تصدرت كلمات أغنية السيدة فيروز لسان حال واجهات محال الصاغة في دمشق، واستبدل الناس كلمة”الورد” في ذات الأغنية، ليقولوا “وغالي السعر غالي”، ولا تطاله يد إلا الندرة القليلة من ميسوري الحال في ظروف تحياها بلادٌ أنهكتها الحرب.

و بات المواطن يغير في أولويات طقوس زواجه، ليغدو الذهب طقساً ثانوياً، فبعد موجة النار في الغلاء والتي أذابت سبائك قلوب الكثيرين، أصبحت الحُلي الأخرى ملاذاً لجأ إليه الكثيرون ممن لم يتخلوا عن إحدى أهم تقاليد الزواج في منظورهم.

أُطلقت سابقا كثيرٌ من التسميات على الحُلي المزخرفة المعاصرة “كالروسي،الايطالي، والهندي” واليوم احتل البرازيلي حضورا شاسعا كما وصفته “ضحى”ذات الثلاثين عاماً، لتلفزيون الخبر ، قالت ناظرةً إلى واجهة المحل:لم تعد الإمكانيات تسمح بأن اشتري الذهب الخالص .

وأكملت” يوجد منه ألوان وموديلات “مودرن” وفق وصفها، والأهم أسعاره المقبولة، خالفتها في ذلك زبونة أخرى في محلٍ آخر لتقول لتلفزيون الخبر: حتى الذهب البرازيلي أسعاره مرتفعة، سابقاً كنت اشتري الخاتم ب300 ليرة، حالياً يصل سعره ل 4000 ليرة.

وقال إياد الذي يصطحب خطيبته وهما يختاران محبساً للخطوبة:” شو يعني إذا الدهب غالي ما منخطب ؟” وتابع :انتظرت طويلاً حتى تتحسن أوضاعي وأتمكن من خطوِ هذه الخطوة، لكن الأمر طال، ولم يمانع أحد من إتمام الخطوبة بمحبس ذهب برازيلي ريثما تفرج الحال”.

وذكر” حسام” بائع في أحد محال الذهب البرازيلي لتلفزيون الخبر: “أن الذهب البرازيلي مصاغٌ يمكن أن يكون بديل عن الذهب الخالص لسد ثغرة العادات والتقاليد، و إن أفكاره شبيهة جداً لأفكار الذهب الخالص في الأشكال والحركات بحسب وصفه، وألوانه لا تتغير، أما من حيث القيمة فكل المعايير تختلف.

وتابع “كل يوم يأتي عروسين كحد أدنى ،و كثيرات من الزبائن يأتين لشراء آخر صيحات الذهب البرازيلي الذي تختلف مصادره لكنها في الختام تصب في مصدرٍ ومنشأٍ واحدٍِ هو “الصيني” لكن تجديداً للأفكار والتسميات ومن أجل الترويج يطلق عليه البرازيلي.

وقال بائع آخر: يُقلد الذهب البرازيلي في أشكاله أرقى ماركات الألماس وذكر منها مثالاً “البولغاري” التي يوجد كثيراً مما يشابهها في خواتم وعقود البرازيلي وفق التسمية.

وأشار إلى أن سعرطقم الذهب البرازيلي يصل كحدً أقصى إلى ثلاثين ألفاً،بينما يصل سعر الذهب الخالص اليوم إلى مليوني ليرة “نفس الترتيب” كما قال.

وأضاف أغلى سعر لمحبس البرازيلي يصل لعشرة آلاف ليرة، بينما المحبس بنفس المواصفات من الذهب الخالص يصل سعره ل 250 ألف ليرة، المختلف هنا هو القيمة الشرائية “لكن القلوب رضيانة” .

يشار إلى أن موجة الغلاء العاتية التي عاشها المواطن السوري تزامناً مع الحرب جعلته يؤمن بمقولة “الحاجة أم الاختراع” ليبتكر أساليب وطرق جديدة ساعدت نوعاً ما في خلق تواصلٍ مع ما اعتاده سابقاً قبل الحرب.

 

سيرياديلي نيوز


التعليقات