قبل أوقات الذروة وبعدها يتنشر مئات المواطنين ،كالمشردين الذين ينتظرون يدا تمتد إليهم لتعينهم وتنشلهم من ضيقهم، لكن في البرامكة الوضع يختلف، إذ ينتظر هؤلاء المواطنون مزاجية سائق، ربما يعطف عليهم ويغير رأيه وينقلهم إلى مناطقهم، المشكلة تكمن في أن أغلب السرافيس لا تتقيد بمسار خطها المحدد من قبل إدارة المرور، فمثلا سرافيس برامكة جديدة أغلبها يقوم بالعمل على استراد مزة آداب، فمن وجهة نظر السائق ليس مضطرا للذهاب إلى الجديدة بأجر يماثل ما يأخذه في مسافة قصيرة، وهنا يخلق مشكلة كبيرة تتمثل في عدم تأمين الركاب إلى الجديدة ،مما يدفع بقسم كبير مضطر للذهاب إلى بيته ربما يكون مريض ليستقل تكسي أجرة، وهنا يبدأ المشهد الآخر بالابتزاز من قبل سائق التكسي، كذلك الأمر بالنسبة لسرافيس مزة( 86خزان) فإنهم يغادرون البرامكة ،ليأخذوا بقعة في الشيخ سعد جانب بزورية الحفار كراجا لهم ،مما يجعل من راكب مزة خزان يدفع ضعف الأجرة سواء في الذهاب إلى المزة أو الخروج منها وهذا غيض من فيض، اللافت للأمر أن النساء الجميلات أوفر حظا ،فالقسم الاكبر من السائقين مستعد لتغير خطه لأجل صبية جميلة، ودائما المقاعد الامامية جانب السائق محجوزة لكي تجلس بجانبه صبية أو اثنتين ،وتبدأ مرحلة جديدة في الأمور اللاأخلاقية من قبل بعض السائقين، وبعض ممن يرتاد بجانبه. لوجهات النظر بين ثلاثية القضية (شرطي ،ومواطن، وسائق) اختلافات جوهرية كل يبني موقفه من خلال مصلحته ،فعناصر المرور في البرامكة قالوا بالنحرف إن المشكلة تكمن في المواطن الذي لا يقدم شكوى ،وبعضهم عندما يقدم شكوى يأتي ويتوسط لدينا بل وفي أوقات كثيرة يقوم بالترجي لكي لا نخالف، ونحن لا نستطيع أن نحل المشكلة دون التعاون، وأما بعض المواطنين قالوا "خليها تطلع من غيري مابدي اقطع برزق هالانسان يصطفل منو لربه والبعض الآخر قال بعض السائقين زعران قد يضطرون لأذيتنا الجسدية " بينما كان للسائقين وجهة نظر مختلفة من ذلك ،بحجة أن تكلفة الحصول على الوقود من حيث المال والوقت ازدادت ،بالإضافة إلى أن قطع الغيار والتصليح قد تضاعفت عشرات المرات ،وإضاعة الوقت على الحواجز الموجودة في المناطق التي يذهبون إليها تدفعهم لاختصار المسافة متغافلا هذا السائق او ذاك أن ثمن آليته تضاعف أيضا عدة مرات وبات يملك شيئا قيما مقارنة بالمواطن الذي لا يملك إلا القليل. ربما هي حجج واهية وربما للمواطن دور في هذه الأزمات ولكن بعد 6سنوات من عمر الحرب تبين أن هنالك يد خفية لها مصلحة في إفتعال الأزمات والمواطن شريك فيها بصورة مباشرة أوغير مباشرة وتبقى الدولة هي الضامن الوحيد والعادل للجميع لذلك نأمل من أصحاب الضمائر الحية أن تعود من جديد لتعيد لكل ذي حق حقه .

سيرياديلي نيوز - سامر البشلاوي


التعليقات