برعاية رئيس مجلس الوزراء المهندس عماد خميس افتتحت في محافظة اللاذقية اليوم جامعة المنارة أحد مشاريع الأمانة السورية للتنمية التي تشكل صرحا تعليميا جديدا ينضم إلى الجامعات السورية الأخرى في مسيرة العلم والمعرفة وذلك خلال حفل أقيم بمقرها المؤقت في المشروع العاشر بمدينة اللاذقية.

وأعلن وزير التعليم العالي الدكتور عاطف نداف في كلمة له خلال حفل الافتتاح.. “إن افتتاح الجامعة هذا الصرح الحضاري يأتي ردا على الحرب الإرهابية التي تتعرض لها سورية وأرادت أن تعيدها آلاف السنين إلى الوراء ..إلى عصور التخلف والانحطاط الفكري والاجتماعي والاقتصادي نتيجة بوادر انتعاشها وتميزها التي بدأت تظهر على المستوى المحلي والعالمي”.

وأضاف.. إن “الدور الفاعل للمؤسسات الأهلية وعلى رأسها الأمانة السورية للتنمية التي تعمل من خلال افتتاح هذه الجامعة على إعداد الجيل وتعزيز الرأسمال البشري للحفاظ على الهوية الوطنية وليكون قادرا على إعادة إعمار بلده” معربا عن ثقته بأن “جامعة المنارة ستكون شعلة أمل متقدة ومنارة للجميع ومثالا حيا على المساهمة في الصالح العام وبناء الاقتصاد الوطني وبناء الإنسان”.

وأكد نداف أن افتتاح الجامعة رغم الحرب التي تشن على سورية يحمل رسالة بأن السوريين “باقون وصامدون ومستمرون في بناء العقل والقدرات والطاقات”.. مبينا أن الدعم المتواصل للسيدة أسماء الأسد رئيسة مجلس أمناء الأمانة السورية للتنمية التي كانت ولا تزال ترعى وتهتم بهذا الصرح اهتماما أساسيا.. أسهم في أن تبصر هذه الجامعة النور وأن تكون على هذا المستوى الحضاري والعصري”.

وقال رئيس جامعة المنارة الدكتور محمد ماهر المجتهد ..”إن افتتاح جامعة المنارة يشكل صرحا تعليميا جديدا يضاف إلى الجامعات السورية لإكمال مسيرة العلم والمعرفة وترسيخ صمود سورية في وجه كل الصعوبات ..هذا البلد الذي أبى إلا أن يبقى شامخا بشموخ شعبه وجيشه وقيادته”.

وأضاف..يأتي هذا الافتتاح لنثبت للعالم أجمع ثوابت أبناء شعبنا ولنؤكد من خلال لحمتنا الوطنية قدرتنا على إعادة بناء ما دمرته هذه الحرب الغاشمة بثوابت وطنية وبقراءة مستنيرة لملامح وتحديات ومتطلبات المرحلة القادمة وبرؤية مستقبلية رسمت معالمها الأمانة السورية للتنمية ممثلة بالسيدة أسماء الأسد رئيسة مجلس أمناء الأمانة السورية للتنمية وبمشاركة من أصحاب الأيادي البيضاء.

وقال.. تتجسد رؤية الجامعة في توجيه العملية التعليمية نحو خدمة المجتمع من خلال تخريج كوادر تتميز بقدرات ومهارات متعددة حيث ترتكز الجامعة على اتباع الأسس المعيارية لقواعد الاعتمادية الدولية في مجال التعليم العالي بالتعاون مع مؤسسات دولية متخصصة في هذا المجال كما قامت بإبرام اتفاقيات تعاون مع مجموعة من الجامعات السورية والعربية والدولية المرموقة أهمها جامعتا دمشق وتشرين السوريتان والبلمند اللبنانية فضلا عن توقيع مذكرات تفاهم أولية للربط مع مجموعة الجامعات الأوروبية-الأميركيولاتينية والشروع بعقد اتفاقيات تعاون مع عدد من الجامعات والمؤسسات الأكاديمية في دول أخرى ككندا والصين وروسيا.

وبين أن الجامعة تعتمد منهجية تجمع بين المعرفة والخبرة العملية وذلك من خلال الانتقال المدروس من أسلوب التعليم التقليدي إلى التفاعلي حيث افتتحت عدة اختصاصات كالصيدلة وهندسة العمارة وهندسة الميكاترونكس والإدارة المالية والمصرفية والتسويق والتجارة الالكترونية والإدارة السياحية والفندقية بينما تتحضر لطرح اختصاصات أخرى بداية الفصل الدراسي الثاني إضافة إلى تنظيم برامج تنفيذية مدروسة وربطها بمشاريع تنموية اقتصادية واجتماعية وثقافية موضحا أن تأسيس الجامعة جاء تنفيذا لتوجهات مجلس التعليم العالي بتوسيع خارطة المؤسسات الجامعية لتشمل محافظات جديدة من ضمنها اللاذقية وطرطوس واختير مقرها في منطقة البيضة بمدينة بانياس بطرطوس.

