لم تتغير توقعات السوريين حول شتاء 2016-2017 عماسبق،فقد اعتادوا الأوضاع السيئة التي ترافقه من ازدياد في تقنين الكهرباء وعواجل نقص الفيول التي تسبقها تصريحات متضاربة لوزارتي النفط والكهرباء، فيما الوقود بشكل عام في ارتفاع وكذلك الأمر بالنسبة لباقي الاحتياجات المعيشية لكل مواطن سوري بحالة معيشية (بسيطة). ومع بداية شهر تشرين الثاني هذا العام بدأت أوضاع الكهرباء بالتردي ومن تقنين 3 ساعات مقابل 3 قطع، إلى تقنين 4ساعات قطع مقابل 2، وجارتها حجج وتصريحات نقص الفيول التي باتت مستهجنة و مستغربة من قبل السوريين الذين لم تختلف تساؤلاتهم على مواقع التواصل الاجتماعي( الفيس بوك) عن ماهية عدم وجود احتياطي للفيول لمثل هكذا وقت كما هو مُفترض ؟؟

وقد بيّنَ مدير عام مؤسسة توليد الكهرباء في وزارة الكهرباء "مصطفى شيخاني" في تصريح صحفي :أن نقص مادة الفيول سببه تأخر وصول الباخرات الناقلة لمادة الفيول المتعاقد عليها من الحكومة، بسبب الظروف المناخية السائدة حالياً إضافة إلى بعض الصعوبات التي تعوق وصول المادة بشكل عام جراء حالة الحظر المفروضة، كما لفتَ إلى أن وزارة الكهرباء تحتاج يومياً من الفيول لقرابة 5 آلاف طن من أجل توليد التيار الكهربائي، يتوافر منها نحو 2 _ 2.5 ألف طن يومياً، لافتاً أنه يجري استهلاك جزء من المخزون لتعويض النقص الحاصل في مادة الفيول، حيث كانت الوزارة تعمل على مدى الأشهر الماضية على دعم مخازينها وتعزيزها من الفيول لتحقيق استقرار كهربائي خلال فصل الشتاء لكون حجم الاستهلاك يتضاعف مع قدوم هذا الفصل وتدني درجات الحرارة لاعتماد شريحة واسعة من المواطنين على الكهرباء لأغراض التدفئة ما يزيد من حجم الحمولة على الشبكات وتعرضها للأضرار المتكررة. في هذا الموضوع تقول سلمى و هي موظفة وأم لثلاثة أطفال : إن الوضع المادي السيئ جعلني استثني الكثير من الاحتياجات هذا العام عن الشراء و أن الجأ الى الأشياء الاكثير أهمية كالطعام مثلا و قليل من ثياب الشتاء لأطفالي، لأنه كما يبدو انه شتاء بارد مع غلاء المازوت.. وفي وقتٍ باتت تكاليف التدفئة على المازوت في ارتفاع حيث وصل سعر 1000ليتر من المازوت إلى 200 ألف ليرة، في حين أنَّ متوسط احتياج العائلة السورية من المازوت خلال 5 أشهر من فصل الشتاء يتراوح بين 800 – 1000 ليتر، وهو رقم يفوق قدرة العائلات السورية ذوي الدخل المحدود، لذلك ف غالباً ما يحاول السوريون في الداخل البحث عن طرقٍ بديلة. حسين موظف لدى إحدى المؤسسات براتب يقل عن ال 25 ألف ليرة سورية شهرياً وهو أب ل طفلين و يقطن بالإيجار بعد نزوحه من إحدى المناطق يقول: إضافةً إلى أن الكهرباء لا يمكن الاعتماد عليها بسبب ازدياد نسبة التقنين في فصل الشتاء فإن التدفئة على مدفئة الغاز رغم مخاطرها باتت الحل الأكثر واقعية لنا، لا سيما أن الغاز متوفر مقارنة بغيره، ومن الممكن الحصول على جرّة غاز بمبلغ 3 آلاف ليرة، وهي تكفي للاستخدام الوسطي لمدّة تتراوح بين 7 – 10 أيام ليس أكثر. ولكن زيادة الطلب على التدفئة بالغاز أدى أيضاً لزيادة أسعار مدافئها، حيث ارتفعت المدفئة متوسطة الحجم من 7 آلاف ليرة قبل الحرب إلى 45 ألف ليرة اليوم في سوق الكهرباء بدمشق، بينما ارتفع ثمن المدفئة الكبيرة من 12 ألف إلى 60 ألف ليرة هذا الشتاء ما يزيد أعباء هذا الشتاء القاسي على جميع السوريين عبء.

وقد دخل الحطب على خط المنافسة كثاني مصدر للتدفئة في البيوت السورية، عقب الارتفاع لمادة المازوت فقد شهدت سوق دمشق ارتفاعات كبيرة في أسعار الحطب مقارنة بالسنين الماضية حيث ارتفع ثمن الطن الواحد من حطب الجوز الممتاز في الاشتعال، من 9 آلاف ليرة في عام 2012 إلى 55 ألف ليرة هذا الشتاء، في حين بلع سعر الطن الواحد من حطب الزيتون لذي يستمر طويلاً في الاشتعال في عام 2012 نحو 8 آلاف ليرة، بينما بلغ سعره اليوم ما بين 45 – 50 ألف ليرة، أما حطب سنديان فارتفع ثمن الطن الواحد من 8 آلاف إلى 45 ألف ليرة أيضاً، كل ذلك في كفّة أما و أن الحطب قد نشّط مهنة التحطيب الجائر وحوّل الحراج السوري إلى غابات جرداء فهو في كفة الكوارث المستقبلية التي لم يُنظر لها من عين المسؤولية حتى اليوم. كل هذا وذاك بعضٌ من ارتفاع فاحشٍ وغيرِ مقبول في الأسعار قد يجعل شتاء هذا العام باهظ الثمن على السوريين مع انعدامٍ في الوسائل البديلة إلا اللّهم المرتاحين اقتصادياً عن غيرهم .

سيريا ديلي نيوز _ رهام العلي


التعليقات