لم يكن لهيب الاندفاع للتواجد بين المواطنين، يختلف كثيرا عن ذلك اللهيب المنبعث من التنور، عندما وقف وزير التجارة الداخلية وحماية المستهلك الدكتور "عبد الله الغربي" بجانب تلك السيدة المسنة في ريف القرداحة، ممسكا بقطعة خبز من صنع يديها ،وبدأ بتناولها بشغف حيث قال لها بالحرف: "إني أنحني لما تقومين به، وأنا مستعد لتقديم كل ما تحتاجين له من مستلزمات العمل، وبأسعار رمزية بعيدة عن السوق السوداء" .

هي جولة ميدانية بامتياز شملت دعم المشروعات الصغيرة والمتوسطة، فالسيد الرئيس بشار الأسد كان دائما يوجه في كلماته ومقابلاته إلى الاهتمام بها، وتقديم الدعم اللازم لها فأهميتها تكمن في رفد الناتج العام بالإيرادات المهمة، وهي خطة ذكية انتهجتها وزارة التجارة مؤخرا بعد العديد من الجولات الميدانية المهمة التي قام بها الوزير الغربي، ومنها على سبيل المثال لا الحصر جولة في الريف الساحلي لعدد من القرى الفقيرة في كل شيء إلا من عدد الشهداء، حيث شملت زيارات ميدانية لعدد من البساتين حيث نزل إلى الأرض وتنقل بين المزروعات والأشجار، واطلع الوزير الغربي على مطالب الفلاحين، والمعوقات التي يتعرضون لها، وأعطى توجيهاته بتصريف الفائض من منتجاتهم الزراعية وبأسعار تناسبهم بعيدا عن الاستغلال والسمسرة، وشملت الزيارة أيضا مشغل عين جندل (تطريز الملبوسات بالخرز) ضمن مشروع التنمية الريفية في ريف القرداحة، وعندما سأل إحدى العاملات في المشغل عن قيمة الثوب الذي تطرزه، وأجابت بالقول 800ل.س كان ذلك سببا لتبني الوزراة سياسة تصريف هذه المنتجات، وبأسعار تفوق بأضعاف ما يحصلون عليه بسبب ابتزاز جهة التسويق لهم، فأمر بتسويق هذه المنتجات عن طريق الوزارة نظرا لأهميتها، واحتراما للجهد الكبير المبذول بتلك المنتجات. الحمضيات والرغيف هما عنوانا العمل الميداني في إطار السياسة الجديدة التي اتبعها الوزير الغربي، فإنه قام بتأمين عقود مع شركات لتصدير مادة الحمضيات إلى كل من روسيا وإيران ولكن وفق سياسة تصديرية وشروط تناسب كلا البلدين لهذا اطلع على مركز فرز وتشميع الحمضيات في اللاذقية، وأشرف على العمل فيها بدءا من وصول الحمضيات من المزارعين حتى توضيبها بالشكل النهائي، ووضعها بالبرادات وأعطى توجيهاته بما يتناسب والشروط التي تطلبها كل دولة، لكي لا نخسر أسواق التصريف، ونعمل على استقطاب أسواق جديدة، واستمع إلى مطالب العمال وأوصى بتنفيذها، كما اطلع على سير العمل في شركة "التلال الخضراء للفرز والتشميع والتوضيب" العائدة للدكتور زهير خيربك" حيث بحث مع خيربك آلية تذليل الصعوبات التي تصادف المزارعين، ومنها التنازل عن جزء من الأرباح لصالح المزارع، وتسهيل عمليات نقل المحصول وتأمين كل مايلزم لتخفيض أجار النقل، ورفع معدل الربح للمزارع بحيث يلغى الوسيط الذي يبتز المزارع في أغلب الحالات، وتابع السيد الوزير جولته لتشمل قرى ريف جبلة، ومنها ناحية بيت ياشوط حيث كان لأبناء الشهداء نصيب من زيارته، فاستمع إلى فعالية غنائية وطنية "كورال أبناء الشهداء"، ووعد بتلبية مطالب أسر الشهداء وجرحى الجيش، وكان أول غيثها بإنشاء فرن احتياطي في بيت ياشوط "قرية الحصنان" بأقصى سرعة ممكنة، فعاين الموقع وأعطى التوجيهات بالمباشرة فورا، كما أمر بإنشاء فرن في منطقة المزيرعه في ريف اللاذقية، وتابع جولاته لتشمل مجمع أفاميا حيث ركز السيد الوزير على قضيتين أساسيتين: الأولى فيما يتعلق بصلاحية المواد الغذائية الموجودة في المجمع حيث إعتبر أن أي تهاون في صحة المواطن سيعرض القائمين عليها للمساءلة، والعقوبات الصارمة والثانية بخصوص الأسعار، والتي يجب أن تكون أقل بكثير من أسعارها خارج المؤسسة، وبما يتناسب مع القدرة الشرائية للمواطنين . مما يميز هذه الزيارة أنها ركزت وبشكل خاص على المشروعات الصغيرة والمتوسطة، ودعمها لدورها الكبير في تخفيف وطأة الحرب، وتحقيق جزء من التنمية لاقتصاد دمره الإرهاب، و فرض حصارا على سورية لم يشهده التاريخ، فكان الشعار الذي تبناه الوزير الغربي "من إمكاناتنا سنصنع شيئا ونطور اقتصادنا، وسنبذل أقصى جهدنا لكسر الحصار الاقتصادي، وصون كرامة المواطن في تلبية متطلباته، وبالأخص فيما بتعلق بالرغيف الذي هو عنوان عملنا بالإضافة إلى الحمضيات". يذكر أن الوزير الغربي اطلع بالامس على المطاحن في معردس بحماة حيث دمرها الإرهاب الذي كان سببا في فقدان سورية لأغلب مواردها، وخيراتها من هنا كان التحدي لوزارة جديدة آمنت بالعمل الميداني وليس المكتبي، فهل هو امتحان حقيقي تنتهجه وزارة التجارة الداخلية وحماية المستهلك في أن تغير الواقع ؟

سيريا ديلي نيوز - سامر محمد البشلاوي


التعليقات