وأضاف..وضعت الجامعة طيفا واسعا من الاختصاصات العلمية الجديدة التي تفتتح للمرة الأولى على مستوى التعليم الأكاديمي منها علوم الصحة والرعاية الصحية وفنون الأداء كالتمثيل والإخراج السينمائي وغيرها من الاختصاصات التي ستطلق تدريجيا بدءا من الفصل الدراسي الثاني كما تضع الجامعة ضمن أولوياتها ربط التعليم العالي بمجتمع الأعمال الاقتصادي والصناعي والثقافي من خلال اطلاق برامج تعاون بينها وبين الفعاليات الاقتصادية والصناعية المختلفة بما يسمح لكل طرف تحقيق أهدافه ويفسح مجالات عمل واسعة لخريجيها كما سيتم تخصيص جزء من عائداتها لتطوير مرافقها وأنشطتها التعليمية والتنموية كما تقدم منحا دراسية للطلبة وذوي الشهداء والجرحى.

وفي تصريحات لـ سانا أكد محافظ اللاذقية ابراهيم خضر السالم أن المحافظة قدمت كل ما من شأنه المساعدة في إنجاح الجامعة التي تعد بمثابة تحد في وجه الإرهاب الذي تتعرض له سورية لبناء جيل جديد مسلح بالعلم والفكر.

وأوضح رئيس جامعة دمشق الدكتور محمد حسان الكردي أن جامعة دمشق ستقدم ما يلزم من الدعم اللوجستي لإنجاح مسيرة جامعة المنارة بينما لفت رئيس جامعة تشرين الدكتور هاني شعبان إلى الحرص على أن تكون علاقة جامعة تشرين مع المنارة وطيدة ولا سيما أن أول اتفاقية وقعتها الجامعة المحدثة كانت مع جامعة تشرين حيث ستضع الأخيرة خبراتها في خدمة العملية التعليمية فيها.

وأشار رئيس جامعة طرطوس الدكتور عصام الدالي إلى أن جامعة المنارة هي الجامعة الـ 22 بين الجامعات الخاصة وتسهم برفد العملية التعليمية في سورية وخاصة في ظل الظروف الحالية.

وأكد عضو مجلس الشعب فارس الشهابي وأحد المساهمين في الجامعة أن افتتاحها يعد رسالة تحد في وجه الإرهاب والتطرف ويثبت تمسك الشعب السوري بالعلم إضافة إلى كونها رد جميل لذوي الشهداء الذين ضحوا بأنفسهم فداء للوطن حيث أن من أهدافها الأساسية دعم ذوي الشهداء.

في حين بينت نائب رئيس جامعة المنارة وعميد كلية إدارة الأعمال فيها الدكتورة ليلى الطويل أن الجامعة ستعتمد في العملية التعليمية على أساس نظام الساعات المعتمدة والمراجع الأجنبية متوقعة الانتقال إلى المركز الرئيسي ببانياس خلال 3 سنوات.

وتخلل حفل افتتاح الجامعة الذي حضره أمينا فرعي طرطوس وجامعة تشرين لحزب البعث العربي الاشتراكي ومحافظ طرطوس صفوان أبو سعدى وعدد من رؤساء الجامعات العامة والخاصة وأعضاء مجلس الشعب ومديرو الجهات والمؤسسات العامة وعمداء عدد من الكليات وأعضاء الهيئة التدريسية في جامعة المنارة وطلابها عرض فيلم يوثق مراحل تأسيس الجامعة والأقسام والكليات التي تضمها والشهادات التي تمنحها لطلابها.
وكان وزير التعليم العالي اطلع على أقسام الجامعة ومرافقها وتجهيزاتها والخدمات التي توفرها للطلاب وأعضاء الهيئة التدريسية.

ويأتي افتتاح الجامعة بناء على احكام المرسوم رقم 36 لعام 2001 المتضمن تنظيم المؤسسات التعليمية الخاصة لمرحلة ما بعد الدراسة الثانوية حيث أحدثت بالمرسوم التشريعي رقم 108 لعام 2016 في مدينة بانياس بمحافظة طرطوس وتتضمن الجامعة كليات الصيدلة وعلوم الصحة والهندسة وادارة الاعمال والتصميم وفنون الأداء والآداب والعلوم على أن يتم إحداث كليات واختصاصات أخرى جديدة بعد موافقة مجلس التعليم العالي وإحداث دراسات تأهيل وتخصص ودراسات عليا “ماجستير ودكتوراه” مستقبلا.

سيريا ديلي نيوز


التعليقات