستة عقود جمع مابين الزمن المكنى بالجميل وراهن متهم بالانحطاط... ولأهمية تجربته المتنوعة والمغرية في التداول والبحث والدراسة والرصد، كونها تجربة لا تزال تنضح وتعطي المزيد والمتميزة والمواكبة والبناءة ولأنه عبّر بغنائياته، فاحتفى بالوطن والقضية وكذلك الحب والإنسان والخير والحق والجمال فكانت هذه الأمسية كمحاولة لتوثيق ما يمكن من حواشي وهوامش من شأنها أن تضيء على تجربة نظمي عبد العزيز.... وذلك في ثقافي أبو رمانة في العاصمة السورية دمشق، بحضور نخبة من الفنانين والمثقفين السوريين. ملهم الصالح صحفي وناقد: "هو الأب لفنانتين /الممثلة ريم والمطربة سمر/، الأمسية ليست أمسية تكريم وإنما أمسية نحاول من خلالها تسليط الضوء على تجربة نظمي عبد العزيز أحد رواد الأغنية السورية، فهو من أهم كتاب الأغنية السورية جيل الستينات كصالح الهواري، لديه ميزة نادرة أنه ذهب للأغنية بالفصحى وبالزجل، إضافة إلى أنه يعتمد على التلقائية في كتابة القصيدة، يعتمد الجمال كمدخل للحديث عن القيم الأخلاقية وأداة للإقناع كما فعل في /تيهي صبا/، استخدم المعاناة ليلامس قلبك بشعره /شو بيصعب علي .../ كما أنه تحدث بلسان المرأة /سأكتب عنك الكثير والكثير../، فهو شعر بأن المرأة لم تأخذ فضاءها الأوسع لتقول كل ما لديها، و لعب دور العاشق والمتيم والهائم في الجمال والمرأة ويعتبرها معادل موضوعي وذاتي". لحن له أكثر من ثلاثين ملحن وغنى له ما ينوف عن تسعين مطرب ومطربة، سجلت أعماله في إذاعة حلب ودمشق والتلفزيون السورية وعدد من إذاعات بعض الدول العربية /الأردن - العراق - تونس - ليبيا - إذاعة صوت العرب في مصر/. بحكم عمل والده ترعرع في إدلب واحتضنت بداياته الفنية، له في المسرح ما يزيد عن عشرين عمل، عاد إلى حلب التي ولد فيها عام 1936م وانضم إلى إذاعتها، أسس مع الراحل الملحن عدنان أبو الشامات ومجموعة من الفنانين فرقة للاستعراضات الغنائية والتراثية، قدم عدد من البرامج في إذاعة حلب /لحظات مرحة - وحكايات من بلدي/. شارك في عدد من المسلسلات السورية /خان الحرير - الثريا/، كرمته أكثر من جهة رسمية وثقافية وفنية /مديرية حلب - نقابة الفنانين في دمشق - معهد حلب للموسيقا والهيئة العامة للإذاعة والتلفزيون عام2001/. أصدر مجموعته الشعرية الوحيدة "عنوان كل قصائدي عيناكي" وقد حصدت أشعاره الغنائية المرتبة الأولى في أكثر من مهرجان ومسابقة، ستون عاما من الشعر إنها غنائيات نظمي عبد العزيز... شاعر الأغنية السورية ونبعها.... من قصائده: "وحين تجيء حبيبي إليّ وتملؤ شمس الهوى مقلتي.... ألملم شوقي لأحكي حديثا فيسقط قلبي على شفتي يصافح عمرا بعيني جاءت كعيد الضياء تطل عليّ فتفرش كل الدروب حكايا من الحب نورا وعطرا وفيء حملت من البعد ما تشتهي ورودا ولهفة حب صبي وألقاك ينسى الكلام الكلام وأي كلام فأنت حديثي وليس سواك لدي".

سيريا ديلي نيوز - راما قضباشي


التعليقات